الشارع المغاربي – منير السويسي : نفى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بتونس سالم عيسى القطام الزعابي، ما أسماه مزاعم بشأن ترتيب أبو ظبي “انقلابا” في تونس بقيادة وزير الداخلية المعزول لطفي ابراهم، أوردها الصحافيُ الفرنسي المثير للجدل “نيكولا بو” في مقال نشره على موقعه “موند أفريك” يوم 13 جوان 2018 .
يوم الخميس 14 جوان 2018 ، قال سفير الإمارات بتونس سالم عيسى القطام الزعابي، في تصريح لإذاعة “موزاييك إف إم” وفي سياق رده على الاتهامات الموجهة إلى أبو ظبي بترتيب “انقلاب” في تونس إن “استقرار تونس من استقرار الإمارات، أمن تونس من أمن الإمارات، وهذا الذي يُثار ) حول التخطيط لانقلاب: إضافة المحرّر( هدفه ضرب العلاقات الثنائية بين البلدين سواء بين الإمارات وتونس أو بين تونس والسعودية”.
ونفى السفير الإماراتي-ضمنيا- أن يكون رئيس جهاز المخابرات في بلاده التقى لطفي ابراهم في جزيرة جربة خلال شهر ماي الماضي مثلما زعم نيكولا بو، قائلا “أيّ مسؤول في الدولة مستحيل يقابل شخص إلا بناء دائما على موافقات مسبقة من السلطات العليا” في تلك الدولة.
وهذه أول مرة يردّ فيها سفير الإمارات في تونس على اتهامات مماثلة موجهة إلى بلاده. وكان الرئيس المؤقت السابق منصف المرزوقي )المحسوب سياسيا على دولة قطر( قد اتهم في أكثر من مناسبة الإمارات بالسعي إلى قيادة “انقلاب” في تونس دون أن يعطي تفاصيل حول الموضوع.
وقبل أسبوعين ) 14 جوان 2018 ( ، تحدث نيكولا بو )خلال مقابلة مع قناة “فرانس 24 ” الدولية( عن وجود “تقارب” بين لطفي ابراهم والسعودية والإمارات وتخطيط مشترك لتنفيذ “الانقلاب”.
ولئن عقّبت الإمارات عبر سفيرها في تونس على الموضوع، فإن السعودية تجاهلته تماما.
ويعود أول تواصل رسمي بين لطفي ابراهم ومسؤول سعودي إلى يوم 5 أكتوبر 2017 عندما استقبل في مقر الوزارة سفير السعودية في تونس محمد بن محمود العلي، وبحث معه “التعاون التونسي السعودي في المجالات ذات الصلة بالأمن” حسبما أعلنت الداخلية التونسية في بيان.
وقد “عبّر ” ابراهم، خلال اللقاء، عن “رغبته” في “تأدية زيارة إلى الرياض للقاء نظيره السعودي”. وبعثت سفارة السعودية بتونس مذكرة إلى وزارة الخارجية التونسية “تفيد من خلالها بترحيب وزير الداخلية السعودي بالزيارة المذكورة وطلب اقتراح موعد لإجرائها” وذلك وفق نص مراسلة بتاريخ 8 جانفي 2018 وجهتها وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية، ونشرتها جريدة “الشروق”.
ويوم 25 جانفي 2018 التقى لطفي ابراهم وللمرة الثانية سفير السعودية في تونس محمد بن محمود العلي، وبحث معه “العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والمواضيع ذات الاهتمام المشترك” وفق برقية لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
ويوم 7 مارس 2018 التقى لطفي ابراهم نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، لأوّل مرة في العاصمة الجزائرية حيث جرت أشغال الدورة 35 لاجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب.
وحلّ لطفي ابراهم يوم 25 فيفري 2018 بالعاصمة السعودية الرياض في إطار “زيارة رسمية”، و”بحث” يوم 27 فيفري 2018 مع نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز “مسارات التنسيق والتعاون المشترك بين وزارتي الداخلية في البلدين” و”آخر تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية” وفق (واس).
وحضر جلسة المباحثات، عن الجانب السعودي، كل من رئيس جهاز “أمن الدولة”، ووكيل وزارة الداخلية، و”مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات المشرف على الأمن العام” و” وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية” و”عدد من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية”. كما حضرها من الجانب التونسي ”سفير تونس لدى المملكة لطفي بن قايد، ومدير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بوزارة الداخلية رضا بن رابح، وعدد من المسؤولين”، حسب الوكالة السعودية.
ويوم 28 فيفري 2018 استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض لطفي ابراهم الذي “نقل” إلى العاهل السعودي “تحيات فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، فيما أبدى الملك المفدى تحياته لفخامته” وفق (واس).
وحسب الوكالة السعودية “جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين” خلال اللقاء الذي حضره “الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية”، و”وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، وسفير تونس لدى المملكة لطفي بن قايد”.
*رئيس “منتدى تونس للصحافة والنفاذ إلى المعلومات”