الشارع المغاربي: اعتبر وائل الدحدوح مدير مكتب قناة “الحزيرة” ومراسلها بقطاع غزة اليوم الخميس 30 ماي 2024 ان التعاطف والتضامن الكبير الذي تشهده القضية الفلسطينية الان سيكون بوابة التحرير وبوابة تجاوز المخاض العسير الذي تمر به مؤكدا ان ما ادخل عليه السرور في تونس ان فلسطين توحد كل المكونات التونسية.
وقال الدحدوح خلال استضافته اليوم بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالخصوص “…فلسطين توحد كل المكونات التونسية وهذا من افضل الاشياء التي رايتها هنا في تونس وهذه من الاشياء التي ادخلت السرور على قلبي وواستني بشكل كبير وتأكدت حينها ان القضية الفلسطينية مازالت حية وازدادت حياة وقوة في اوساط الشعوب العربية والاسلامية لا بل في قلوب واذهان وعقول الاحرار في كل العالم وما نحياه اليوم من تغيرات ومن تداعيات لما يجري في قطاع غزة وفي الاراضي الفلسطينية وتحديدا في الولايات المتحدة الامريكية يعكس ان هناك تغييرا جذريا يحدث في العالم شيئا فشيئا بسبب هذه التضحيات وهذه الدماء التي سُفحت على ارض قطاع غزة على مدار 8 اشهر ومازالت مع الاسف… الاثمان كبيرة جدا وباهظة جدا ومؤلمة جدا هذا صحيح ولكن الاهداف الكبيرة والتحولات الكبيرة لاسيما اذا كانت ملتصقة بقضايا مقدسة وكبيرة تحتاج دائما الى دماء وتضحيات كبيرة وهذا ما يحدث في قطاع غزة …”
واضاف ” هي الورقة الاصعب والاكثر ايلاما ان يرى الانسان الاطفال والشيوخ والنساء في الخيام وفي المساجد وفي مراكز الايواء وفي المستشفيات صعب جدا ان يتحمل المرء كل هذه الصور ..ان يرى الاجساد المتفحمة والاشلاء والدماء وكل هذا التدمير وكل هذا الحقد الذي تنطوي عليه هذه الغارات وهذا القصف… صعب ان يتحمل المرء هذه المناظر وهذه الصور الصادمة والمرعبة حقيقة.. ..لكن على اية حال عندما تزور البلدان وقدر لنا ان ناتي الى تونس وان نذهب الى احد البلدان الاوروبية ونشاهد مدى الالتفاف ومدى التعاطف ومدى التضامن ومدى الاقتراب من القضية الفلسطينية والتفاعل معها بهذه الايجابية ندرك ان هذه الدماء لم تزهق هدرا.. بالعكس هي اثمرت واثمرت كثيرا ولعل هذا التغيير الذي يحصل ربما فاق توقعات كل الناس..”
وتابع ” لم يكن احد يتوقع ان تثمر حرب بهذه التضحيات كثيرا في بلد كالولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال وجميعنا يعرف موقف الولايات المتحدة الامريكية من القضية الفلسطينية او من دولة الاحتلال.. هذا الامر يواسي الناس ..يسليهم ويهون عليهم لكن يبقى بطبيعة الحال الالم هو الالم والوجع هو الوجع ….لكني اعتقد ان هذه الانفاس وهذه الكلمات وهذا التعاطف وهذا التضامن الكبير من شعبنا واهلنا في تونس ولدى الشعوب العربية واحرار العالم سيكون هو بالتاكيد بوابة التحرير وبوابة تجاوز هذا المخاض العسير الذي تمر به قضيتنا الفلسطينية ويمر به كل الناس في قطاع غزة على وجه التحديد … جزء بسيط من المعاناة كان ما دفعه الصحفيون من اثمان باهظة غير مسبوقة ليس في تاريخ القضية الفلسطينية فحسب وانما ايضا في تاريخ قضايا الشعوب قاطبة..”
يشار الى ان الدحدوح يؤدي منذ مطلع هذا الاسبوع زيارة الى تونس في اطار برنامج سفراء الجزيرة لإجراء دورات تدريبية بالشراكة مع معهد الصحافة وعلوم الاخبار ونقابة الصحفيين التونسيين.