الشارع المغاربي – أحداث ساقية سيدي يوسف: في مثل هذا اليوم اختلط الدّم التونسي بالدّم الجزائري

أحداث ساقية سيدي يوسف: في مثل هذا اليوم اختلط الدّم التونسي بالدّم الجزائري

8 فبراير، 2019

الشارع المغاربي : تمرّ اليوم الذكرى 61 لأحداث ساقية سيدي يوسف (8 فيفري 1958) الدامية التي شهدت اختلاط الدماء التونسية بالجزائرية إثر عدوان فرنسي غادر على قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية يوم سوقها الأسبوعية كردّ فعل من المستعمر الفرنسي على الدّعم التونسي للثورة الجزائرية.

وقد سبقت الغارة الجوية عدّة تحرشات فرنسية على القرية لكونها نقطة استقبال لجرحى الثورة الجزائرية وكان أوّل تحرّش سنة 1957 إذ تعرّضت الساقية يومي 1 و2 أكتوبر إلى اعتداء فرنسي بعد أن أصدرت فرنسا قرارا يقضي بملاحقة الثوار الجزائريين داخل التراب التونسي بتاريخ 1 سبتمبر 1957 ثم تعرضت الساقية إلى اعتداء ثان في 30 جانفي 1958 بعد تعرّض طائرة فرنسية لنيران جيش التحرير الوطني الجزائري ليختم التحرشات بالغارة الوحشية يوم 8 فيفري 1958 بعد يوم واحد من زيارة روبار لاكوست للشرق الجزائري.

وقد كان يوم السبت 8 فيفري 1958 يوم سوق أسبوعية بقرية ساقية سيدي يوسف ولم يكن المستعمر الفرنسي يجهل ذلك عندما اختار هذا اليوم بالذات للهجوم على القرية.

وقد صادف ذلك اليوم حضور عدد هام من اللاجئين الجزائريين الذين جاؤوا لتسلم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي. وكانت مفاجأة كل هؤلاء المدنيين كبيرة عندما داهمت القرية حوالي الساعة الحادية عشرة أسراب من الطائرات القاذفة والمطاردة.
واستهدف القصف دار المندوبية (المعتمدية) والمدرسة الابتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل فيما كانت المطاردات تلاحق المدنيين.
وتواصل القصف نحو ساعة من الزمن مما حول القرية إلى خراب وقد بلغ عدد القتلى 68 منهم 12 طفلا أغلبهم من تلامذة المدرسة الابتدائية و9 نساء وعون من القمارك فيما بلغ عدد الجرحى 87 جريحا.

أما الخسائر المادية فتمثلت في تدمير خمس سيارات مدنية منها شاحنات للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي، والمباني العمومية التالية : دار المندوبية، مركز الحرس الوطني، مركز القمارك، إدارة البريد، المدرسة الابتدائية، إدارة الغابات وإدارة المنجم، و43 دكانا و97 مسكنا.

وكان مندوب الصليب الأحمر (هوفمان) متواجدا بساقية سيدي يوسف أثناء القصف، بعدما وصل ومعاونوه حوالي الساعة العاشرة قصد توزيع الإعانات الغذائية وغيرها على اللاجئين الجزائريين. وكان عندما أغارت الطائرات الفرنسية على القرية بصدد زيارة مأوى اللاجئين صحبة المعتمد.

وصرّح في شهادته بأن القاذفات الفرنسية التي هاجمت الساقية ودمرتها حطمت أيضا عربات الشحن التابعة للصليب الأحمر… وهي 4 عربات: 3 عربات منها تابعة للصليب الأحمر السويسري وواحدة تابعة للهلال الأحمر التونسي وكلها مشحونة بالملابس المعدة لتوزيعها.

وندّدت الصحف في مختلف أرجاء العالم بهذا العدوان الغاشم.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING