الشارع المغاربي-وكالات: لأوّل مرّة بعد مرور 24 عاما على مقتل الاميرة البريطانية السابقة ديانا في حادث مرور فظيع بأحد أنفاق باريس كشف طبيب جراح عن تفاصيل جديدة حول مجهودات انقاذ الأميرة الراحلة في الحادث الذي اودى ايضا بحياة رفيقها آنذاك عماد الفائد الملقب بـ”دودي” سنة 1997.
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن الطبيب منصف دهمان، الذي أدلى بشهادته للمرة الأولى في حوار مع نشرته ليلة أمس، قوله إن الحادث ترك تأثيرا عميقا عليه شخصيا وعلى العالم وأنّه عمل بلا كلل لساعات طويلة صباح 31 اوت 1997، بأكبر مستشفى فرنسي في محاولة لإنقاذ الاميرة البريطانية .
وقال دهمان الذي يعمل حاليا جراحا في بلدة أنتيب الجنوبية في الريفيرا الفرنسية والتي يؤمها أصحاب المليارات ونجوم هوليوود إنه تم استدعاؤه إلى قسم الطوارئ في مستشفى “بيتي سالبيتريير” بباريس لمعاجلة شابة مصابة بجروح خطيرة ليكتشف أن الامر كان يتعلق بسيدة أكثر شهرة في العالم هي “الأميرة ديانا”.
واضاف الطبيب متذكرا: “كنت آخذ قسطا من الراحة، عندما تلقيت اتصالا من كبير أطباء التخدير، يطلب مني الذهاب إلى غرفة الطوارئ” وتابع “لم يبلغني أن المصابة كانت السيدة ديانا…فقط ابلغني بان الامر يتعلق بحادث خطير تعرضت له امرأة شابة”.
واشار الى أنّه أدرك أن الأمر يتعلق بشخصية كبيرة باعتبار أنّ المسؤول الذي هاتفه لا يتصل مباشرة بسبب هرمية تنظيم المستشفى، اضافة الى أن الغرفة التي كان فيها لا تبعد سوى 50 مترا عن قسم الطوارئ.
وتابع أنّه عندما وصل إلى الطوارئ، كان الأميرة ديانا مستلقية فوق نقالة، وحولها حشد من الأشخاص، وانه تمّ ابلاغه حينها بأن المصابة هي الأميرة ديانا.
واستذكر الطبيب قائلا “لقد استغرق الأمر مني وقتا حتى يتضح هذا العمل غير العادي، فبالنسبة إلى أي طبيب أو جراح، مواجهة أية مصابة في هذه الحال أمر ذو شأن عظيم، فكيف إذا كانت أميرة ؟ “.
ولم يخض في بعض تفاصيل العلاج الذي قدمه للمريضة بسبب سرية ملف المريض، لكن أكد المحاولات المستميتة من جانبه وجانب فريقه لإنقاذ حياة الأميرة.
واضاف في شهادته أنّ العمل كان هادئا في المستشفى قبل أن ينقلب رأسا على عقب مع وصول إصابات خطيرة إلى المستشفى جراء حادث المرور المذكور في أحد أنفاق باريس.
وقال الطبيب دهمان “تصوير الأشعة السينية لصدر الأميرة البريطانية أظهر أنها تعاني من نزيف خطير للغاية” مشيرا إلى أنه رغم إزالة الزوائد من تجويف الصدر استمر النزيف استمر ولم تفلح عمليات نقل الدم من فصيلة “O-Negative”.
وتابع “أخضعت ديانا لعملية تدليك خارجي للقلب، لإنعاش قلبها، فطلب طبيب أخر مني تنفيذ إجراء عملية جراحية لها على الفور، وكانت الأميرة البريطانية حينها لا تزال في الطوارئ”.
ويقول منصف دهمان إن الأمر كان استثنائيا للغاية ويوضح مدى خطورة الحالة، مشيرا إلى أنه نفذ ما طلب منه لتمكين الأميرة من التنفس، مستدركا بأنّ قلبها لم يستجب لانه لم يكن يعمل بالشكل الصحيح وكان ينقصه الدم مشيرا الى أنّ الاطباء اكتشفوا في وقت لاحق أن ديانا أصيبت بتمزق كبير في التامور الغشاء الذي يحمي القلب.
وقال الطبيب “انضم إلى الفريق في وقت لاحق، البروفيسور آلان بافي، أفضل جراح قلب في فرنسا، بعد أن تم إيقاظه واستدعاؤه من منزله” لافتا الى أنّ بافي طلب إجراء مزيد من الفحوص، لمعرفة مصدر النزيف الداخلي، وانه اكتشف جرحا كبيرا في الوريد الرئوي الأيسر تسبب في ايقاف قلبها عن العمل وبالتالي في موتها.
ويقول دهمان: “جربنا الصعق بالصدمات الكهربائية عدة مرات، وكما فعلت في غرفة الطوارئ جربنا تدليك القلب، كما تمت الاستعانة بالأدرينالين، لكننا لم نتمكن من جعل قلبها ينبض مرة أخرى وواصل الفريق جهود الإنعاش هذه لمدة ساعة كاملة، وفي النهاية فارقت الأميرة الحياة”.