الشاعر المغاربي – قسم المتابعات الإخباريّة : تداولت العديد من صفحات “فايسبوك”، مساء اليوم الجمعة 23 فيفري 2018، خبر إقدام بلدية ساقية الزيت بمدينة صفاقس على تسمية نهج في “زنقة بن حمادو” باسم الإرهابي التونسي المدعو “يُسري الطريقي” الذي حُكم عليه بالإعدام في العراق وتمّ تنفيذه في حقه.
ومع أنّه لم يتسنّ الاتصال بمسؤولي البلدية المذكورة، فقد أكّد موقع “أنباء تونس” أنّه تمّ “تلافي الخطأ وتغيير الاسم وفق شهود عيان”. وهو ما يعني أنّ التخلّي عن تسمية أحد الأنهج التونسية باسم إرهابي معروف ووصفه بـ”الشهيد” قد جاء بعد افتضاح الأمر، ممّا أحرج أصحاب تلك الفعلة في البلديّة المذكورة.
ومن الأهميّة التذكير بهويّة الإرهابي يُسري الطريقي المُكنّى بـ”أبو قدامة التونسي” والمقاتل في العراق تحت راية تنظيم “القاعدة” الإرهابي. فقد تورّط في تفجير ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء العراقية يوم 22 فيفري 2006، وهو مكان مقدّس بالنسبة إلى شيعة العراق، فضلا اتّهامه بالضلوع في اغتيال الكاتبة والشاعرة والصحفية العراقية العاملة بقناة “الجزيرة” ثمّ قناة “العربية” أطوار بهجت التي اختطفت أثناء تغطيتها لتفجير ضريح الإمامين ثمّ ذُبحت من الوريد إلى الوريد. وقد أدّى تفجير هذا الضريح إلى أعمال إرهابية انتقامية من خلال تفجير العديد من المساجد السنية في بغداد.
وللإشارة فإنّ تنظيم “القاعدة” الإرهابي كان قد نعى الإرهابي المذكور بعد إعدامه في العراق فجر يوم 16 نوفمبر 2011. وهو الأمر ذاته الذي فعله تنظيم “أنصار الشريعة” الإرهابي في تونسي، بل وكذلك فعلت حركة النهضة الذي أصدرت بيانا أعربت فيه عن “بالغ أسفها واستيائها للتسرّع في تنفيذ حكم الإعدام”، مُترحّمة آنذاك أي بعد فوزرها في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي “على روح الفقيد”. وذلك بعد فشل مساعيها لدى السلطات العراقية من أجل إعادة البتّ في تلك القضيّة.
وللإشارة فإنّ جثمان الطريقي كان قد وصل إلى تونس، يوم 23 نوفمبر 2011، حيث استقبله المئات من أنصار تنظيم “أنصار الشريعة” وحركة النهضة وأقيمت له جنازة جماهيرية بالمنطقة آنذاك.
وربّما كان على البلديّة تسمية النهج المذكور بكنية إرهابي تنظيم القاعدة “أبو قدامة التونسي”، وكذلك اختيار موعد آخر غير تاريخ ذكرى تفجير ضريح سمراء يوم 22 فيفري 2006 حتّى لا تُكتشف الأهواء المتطرّفة التي تقف وراء هذه الحركة الاستفزازيّة التي تُنبئ بأنّ في داخلنا وبين صفوفنا من يؤمن بالإرهاب لإحداث التغيير. وعليه فإنّه لا يُمكن تصنيف بعض الإرهابيين إلى أشرار وبعضهم الآخر إلى أخيار وطيبين، رغم الألم الذي يُمكن تفهّمه لعائلات كلّ المنكوبين في أبنائهم.
نسخة من بيان حركة النهضة يوم إعدام الإرهابي يُسري الطريقي
—