الشارع المغاربي: اعتبر احمد ونيس الدبلوماسي ووزير الخارجية الاسبق اليوم الخميس 27 جوان 2024 ان الخطوات التي اتخذتها تونس في اتجاه بعض الدول من القطب الشرقي على غرار الصين وايران “تصرف صحيح” معربا عن تفهمه لتخوف القطب الغربي من اين يكون للصين وايران موطىء قدم في تونس مشيرا الى ان الانذارات التي عبر عنها كانت الى حد الان كلامية والى انه قد تعقبها خطوات تنفيذية.
وقال ونيس في مداخلة على اذاعة “اكسبراس اف ام” تعليقا على تصريحات الممثل السامي للشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل يوم اول امس والتي اعرب فيها عن قلق الاتحاد الاوروبي من التقارب المتزايد بين تونس وكل من روسيا والصين وايران ورد سفارة تونس ببروكسال عن ذلك:” اعتقد ان الحساسية من التقارب ليس في بروكسال فقط ولكن في بعض العواصم الاوروبية الاخرى وبعض العواصم اعربت عن حساسية في ما يخص التحركات التونسية في اتجاه القطب المقابل… والمرجعية الاقرب بالنسبة لنا هي ايران وسمعت نفس الشيء كذلك من الولايات المتحدة الامريكية…”
واضاف “اعتقد ان التحرك ليس فجئيا من جانب تونس …هذا مُركّز لكنه شرعي… لانه ليس لتونس تركيز على قطب من الاقطاب فسياستها معتدلة ونحن لنا شركاء في الغرب ولنا شركاء في الشرق ولا نميز بين طرف واخر …اما حساسية الاقطاب من تحركات تونس فهذا امر شرعي …لكن بالنسبة لنا ليس لنا ان نعدّل الخيارات الموزونة التي تصدر عنا حسب حساسية هذا الطرف او ذلك …في اعتقادي ان التصرف صحيح وان الاعتماد على ايران بالنسبة للساحة الاستراتيجية المشرقية امر ضروري لان ايران اظهرت قدرة على الرد على العدوان الصادر عن اسرائيل التي تمثل المصالح السامية للقطب الغربي والى حد الان لم يرد عليها احد ولكن لما تجاسرت وضربت ايران فقد ردت عليها طهران ولذا فان ايران اظهرت روح المسؤولية والشرعية وضرورة احترام فرض حقوقها ولذا نساندها وانا في اعتقادي ان التصرفات التونسية ضرورية وطبيعة فكل واحد يلعب دوره ولا وجود لسلبية او تهديد وانا اشجع اظهار التعديل الضروري مع القطب الشرقي وخاصة خيار ايران التي يجب ان تشعر انها تعتمد في العالم العربي على دول مسؤولة منها تونس …”
وتابع “واقعيا كنا على نفس المسافة لكن التاريخ القريب يبين انه كان للشركاء الغربيين مكانة وموطن قدم اهم من القطب المقابل ولكن هذا كان وليد الظروف ووليد القرب الجغرافي ولكن نحن عدلنا بمبادرة منا وبالاستجابة من الشركاء الشرقيين ووضحنا اننا معتدلين بحيث اننا لم نكن على نفس المسافة في الواقع لكن في المبدأ كنا دائما نعبر عن خياراتنا بكل مسؤولية وشجاعة سياسية ولا نميز بين هذا الطرف او ذاك ولكن في الواقع كان القدم الغربي اقرب …وانا اتفهم خشية القطب الغربي من ان تكسب الصين وايران موطىء قوي في تونس واعتقد انه يخشى ذلك والانذارات التي كانت الى حد الان كلامية يمكن ان تعقبها خطوات تنفيذية لكننا لن نعدل عن موقفنا …”
واعتبر ونيس ان الرد الصادر عن سفارة تونس ببروكسال جاء حذرا وقال في نفس الاطار ” هناك احتياط وتذكير بالقواعد الاساسية ويبين ان تونس لن نتراجع ولكنها ايضا ليست عدوانية …اعتقد ان مبدا الاحتياط وتجنب الاستفزاز واضحان في القلم التونسي …”
يشار الى ان بوريل كان قد اعرب في تصريحات اعلامية على هامش اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي الذي انعقد يوم اول امس الثلاثاء عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ إزاء تقارب تونس مع روسيا والصين وإيران معتبرا انه بمثابة “تطور مثير للقلق”.