الشارع المغاربي – الجهيناوي: رغبة يوسف الشاهد في تولي الخارجية وراء إقالتي

الجهيناوي: رغبة يوسف الشاهد في تولي الخارجية وراء إقالتي

قسم الأخبار

13 نوفمبر، 2021

الشارع المغاربي: عاد خميس الجهيناوي وزير الخارجية السابق اليوم السبت 13 نوفمبر 2021 على أسباب اقالته من الوزارة سنة 2019 متهما رئيس الحكومة الاسيق يوسف الشاهد بالوقوف وراءها معتبرا انه كانت للاخير رغبة في تولي مقاليد الوزارة في الحكومة الجديدة مؤكدا انه حاول بكل الوسائل صحبة من اسماهم ببطانة المقربين من رئيس الجمهورية قيس سعيّد منعه من التواصل معه.

وحول توليه منصب رئيس مكتب تونس في تل أبيب في عهد بن علي أكد الجهيناوي انه موظف دولة وانه ذهب الى اسرائيل وأدى دوره معتبرا ان رؤساءه في العمل كانوا حينها فرحين بالدور الذي قام به مشددا على وجوب الا تخجل تونس من ذلك .

وقال الجهيناوي في مداخلة له على اذاعة “اي اف ام “:” كنت آنذاك أقرب لرئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي من رئيس الحكومة يوسف الشاهد وهذا شيء طبيعي باعتبار ان السياسة الخارجية من مشمولات رئيس الجمهورية الذي يفهم جيدا في السياسة الخارجية على عكس رئيس الحكومة الذي يُعنى بالسياسة الداخلية ” متابعا” حتى لو لم يعتبرني يوسف الشاهد حليفا له فلست مغتاظا وانا لست حليفا لأحد ..انا دبلوماسي مستقل …لم أعين وزيرا للخارجية لاني سياسي بأحد الاحزاب وانما لان الرئيس الراحل كان يعتبر ان لي من الخبرة والكفاءة ما يكفي لتولي المنصب…عملت تقريبا لمدة 5 سنوات الى جانب الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وقضيت ما يكفي من الوقت في العمل بالدبلوماسية في اطار السياسة التي كان يسطرها”.

وتساءل الجهيناوي”لماذا غادرت الوزارة وبتلك الطريقة؟ ليجيب بالقول “أعتقد انه كانت لرئيس الحكومة الاسبق يوسف الشاهد رغبة في تولي مقاليد وزارة الخارجية وقد حاول بكل الوسائل صحبة بعض البطانة المقربين من الرئيس منعي من التواصل مع الرئيس قيس سعيّد ..كانت لي رغبة في التواصل مع سعيّد لأقدم له صورة عما يحدث في تونس وعن علاقاتنا الخارجية ولكن مع الاسف هذه الاطراف ولاسباب تهمها حاولت بكل الوسائل ان تكون هناك قطيعة بيني وبين الرئيس الجديد قيس سعيد ومن خسر في النهاية هي تونس باعتبار خبرة الـ40 سنة التي امتلكها وباعتبار ان وزير الخارجية ليس وزيرا عاديا وانما هو وزير له بعد دولي ..هذه الاحداث اضطرتني للاستقالة قبل ان يُتحدث عن اقالتي لان طريقة تعامل القيادة الجديدة مع الاسف لا تتماشى والخدمات التي قدمتها خلال فترة ترؤسي وزارة الخارجية او الخدمات التي قدمتها في سبيل مصلحة البلاد”.

واضاف “الدبلوماسية هي فن التواصل وكان من المفترض لرئيس جمهورية أُنتخب بتلك الاغلبية ان يتواصل مع وزير الخارجية وبالتالي التفسير الوحيد لما حدث هو انه كانت هناك رغبة لدى بوسف الشاهد للتواجد في الحكومة الجديدة ..كنت على استعداد تام للتواصل مع رئيس الجمهورية في اطار التداول على السلطة”.

وعن وضعية تونس على الساحة الدولية قال الجهيناوي ” وضع تونس على المستوى الدولي ضبابي وهذا واضح وهناك حيرة لدى شركائها بالخارج مما بحدث داخلها باعتبار ان المهم في السياسة الخارجية هي صورة البلاد لدى الاجنبي وكيف يتلقاها…مع الاسف هناك تساؤلات عديدة حول مآل البلاد وخياراتها على المستويين الوطني والدولي وكيفية تفاعلها مع شركائها الاساسيين ..في تقديري الشخصي لسياسة تونس الخارجية دور باكثر من 50 بالمائة في استقرارها وتنميتها ولهذا من المهم جدا ان تكون الرسالة التي نقدمها للخارج مقنعة وواضحة”.

وتابع الجهيناوي “ليس هناك تواصل مع شركاء تونس بالاتحاد الاوروبي لتفسير ما يجري في تونس وتحديد طموحاتها وتوضيح علاقاتها مع شركائها الدوليين …مع الاسف ليس هناك تواصل مع الادارة الامريكية منذ انتخاب الرئيس جو بايدن ..هناك ضبابية نتيجة عدم مواصلة ما قامت به السياسة الخارجية خلال الخمس سنوات الماضية ..هناك ضبابية كبيرة وانا كدبلوماسي لم افهم حقيقة من هو شريك تونس الاول اليوم والذي كان عند تقلدي الوزارة الاتحاد الاوروبي ومن ثم الولايات المتحدة الامريكية وهناك شركاء آخرون مثل الصين واليابان”.

وواصل “لا يمكن لبلد صغير وبامكانات متواضعة مثل تونس ان يقطع مع اسس السياسة الخارجية …الحقيقة تقال لم أشعر ان هناك توجها في تونس للقطع مع اسس السياسة الخارجية ولكني شعرت ان هناك ضبابية وعدم تفسير وتوضيح لما تريد تونس من علاقاتها الخارجية ..في اعتقادي لم نقم بالواجب في تفسير ما حدث بتونس ..المطلوب من صوت تونس في الخارج توجيه رسالة ايجابية للاطراف الاجنبية وهي مستعدة لمساعدة تونس ..حاولت خلال الخمس سنوات الماضية تسويق صورة تونس في الخارج باعتبارها بلدا ديمقراطيا ناشئا يواجه تحديات وقد ساعدنا شركاؤنا في ذلك ولابد لتونس ان تظهر لشركائها ان التوجه الديمقراطي مازال موجودا وان لنا توجها للحفاظ عليه ومن الطبيعي ان يطرح شركاء تونس نقاط استفهام عندما لا يتم تفسير ما حدث ” .

وفي تعليقه على استعمال رئيس الجمهورية كلمة رفض التدخل الخارجي في عدة خطابات خاصة بعد بياني الخارجية الامريكية والبرلمان الاوروبي قال الجهيناوي ” لرئيس الجمهورية الحق في وصف ما يرى وفق رؤيته الخاصة ..ليس هناك مشكل في ذلك ..الاهم ان نفهم ان هذه الاطراف شريكة لتونس وانها تمثل شركاء اساسيين ودونهم لا يمكن لتونس ان تواصل المحافظة على امنها او تنميتها ..يجب التحدث مع شركاء تونس وتفسير ما حدث ولا يجب الحديث هنا عن تدخل في شؤوننا …هذا ليس تدخلا وانما شراكة ..العالم اصبح معولما “.

واضاف الجهيناوي “ليس هناك بلد عضو بالامم المتحدة يعيش في عزلة تامة عن العلاقات الخارجية… الفرق الوحيد ان هناك حديثا داخليا يقال خلال الجلسات وحديثا يقال علنيا وله رسالة سياسية ..من يفهم في السياسة الخارجية يعرف ان هناك شراكات ..بطبيعة الحال لا نقبل ان يتدخل اي كان في تسيير امورنا اليومية وفي من نُعيّن وكيف نُعيّن… هذا يسمى تدخلا اما ان يعبر طرف في اطار الشراكة عن حيرته لعدم تواصل المسار الديمقراطي او ان يطلب خارطة طريق فهذا لا يعتبر تدخلا باعتبار ان تونس دخلت منذ 2011 في نادي البلدان الديمقراطية وهو ما يقتضي التشاور مع كل الدول الديمقراطية …مع الاسف الرئيس الامريكي جو يادين سينظم ملتقى حول الدول الديمقراطية ولا اعتقد انه ستتم دعوة تونس”.

وبخصوص التوتر الحاصل في العلاقات التونسية الامريكية قال الوزير السابق “لا أعتقد ان هناك انهيارا في العلاقات التونسية الامريكية ..المطلوب اليوم من تونس هو استرجاع أدواتها الدبلوماسية لتفسير ما يجري بها وان تكون هناك علاقة ثقة مع الولايات المتحدة الامريكية ونعني بذلك الادارة الامريكية والكونغرس وهذه ليست مهمة السفير ..صحيح ان للسفير دور اوانما هذه مهمة كل الجهات التونسية بما في ذلك الاعلاميين والاحزاب ورجال الاعمال الخ” .

وعن تغيير الرئيس قيس سعيّد المتواصل سفراء تونس بأمريكا قال الجهيناوي “هناك مشكل في التصرف …رئيس الجمهورية جديد وليست له معرفة بالناس وعديد الاخبار تصله من هنا وهناك ويبني عليها قراراته ولكن مع الاسف تغيير السفراء بصفة دائمة ومستمرة يؤثر على علاقاتنا بالدول ..هل يعقل ونحن نتحدث عن ازمة في العلاقات الامريكية التونسية ان نسحب سفيرنا …من المفترض ان يكون لتونس مراسل بواشنطن لابلاغ صوتها لدى الجهات الرسمية”.

وفي ما يتعلق بتأكيد سعيّد ان مرد اقالة سفير تونس بواشنطن فشله في محاربة عقود اللوبيينغ لحركة النهضة قال الجهيناوي “النهضة تقوم بعقود اللوبيينغ وهذا ليس بجديد ..النهضة تقوم بذلك منذ 2011 ولها شركات تقوم باللوبيينغ..اعتبار ان عقود اللوبيينغ التي ابرمتها حركة النهضة أثّرت في الولايات المتحدة غير مقبول وهو تصغير لها كدولة عظمى ..الولايات المتحدة مع كل الاطراف وهي تُقيّم دوريا هذه العلاقات وتدرس علاقاتها وفق ما يجري داخل الدول وهي لا تدافع عن النهضة” متسائلا” ما هي مصلحتها من ذلك ؟”.

وعن رأيه في الفريق الدبلوماسي العامل مع الرئيس قيس سعيّد قال الجهيناوي ” هذا الفريق الدبلوماسي من خيرة الشباب ..اعرف عددا منهم وانا على يقين من انهم يقومون بدورهم مثلما يجب على احسن وجه ولكن المشكل ليس في الفريق وانما في السياسة على مستوى الحكومة ووزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية ..لا اشك في كفاءة الفريق العامل مع سعيّد وهو من أحسن ما يوجد على الساحة “.

وبالنسبة لموقف تونس الاخير تجاه الازمة الجزائرية المغربية قال الجهيناوي “اولا انا مطمئن على ان الازمة بين البلدين لن تصل الى ما لا تحمد عقباه ولا اعتقد ان هناك نية لدى البلدين للتصعيد او المواجهة باعتبار ان البلدين يعلمان جيدا عواقب ذلك …الازمة بين البلدين ازمة معقدة لها ابعاد داخلية داخل الدولتين وابعاد خارجية تتعلق اساسا بدور الدولتين في افريقيا وفي العالم ..الازمة هي استجابة لبعض التطورات الدولية على غرار رجوع المغرب الى الاتحاد الافريقي اضافة الى تراجع عدد من الدول عن اعترافها بالصحراء الغربية والموقف الامريكي ..كل هذه العوامل خلقت مضضا ورفضا لدى الجانب الجزائري”.

واضاف “كان من المفترض ان يكون دور تونس بحكم علاقاتها بالدولتين تقريب وجهات النظر باعتبار ان المغرب العربي من اقل الجهات تماسكا في العالم .لم أفهم قرار تونس في علاقة بملف الصحراء الغربية باعتبار انه لا يتنزل في اطار تقاليدنا ..السنة الفارطة تونس صوتت لصالح التمديد لبعثة مينرسو بالصحراء الغربية… لم افهم لماذا اتخذ هذا القرار من جانب تونس ..موقف تونس لم يرض الجزائر باعتبارها تطلب أكثر من ذلك واغضب المغرب باعتبارها تعتبر موقف تونس انحيازا للجزائر …لم افهم موقف تونس …يمكن ان تكون هناك أسباب موضوعية لا اعرفها ولكن كملاحظ اعتبر ان موقف تونس غريب ” .

ويخصوص توليه منصب رئيس مكتب تونس في تل أبيب بإسرائيل قال الجهيناوي” لم أحمل حقيبتي وأذهب الى اسرائيل للتطبيع وانما تم اصدار تسميتي بالرائد الرسمي ورصدت ميزانية للمكتب صوت عليها البرلمان آنذاك ..انا موظف دولة عُينت باسرائيل كما عُينت بالهند وغيرها من الدول وذهبت وقمت بدوري ورؤسائي في العمل كانوا فرحين بذاك باعتبار ان مهمتي كانت بطلب من الجانب الفلسطيني وفي اطار دعم مسيرة السلام ولا يجب على تونس ان تخجل من ذلك باعتبارها دولة تدعو دائما للسلام “.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING