الشارع المغاربي – مُحام : "الشّعب فقد الأمل.. ونكبته في سياسيين قتلوا حبّ الحياة فيه"

مُحام : “الشّعب فقد الأمل.. ونكبته في سياسيين قتلوا حبّ الحياة فيه”

5 أبريل، 2019

الشارع المغاربي : قال المحامي كمال بوجاه “نكبة الشعب التونسي ليست في التخلّف الذي يعاني منه أو في التدني الأخلاقي الذي تفشّى فيه ولا في الانهيار الاقتصادي الذي عصف بمقدراته، بل نكبته في الطبقة السياسية التي قتلت حبّ الحياة فيه وأطفأت شعلة الأمل التي كانت وراء صموده لقرون”.

وأضاف بوجاه في تدوينة نشرها على صفحته بموقع “فايسبوك”: “معاناة التونسيين لا تعود الى سنوات ما بعد الثورة كما يحلو لأعداء الثورة أن يدّعوا، ولا تعود الى سنوات حكم بن علي أو بورقيبة بل هي أعمق بكثير… فقبل حكم بورقيبة عانى الشعب من الاستعمار الفرنسي وقبلها من حكم البايات وقبلها من الأتراك وقبلها من الغزاة من عرب وفرنجة وروم وواندال وغيرهم… ولكن رغم تتالي النكبات وعمق المعاناة لم يفقد الشعب الأمل في التخلص من الغزاة والحكام الظالمين المستبدين، وكان دوما هناك رجال ونساء ينفخون في شعلة الأمل… وكان هناك دوما حلم وشعب يؤمن بهذا الحلم ويناضل من أجله”.

وشدّد على أنّ الشعب اليوم فقد الأمل وأن ذلك “يتّضح من خلال سلوكه وحديثه وسخريته واستسلامه الى الأيام لتعبث بأحلامه وتُمزّقها”، متابعا “الكآبة تعمّ كامل المشهد ولا أمل في خيط من النور يشق هذا الظلام الدّامس ويبدّده والعلّة في هذه الطبقة السياسية التي عجزت عن صناعة الأمل”.

واعتبر أن “صناعة الأمل لدى الشعوب لا تحتاج لمال كثير قد لا يتوفّر أو لثروات قد يشحّ بها الوطن وانما يحتاج لمن يصنع الحلم ويحمل الناس على الإيمان به والاعتقاد فيه والحياة لأجله”.

وختم تدوينته قائلا “مصيبتنا ان سياسيينا لا يحلمون ولا يؤمنون الا بالدينار وبالدولار وهذا يجعلهم اقرب الى السماسرة من اي شيء آخر… وخروجنا من هذا الوضع المزري ماديا واخلاقيا وفنيا لا يكون الا بحلم يجمعنا وهذا يحتاج الى حالمين وليس الى لصوص… فلنحلم معا بأننا تخلصنا من جلادينا فكل الانجازات الكبيرة تبدأ بحلم نؤمن به ونناضل من أجله”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING