الشارع المغاربي- منير الفلاح: فجّر الموسيقار سمير العقربي في بداية شهر رمضان قنبلة إعلاميّة لمّا إتّهم عبد الحميد بوشناق بسرقة فكرة مسلسله من العرض الفرجوي “النّوبة” الذي تمّ تقديمه في إفتتاح مهرجان قرطاج الدّولي في صيف 1991.
أعتقد أنّ هذا الإتّهام في غير محلّه وفيه شيء من الإجحاف لأنّ فكرة العرض الفرجوي النّوبة هي بالأساس للفنّان الفاضل الجزيري وتقدّم بها لإدارة مهرجان قرطاج ولوزير الثقافة آنذاك الأستاذ منصر الرّويسي.
ولاقت هذه الفكرة صداها لدى الوزير لأنّه في الأصل مختصّ في علم الاجتماع وكان يشجّع على دراسة مثل هذه الظواهر الموسيقيّة ومدى انغراسها في المجتمع عموما وفي الأوساط الشعبيّة على وجه الخصوص.
المشروع تمّ الإتّفاق على إنجازه مع الفاضل الجزيري مباشرة وهذا الأخير استعان بالعديد من المختصّين والتقنيّين في إنجازه.ومن هنا جاء دور سمير العقْربي في الإشراف على النّاحيّة الموسيقيّة وفتحي الهدّاوي في التنسيق مع الممثلين والموسيقيين على الرّكح …والصّورة التلفزيّة تظهرهما يقومان بهذه المهمّة كامل فترات العرض بينما الجزيري يؤطّر ويسيّر ويعدّ لكلّ صغيرة وكبيرة في العرض.
وشخصيّا تابعت العديد من حصص التمرّن على هذا العرض الفرجوي في المسرح الأثري بقرطاج قبل عرض الافتتاح ولمست ذلك عن قرب.
وأذكر أيضا أنّني عقب عروض مهرجان قرطاج كلّفني الوزير منصر الرّويسي بالتّفاهم مع الفاضل الجزيري صاحب العرض لبرمجة النّوبة في افتتاح دورة أيّام قرطاج المسرحيّة التي كلّفت بالكتابة العامة فيها وأيضا في إفتتاح الأيّام الثقافيّة بالمركّب الثقافي الجامعي “campus” في إطار برنامج تعاون ثقافي مع وزارة التعليم العالي…والتقيت الفنّان الفاضل الجزيري في أكثر من مرّة ولم يكن هناك ذكر لسمير العقْربي لا من بعيد ولا من قريب كأحد مالكي حقوق تأليف العرض الفرجوي النّوبة.
وأعتقد أن عبد الحميد بوشناق وكما جاء على لسانه التقى هو أيضا بالفنّان الفاضل الجزيري وأخذ رأيه في شأن المسلسل ووجد منه كلّ ترحيب.
هذه شهادة للتاريخ لأحداث عشتها منذ ما يقارب 28 سنة.