الشارع المغاربي – ونيس: اجتماع الكونغرس ليس تدخّلا في الشأن التونسي ومآلات النقاشات قد تكون تقليص المُساعدات الأمريكية للنّصف أو قطعها تماما

ونيس: اجتماع الكونغرس ليس تدخّلا في الشأن التونسي ومآلات النقاشات قد تكون تقليص المُساعدات الأمريكية للنّصف أو قطعها تماما

قسم الأخبار

15 أكتوبر، 2021

الشارع المغاربي-نقل منى المساكني: قدم احمد ونيس وزير الخارجية الاسبق اليوم الجمعة 15 أكتوبر 2021 قراءة في التطورات الحاصلة في العلاقة بين تونس والولايات المتحدة الامريكية على ضوء الجلسة المنعقدة يوم امس بالكونغرس والتي خصصت للوضع في تونس وللقاء بين رئيس الجمهورية قيس سعيد وسفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس معتبرا ان كل طرف لعب دوره وان اجتماع لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لا يعد تدخلا في الشأن التونسي مبينا أن نتائج النقاشات ستكون إمّا بالغاء الدعم الموجه الى تونس او التقليص فيه للنصف مذكرا بان مشاريع الدعم الدولي الموجهة من وزارة الخارجية الامريكية تخضع لتقييم من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.

سابقة مفهومة

اعتبر ونيس ان اهمية اللقاء بين رئيس الجمهورية قيس سعيد وسفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس يوم امس كانت في اللقاء في حد ذاته وان المستوى اتخذ اهمية اكبر مذكرا بانه سبق للرئيس قيس سعيد ان التقى السفير مرات عديدة بعد 25 جويلية وبان السفير كان مصحوبا بوفود امريكية قدمت من واشنطن.

وقال ان دعوة قيس سعيد سفير الولايات المتحدة الامريكية هي دعوة ممثل هذا البلد مذكرا بانه كان قد اصطحب سلسلة من الوفود قدمت من الولايات المتحدة الامريكية ابرز انها كانت دون انقطاع وانها كانت اما في شكل وفود تزور تونس او عن طريق اتصالات هاتفية او عن طريق السفير مشددا على ان اللقاء يمثل حلقة من سلسلة سبقت وعلى ان اللقاء كان بمبادرة تونسية وليست امريكية.

وقال ان الخطوة التي دفعت الى هذا اللقاء هي خطوة امريكية-امريكية في اشارة الى اجتماع لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس مبينا ان السلطة الامريكية لم تدع هذه المرة رئيس الجمهورية بل طرحت قضية تونس في ما بينها .

وتساءل ان كان ذلك يثير الاستغراب والاحتجاج مبينا ان كل طرف لعب دوره مشيرا في هذا السياق الى ان من حق رئيس الجمهورية القول انه ليست هناك حاجة لدولة مثل تونس العضو في الامم المتحدة وصاحبة العلاقات الطيبة والجيدة مع جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الامريكية ان تصبح وكانها عقدة يجب ان تفتح في ما بين نواب امريكيين .

واضاف “رئيس الجمهورية قال لنا سيادتنا وهناك محدودية لا يمكن تجاوزها وهذا طبيعي .. طبيعي ان يذكر الرئيس بحدود الدول الاجنبية في صلتها بتونس وبمصير تونس ..هذا شيء عادي لم يقم الا بما هو متصل بصلاحياته وبدوره بصفته رئيس للدولة التونسية”.

جلسة الكونغرس

ابرز ونيس ان طرح قضية تونس على مستوى امريكي امريكي يعود الى دور لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي الذي ذكر بأنه يتكون من غرفتين الاولى هي مجلس الشيوخ والثانية هي مجلس النواب الذي خصص يوم امس موضوع تونس لجدول اعمال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية لافتا الى انها لم توجه الدعوة لاي تونسي للمشاركة في هذا النقاش .

ولفت الى ان لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي قامت كذلك بواجبها مشددا على ان وظيفتها تتمثل في تحديد الميزانية المخصصة لوزارة الخارجية الامريكية وخاصة منها ميزانية التعاون الدولي مذكرا بان لتونس صلة وثيقة بهذه اللجنة تعود الى اكثر من 60 سنة وبان تونس لم تخرج قط عن صلاحيات لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونغرس .

وذكر بانه يتم في كل سنة ومنذ خمسينات القرن الماضي تداول تونس استنادا الى التصور الذي تضعه وزارة الخارجية الامريكية وما تخصص من تعاون لدول العالم التي لها صلة تعاونية مع الولايات المتحدة وان لجنة الشؤون الخارجية هي التي تقر المشروع وانها هي التي تقيم المشاريع الخاصة بالتعاون الدولي وانها هي من تقوم بتقييم الميزانية المخصصة اليه مبرزا ايضا ان اللجنة هي من تحدد الارقام وان ذلك يعني اما موافقة وزارة الخارجية على اقتراحاتها او التقليص او الحذف او الترفيع في الدعم .

وفسّر قائلا ان اللجنة المذكورة تقيم مخطط وزارة الخارجية وانها تقوم بعد ذلك بالمصادقة عليه او تحويره في ما يخص كل بلاد بالذات بما في ذلك تونس معتبرا ان اللجنة في الاخير قامت بواجبها .

وتابع ” دور اللجنة ليس فتح النار على تونس وليس التدخل في الخيارات التونسية وليس املاء عمل على الدولة التونسية او الحكومة او ما يجب عليها ان تفعل وما عليها ان تختار لكن تشاهد وتسجل ما قامت به الحكومة التونسية وكيف تصرفت الدولة التونسية في سياسة المساعدات الامريكية.

وفي رده على ان الجلسة وصفت بغير المسبوقة في تاريخ تونس وبانها عقدت في علاقة بالتطورات التي عرفتها البلاد منذ 25 جويلية قال ونيس” امريكا لم تتدخل في التطورات التونسية …اكتفت باشارات وبلّغت رغباتها في ما يخص مستقبل الخيار الديمقراطي وكيف يجب ان يتطور لكنها ابلغت رغباتها والسلطة تبقى سيادة تونسية…ماذا فعلت اللجنة ؟ اللجنة بقيت في نطاق صلاحياتها وقيمت الساحة التونسية حينيا ومستقبليا حتى تحدد التوجه الضروري الذي يجب ان تقدمه لوزارة الخارجية الامريكية بما يمكنها من تحديد سياستها مستقبلا مع الدولة التونسية.

واقر ونيس بأنّ مثل هذه الجلسة ” لم تحدث لا زمن بورقيبة ولا زمن بن علي ولا خلال عشرية ما بعد الثورة” مفسرا ذلك بان تونس كانت دائما تظهر في اقتراحات وفي جدول اعمال وزارة الخارجية الامريكية المعروض على مجلس نوابها الذي قال ان له هذا الاختصاص في تحديد توجهات وزارة الخارجية وسياسة التعاون الدولي . واضاف مفسرا” تونس لم تكن تمثل عقدة وتحولت من عملية روتينية كانت تمر بها حسب الصورة التي اكتسبتها من عهد الحبيب بورقيبة وبقيت وفية لها الى صورة بلاد اصبحت في ازمة سياسية ولم يعد مستقبلها القريب واضحا”.

وتابع” بالنسبة للجنة هناك خطر ظهر وارتأت تقييمه… هل هو حقيقة خطر ام ان ظاهره خطير وانه في العمق باق على وفائه في حالة تطور واعد وجدير بالثقة ؟ السؤال اصبح مطروحا فلجنة العلاقات لم تحسم الامر روتينيا وارتأت تسليط الاضواء بصفة اعمق في ما يخص تقييم المرحلة الحالية التي تمر بها تونس بحيث بعد هذا التقييم والله اعلم شنوة كانت الاغليىة داخل اللجنة “.

واضاف” بعد التقييم والمداولة هل ستبقى الولايات المتحدة في مستوى الحكومة بين ترخيص البرلمان وتنفيذ وزارة الخارجية تلك التوجيهات…هل ستبقي على ما كانت من ارتباط في دعم التعاون الدولي لصالح تونس ام ستقلص الدعم للنصف او ستلغيه تماما او سترفع فيه ؟ ..التقييم يمكن ان يؤول الى تعجيز ويمكن ان يؤول الى تخفيض المساعدات للنصف او قطعها تماما او غير ذلك… يعني العملية الي قامت بها لجنة الشؤون الخارجية عملية دستورية امريكية صحيحة ليس فيها تدخل في الشأن التونسي”.

وتابع” العنصر الذي من اجله رفع رئيس الجمهورية احتجاجه امام سفير الولايات المتحدة الامريكية هو عنصر تدخل .. هذا غير صحيح ليس تدخلا… هو تقييم يعود الى صلاحيات دستورية قانونية في عمل لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان الامريكي… لكن كون الرئيس يخشى ان ينتج عن هذا التقييم ضرر لتونس او يوحي بتوجيه تونس بصفة شديدة او صارمة او تخرج عن المعهود في العلاقات الودية بين الدولتين فهذا امر طبيعي ..كل حد يقوم بدوره ..هناك شيء من المعقولية وعلى هذا الاساس لا يجب ان يكون هناك سوء فهم…لماذا ؟ لأنّ القاعدة تقول أن تونس كانت دائما تنعم بدعم امريكي عبر توفير السلاح وتوفير تلاقيح كوفيد مجانا في مناسبتين”.

وواصل مذكرا” باراك اوباما كان قد ادرج تونس بمبادرة منه خلال استقباله ضيفه الباجي قائد السبسي في ماي 2015 كحليف متميز خارج حلف الناتو واصبحنا منذ ذلك التاريخ الحليف المميز للولايات المتحدة بمبادرة منها وبرضاء الباجي قائد السبسي وهو شيء طبيعي….نحن حلفاء يعني كيف تريد الولايات ان تتعامل مع حليفها؟ هل من الممكن دون تعميق التحليل ومن غير ادراك وزن التطورات التي تحصل ؟ يعني بكل مسؤولية هي في حيرة في ما يخص الازمة التي انطلقت في تونس وهي حليف…يعني هناك مسؤولية مشددة وليس مسؤولية روتينية مع دولة بيننا وبينها صفة الحليف المتميز بحيث لا يمكن ان تؤخذ المسؤولية الامريكية بخفة قبل اتخاذ القرار في مواصلة التعاون الدولي معنا بالهبات والقروض والدعم والمساعدة في الحرب على الارهاب وهذا لم ينقطع منذ 11 سنة لكنه يتطلب تقييما وهذا لا يستدعي مؤاخذة”.

وشدد على ان الاحتياط من اصحاب السيادة في تونس شرعي وعلى ان الحوار ضروري وعلى انه لا توجد قطيعة او غضب مبينا ان الاحتياط ووضع الامور في نصابها مسألة مفهومة .

تطورات الجلسة

اكد ونيس انه اطلع على الجلسة المنعقدة يوم امس وانه قرأ بعض المداخلات في الكونغرس معتبرا ان ما صدر في الصحافة لا يتضمن الا المداخلات التي تبرز الجانب السلبي وانه لم يجد مداخلات تنير ما قيل في دعم السياسة التي توختها البلاد منذ 25 جويلية معزيا ذلك الى ما اسماه بضعف الشبكة الصحفية والاعلامية الامريكية التي قال انها لم تقم بنقل النقاش بصفة وفية .

وحول ما ان كان لذلك علاقة بلوبيينغ قامت بها اطراف من تونس ردّ ونيس” نعم هذا هو اللوبيينغ اشتغل اكثر من المسؤولية السامية للشبكة الاعلامية الامريكية التي لم تقم بواجبها بصفة معتدلة وكانهم اختاروا ما يرغبون في بثه في مرحلة اولى في انتظار المرحلة المتكاملة التي قد تظهر اليوم .. لم تصلني الا مداخلات ثلاث جاءت على لسان جماعة يبدو انهم موجهون …هذا ما توصلت اليه لكن هذا لا يغرّني لاننا لم نعد بمرجعية واساسيات العلاقات بين تونس وامريكا وفي خصوص الاساسيات الدستورية الذاتية الامريكية فان هذا ما لا يثير الاستغراب بل طبيعي ويجب عدم تهويل ذلك “.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING