الشارع المغاربي: اكد وزير التربية فتحي السلاوتي اليوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 ان 95% من ميزانية الوزارة تذهب الى المرتبات وان حوالي 5% فقط منها تذهب في كل ما هو صيانة وتجهيزات مدارس في اشارة الى الصعوبات المادية التي تعاني منها الوزارة كاشفا في نفس الوقت عن ارقام مفزعة في معدلات التلاميذ الذين اجتازوا مناظرتي السيزيام والنوفيام على وجه الخصوص وايضا بخصوص ظاهرة الانقطاع المدرسي.
وقال الوزير في حوار على اذاعة “شمس اف ام”: صحيح ان لدى وزارة التربية اكبر ميزانية بـ 7000 مليون دينار لكن 95 بالمائة منها تذهب الى الاجور و5 بالمائة وتحديدا 4.7 بالمائة للتنمية وعلى سبيل المثال في السنة الماضية خصص مبلغ 250 مليون دينار لكل ما هو صيانة وتجهيزات مدارس وبهذا المبلغ لا نقدر على تلبية حاجاتنا فسنة 1971 كانت ميزانية وزارة التربية تمثل نسبة 31 بالمائة من ميزانية الدولة”.
واضاف “من سوء الحظ ان سنوات ما بعد سنة 2011 شهدت عمليات ارهابية تطلبت توجيه جزء من ميزانية الدولة الى وزارتي الدفاع والداخلية وهذا طبيعي واليوم هناك تحسن من هذه الناحية وبالتالي هناك عزم سياسي وارادة لارجاع التربية وايضا الصحة للمرتبة التي كانتا عليها “.
وتابع “تمثل ميزانية وزارة التربية اليوم حوالي 14.8 بالمائة من ميزانية الدولة ولا بد من الترفيع فيها لاسيما ان ميزانية التنمية تقدر بـ 250 مليون دينار بينما منحة العودة المدرسية فقط 200 مليون دينار يعني تقريبا ما يساوي كل ما هو اصلاحات وبناءات في منحة فقط وهذا يعطي فكرة عن مستوى الصعوبات …”
من جهة اخرى تطرق الوزير الى الانقطاع المدرسي مؤكدا ان عدد المنقطعين بلغ في السنة الحالية 109 الاف وان المعدل في السنوات العشرة الاخيرة هو ايضا 109 الاف مشيرا الى ان عدد المنقطعين سنة الكوفيد اي سنة 2021 بلغ 69 الفا.
واعتبر ان اكبر خطر يتهدد تونس ومستقبلها هو الانقطاع عن الدراسة مبرزا انه تتم استعادة حوالي نسبة 70 بالمائة منهم عن طريق التعليم الخاص او التكوين المهني مشيرا الى ان النسبة المتبقية (نسبة 30 بالمائة ) تعتبر نسبة غير قليلة وانها تعني 100 تلميذ في اليوم.
واشار الى ان الانقطاع يحصل خاصة في مستوى السابعة ومستوى الاولى مفسرا ان ذلك يعني عند الانتقال من الابتدائي الى الاعدادي ومن الاعدادي الى الثانوي.
وحول اسباب الانقطاع المدرسي قال السلاوتي” لا بد من الاقرار بان المدرسة العمومية لم تعد جاذبة لانها تفتقر الى الانشطة العلمية او الرياضية والى التكنولوجيات الحديثة ….ومن جهة ثانية هناك صعوبات في البنية التحتية للمدارس ولنا مدارس ليس بها لا قاعات مراجعة ولا مطالعة وهناك مدارس تفتقر الى دورات مياه اضف الى ذلك وضعية النقل المدرسي وغياب الاكلة المدرسية …”
واستغرب الوزير من جهة اخرى من الاتهامات الموجهة اليه من قبل نقابات التعليم بتلفيق الملفات قائلا : ” استغرب من مثل هذا الحديث ومن حديث البعض عن ملاحم في مواجهة الوزير وغير ذلك …طموحي الوحيد هو انقاذ المدرسة العمومية …اتفقنا في مسائل منها تطوير المناهج والكتب المدرسية وعلى الاقل نتقابل في ملف الاصلاح اما البقية فالتهجم على الوزير لايهمني وانا جئت للعمل وارغب في وضع اليد في اليد مع الجميع دون استثناء لانقاذ المدرسة العمومية فنحن بلغنا وضعية مزرية ولابد من الاقرار بان المدرسة العمومية تشهد صعوبات كبيرة وكبيرة جدا”.
واضاف ” ولنعطي امثلة على ذلك… ففي امتحان السيزيام هذه السنة 25 بالمائة اجتازوا المناظرة ومن ضمنهم 71 بالمائة لم يتحصلوا على معدل في الحساب و45 لم يتحصلوا على معدل في العربية و43 لم يتحصلوا على معدل في الفرنسية وهذا مستوى 25 في المائة ممن اختاروا اجتياز الامتحان يعني المتميزين … يعني ذلك شبه امية وانا متاكد من ذلك ولهذا يجب ان نضع اليد في اليد خاصة اننا نواجه تحديات كبيرة “.
وتابع ” في النوفيام اجتاز الامتحان 17 بالمائة والارقام تقترب من ذلك فما معنى ذلك ؟ يعني ان 83 بالمائة ممن اجتازوا النوفيام في وضعية شبه امية …واذا كان لـ17 بالمائة ممن كانوا يطمحون الى دخول معاهد نموذجية مثل هذه النتائج فان 83 في وضعية اتعس بكثير واذا كانت مثل هذه الارقام لا تحرك فينا اي شيء وتجعلنا نغلب مصالحنا الانانية فيا خيبة المسعى…”
