الشارع المغاربي : نشرت صحيفة “نيويورك تاميز” الأمريكية مقالا بإمضاء روري ماكارثي رسم فيه صورة فوضوية للسياسة الاقتصادية بتونس.
وعن الحصاد الكامل لسياسات اقتصادية بعد 7 سنوات من التخلص من النظام الدكتاتوري كتب ماكارثي “… ان الوفاق السياسي يتفتّت فيما انقطع حبل الميثاق الاجتماعي وأصبح ذلك مصدر هزّات وارتفعت نسبة التضخّم والبطالة الى جانب تعمّم الاضرابات والاحتجاجات”.
وانتقد كاتب المقال ما أسماه ب “حلف العائلة في قلب السلطة وقال : «غادر العديد من نواب نداء تونس كتلة الحزب تعبيرا عن احتجاجهم على هذا الوضع واشتكى أحدهم من أن الحزب تحوّل الى “مشروع عائلي” في اشارة الى نجل الرئيس، حافظ قائد السبسي الذي يدير الحزب .»
أما بالنسبة لحركة النهضة فقد تحدث ماكارثي عن وجود ما أسماه بتخوف لديها من اقصائها مذكرا بـ “القمع والمحاكمات الظالمة التي تعرضت لها خلال التسعينات من القرن الماضي” مشيرا الى سعيها الى انتهاج “اسلام ديمقراطي” ملاحظا أن سياستها الحذرة “لا تلقى ترحابا من قبل ناخبيها.
وبعد أن أكد أن تزايد نسبة مقاطعة الانتخابات يعكس خيبة الامل التي يشعر بها التونسيون ازاء السياسيين اتهم المقال النخبة السياسية بنكث وعود الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية قائلا : “بلغت نسبة البطالة في صفوف الشباب 36 % فيما بلغت نسبة التضخم 7,8 % في جوان الماضي وهي أعلى نسبة منذ حوالي ثلاثة عقود”.
وأضاف ماكارثي : “يعتمد اقتصاد تونس بشكل واسع على صادرات قطع الكهرباء والنفط والفسفاط وأيضا على السياحة. بيد أنه منذ الثورة بقي النموّ الاقتصادي ضعيفا وأدى انهيار الدينار الى ارتفاع في كلفة الواردات”.
وانتقد كاتب المقال أيضا انتشار المحسوبية والفساد قائلا : “عوض تكريس ارادة سياسية ضرورية لاقامة عقد اجتماعي جديد ادت سياسة الوفاق المعتمدة خلال السنوات الاخرية الى انتقال محافظ… ولم يقف الامر عند اهمال اصلاحات توزيع الثروة في البلاد وانما حتى نوعية الديمقراطية تدهورت”.
وتابع : “ربما تكون هناك انطلاقة جديدة بسنّ قوانين جديدة في الجباية والاستثمار ولكن أيضا قوانين تتعلّق بالبنوك التي باتت في خدمة نخبة معينة حتى تطال الاعتمادات المالية جهات طالما عانت من التهميش”.
من أسبوعية الشارع المغاربي في عددها الصادر يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018