الشارع المغاربي-قسم الرياضة: في غمرة الاحتفالات بالتتويج المحلّي الجديد تفاجأت جماهير الترجي الرياضي التونسي بخبر مغادرة الظهير الأيسر للفريق إلياس الشتي الذي خيّر فسخ عقده من جانب واحد من خلال شراء المدّة المتبقية ومغادرة النادي لخوض تجربة احترافية جديدة.

الخبر نزل كالصاعقة على جماهير الترجي ليس لأنّ المدافع الدولي الجزائري يعدّ ركيزة أساسية لا يستغني عنها الفريق فالترجي لا يقف على أحد ولكن لأنّ رحيله أعاد الى الأذهان سيناريو الفرار الجماعي لأكثر من لاعب غادر الترجي دون ان ينتفع النادي من عائدات بيعه رغم استقدام بعضهم في وقت سابق بمبالغ مالية مرتفعة قياسا بسقف الأجور الموجود في البطولة التونسية.

ما زاد في غضب الأنصار هو أن رحيل الشتي الذي استعاد عافيته الفنية في المباريات الأخيرة تزامن مع رحيل مفاجئ لقلب دفاع الترجي عبد القادر بدران الذي اختار التوقيع لفريق ضمك السعودي بعد 3 سنوات قضاها مع فريق باب سويقة. بدران هو الآخر غادر الترجي دون أن ينتفع الفريق منه بأيّ مليم تماما كما حصل مع عبد الرؤوف بنغيت الذي غادر بالمجان قبل انتهاء عقده وتماما مثلما حصل في وقت سابق مع محمد علي بن رمضان الذي رحل عن أسوار الحديقة “ب” مجانا قبل أن يعود إدراجه بعد فشله في الفوز بعرض احترافي محترم.

الهنّات الإدارية في الترجي تحصى ولا تعدّ وعديد الأسماء التي تأتي بمقابل مادي كبير تستفيد من اسم الترجي ومن أمواله ثمّ تغادر بلا حسيب ولا رقيب ويبقى الترجي وإدارته “شاهد ما شافش حاجة” وهنا السؤال المطروح لماذا يفشل شيخ الأندية التونسية في تحصين نجومه وركائزه ولماذا يفشل في تسويق لاعبيه وكأنه فقط مجرّد محطّة عبور بين بلدان شمال افريقيا وبقيّة حدود المتوسّط.؟

قد يكون رئيس الترجي حمدي المدّب أحد أهم أسباب نجاح الترجي في السنوات الأخيرة بفضل ما يوفّر من دعم واستقرار مادي غير مسبوق ولكن هذا لا يخفي عيوب الرجل الذي يبدو أنه يميل الى الانفراد بالرأي والتحكم بمفرده في كل القرارات الكبيرة والصغيرة داخل الترجي بما في ذلك تجديد وتمديد عقود اللاعبين وملف الانتدابات وحتى العقوبات وهو ما يفسّر ربما غياب إدارة حقيقية ومهيكلة داخل النادي… ومن يتحدثون عن نجاعة إدارة الترجي وقوة منظومته الادارية فهم دون شكّ يقصدون رئيس الترجي حمدي المدّب فهو الرئيس ونائب الرئيس والكاتب العام والمكلف بالانتدابات وهو المكلفّ بكل المهام الصغيرة والكبيرة الأخرى داخل النادي وحتى رياض بنور الذي لا يملك أيّة حقيبة داخل مركب الحديقة “ب” فهو فقط مختص في التصدّي للعبة الكواليس وأحيانا للردّ على بعض التصريحات أو المشاكسات ثمّ ينتهي دوره ووجوده.

لا يختلف عاقلان في قيمة حمدي المدّب ودوره الكبير في تثبيت الترجي على سكّة النجاحات والتتويجات ولكن هذا النجاح لا يخفي بعض العيوب التي ساهمت في بعض الأحيان في حياد الترجي عن الطريق الذي يتمناه ويرسمه كلّ أحباء الفريق وخاصة على الصعيد الافريقي الذي يبقى الهدف الأوّل والوحيد لكل العائلة الترجية.