الشارع المغاربي – خريطة "الموت المؤجل": 110 ملايين لغم حول العالم !!

خريطة “الموت المؤجل”: 110 ملايين لغم حول العالم !!

قسم الأخبار

2 مايو، 2022

الشارع المغاربي: حسب معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح بلغ عدد قتلى وجرحى لألغام الأرضية ومخلفات الحروب في عام 2020 نحو 7073 شخصًا على مستوى العالم وهو ما يعني أن 19 شخصًا في المتوسط يصابون أو يقتلون يوميًّا نتيجة تعرضهم لانفجار مثل هذه الأسلحة. وفي عام 2019 كان عدد الخسائر البشرية نتيجة الألغام نحو 5853 ضحية.

ووفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن المرصد العالمي للألغام يمثل المدنيون 80% من نسبة الضحايا الذين سقطوا في عام 2020 نصفهم من الأطفال فيما أظهرت الإحصائيات أن سوريا كانت في المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات، بإجمالي 2729 ضحية، تليها أفغانستان.

تظهر هذه الأرقام كيف أن العالم لا يزال يعاني من أزمة الألغام الأرضية رغم انتهاء الكثير من الحروب التي كانت سببًا في وجودها، كما أن ارتفاع أعداد الضحايا من عام لآخر، يظهر كيف أن عملية إزالة الألغام لا تتم كما ينبغي حول العالم نتيجة العديد من التحديات، من بينها العامل الاقتصادي.

لماذا يصعب حل أزمة نزع الألغام؟

قبل أن نتطرق لخريطة توزيع الألغام وخصوصًا في المنطقة العربية والشرق الأوسط ربما يجب أن نسلط الضوء على صعوبات إزالة الألغام لأسباب رئيسية ثلاثة .

11 قرنًا للتخلص من هذا الكابوس

يستغرق اكتشاف الألغام الأرضية وإزالتها وقتًا طويلًا. وتشير التقديرات إلى أنه إذا استمرت إزالة الألغام الأرضية بالمعدل الحالي (مع عدم إضافة ألغام جديدة)، فسوف يستغرق الأمر ما يقرب من 1100 عام لتخليص كل العالم من هذا الكابوس تمامًا باعتبار انه يوجد في العالم أكثر من 110 ملايين لغم تحتاج للإزالة.

كلفة بـ 100 مليار

يكلف اللغم الواحد ما بين ثلاثة دولارات و30 دولارًا؛ مما يجعله أداة فعالة للقتال من حيث الكلفة وفعالية الإصابات، لكن المشكلة تظهر عند إزالتة الالغام إذ يمكن أن يكلف إزالة اللغم الواحد ما بين 300 وألف دولار، ومن ثم ستكلف إزالة جميع الألغام الأرضية ما بين 50 و 100 مليار دولار، ونظرًا إلى أن معظم البلدان المتضررة هي الدول الأكثر فقرًا، فإن كلفة إزالة الألغام يمكن أن تكون حملًا كبيرًا للغاية.

الألغام تفاجئ الباحثين عنها وتقضي عليهم

معظم حقول الألغام لا تحمل علامات تدل عليها، لذلك أصبح من المألوف العثور على ألغام مزروعة في الحقول الزراعية، وحول أنظمة الري، وفي الغابات المجاورة لبعض القرى. هذا إن لم تكن الألغام موجودة داخل القرى نفسها؛ لهذا السبب يكون مختصو إزالة الألغام أنفسهم معرضين لخطر الموت أو الإصابة بجروح خطيرة ومقابل كل 5 آلاف لغم تمت إزالتها حتى الآن بنجاح، قتل خبير إزالة ألغام وجرح اثنان آخران.

خريطة توزيع الألغام حول العالم

وفق تقديرات عام 2019 هناك أكثر من 110 ملايين لغم أرضي مزروعة على كوكب الأرض في الوقت الحالي. وحتى اكتوبر 2020 كانت هناك 60 دولة ومنطقة ملوثة بالألغام المضادة للأفراد منها 33 دولة طرف في اتفاقية حظر الألغام و22 دولة غير منضمة للاتفاقية، بالإضافة إلى خمس مناطق أخرى.

تصنف دول الصين وكوبا والهند وإيران وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وفيتنام من بين الدول الأكثر إنتاجًا للألغام. وحسب مرصد الألغام، يعتقد أن التلوث الهائل بالألغام المضادة للأفراد (والذي يمتد لأكثر من 100 كيلومتر مربع) موجود في 10 دول ضمن الدول الموقعة لاتفاقية حظر الألغام وهي: أفغانستان، البوسنة والهرسك، كمبوديا، كرواتيا، إثيوبيا، العراق، تايلاند، تركيا، أوكرانيا، واليمن.

أما بالنسبة لترتيب دول العالم طبقًا لأعداد الألغام المنتشرة بغض النظر عن مساحة الانتشار، فتأتي في المقدمة مصر (23 مليونًا)، أنغولا (9-15 مليونًا)، إيران (16 مليونًا)، أفغانستان (نحو 10 ملايين)، العراق (10 ملايين)، الصين (10 ملايين)، كمبوديا (نحو 10 ملايين)، موزمبيق (نحو مليونين)، البوسنة (2-3 ملايين)، كرواتيا (مليونان)، الصومال (نحو مليونين)، إريتريا (مليون)، والسودان (مليون).

ألغام الشرق الأوسط

يعود توزيع الألغام المزروعة في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط إلى الحروب والنزاعات الحديثة، ويمتد بعضها إلى الحقبة الاستعمارية منذ 50 عامًا وأكثر، كما لعب انتشار بعض التنظيمات المسلحة دورًا في انتشار الألغام، خصوصًا في سوريا والعراق.

1-   مصر: 20% من ألغام العالم

صنفت مصر على أنها الدولة الأكثر تلوثًا بالألغام الأرضية في العالم مع تقديرات بوجود نحو 23 مليون لغم أرضي (نحو 20% من عدد الألغام في العالم). وتعد مصر أيضًا خامس دولة بها أكثر الألغام الأرضية المضادة للأفراد لكل كيلومتر مربع. وتتمركز الألغام في منطقة الساحل الشمالي وهي ناتجة عن الحرب العالمية الثانية. كما تلوثت المناطق الواقعة إلى الشرق، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء بين عامي 1956 و1973 بسبب الحرب بين مصر وإسرائيل.

وتمنع الألغام الموجودة في الشريط الساحلي الواسع حتى الحدود الليبية، والمناطق الساحلية القريبة من منطقة قناة السويس، مثل البحيرات المالحة وساحل البحر الأحمر استخدام مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة، خصوصًا بعض الأراضي الصالحة للزراعة. ويمثل نقص الخرائط للموقع الدقيق لحقول الألغام والتغيرات المناخية والتغيرات في سطح الأرض في تلك المناطق وغيرها من العوامل مشكلا كبيرا يعوق إتمام عملية تطهير الأراضي الملوثة.

 2 – العراق: ضريبة النزاعات المستمرة

العراق هو أكبر دول العالم طبقًا لمساحة الأراضي الملوثة بالألغام، انتشرت الألغام في العراق كضريبة للنزاعات المستمرة، بدءًا من الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، ثم قيام نظام صدام حسين العراق بغزو الكويت عام 1991، وما تلاه من غزو أمريكي للعراق عام 2003، ثم الصراعات الطائفية، التي نجم عنها ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وسيطرته على ثلث مساحة العراق عام 2014 قبل القضاء عليه.

وحتى نهاية عام 2019، أبلغ العراق عن تلوث مساحة قدرها 1.2 مليون كيلومتر مربع بالألغام المضادة للأفراد.

3 – سوريا: مخلفات حروب مع اسرائيل

يعود التلوث بالألغام في سوريا إلى مخلفات الحروب العربية الإسرائيلية المتتالية منذ عام 1948، لكنه تزايد بشكل خاص نتيجة للصراع في سوريا منذ عام 2011، وانتشار الجماعات المسلحة التابعة للنظام والمضادة له على حد سواء.

اعتبارًا من نهاية عام 2020، كان النطاق الكامل للتلوث في سوريا غير معروف، بينما زاد التلوث بالألغام بشكل خاص في المناطق التي احتلها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من الرقة إلى محافظة الحسكة في الشمال الشرقي، وجنوبًا إلى دير الزور.

قتلت الألغام ما لا يقل عن 2601 مدنيًا في سوريا منذ عام 2011 وحتى عام 2020، من بينهم 598 طفلًا و267 امرأة، ويمثل النساء والأطفال 33% من إجمالي الضحايا، طبقًا لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

4 – اليمن: 569 منطقة ملغومة

يعود تلوث اليمن بالألغام إلى الصراعات التي شهدتها البلاد بين عامي 1962و1969 وبين 1970و1983، والألغام التي زرعت في المناطق الحدودية بين شمال وجنوب اليمن قبل توحيدها عام 1990، والألغام الناجمة عن النزاعات المتتالية التي اندلعت منذ 1994، أضف إلى ذلك الحرب التي اندلعت عام 2015، ولا يعرف بدقة حتى الآن مدى التلوث وانتشاره.

وحسب تقرير الشفافية الذي قدمه اليمن عام 2017 (وهو التقرير الأخير من نوعه)، فإن هناك 569 منطقة ملوثة بالألغام تغطي مساحة 2323 كيلومترًا مربعًا.

توزيع الألغام في دول شرق أوسطية وعربية أخرى

عام 2020، أبلغت تركيا عن تلوث بالألغام يقدر بمساحة 145 كيلومترًا مربعًا عبر 3834 منطقة. وغالبية هذه المناطق الملوثة توجد بمحاذاة حدودها مع أرمينيا، إيران، العراق وسوريا. بينما أبلغت فلسطين عن وجود 0.18 كيلومتر مربع من الألغام الأرضية، منها 85 ألف متر مربع بألغام مضادة للأفراد، و99 مترًا مربعًا بألغام مضادة للمركبات.

كذلك أبلغت الصومال عن وجود 6.1 كيلومترات مربعة من الألغام المضادة للأفراد من إجمالي 161.8 كيلومترات مربعة ملوثة بمختلف أنواع الألغام بينما أفادت الصومال بأن هناك زيادة في استخدام الألغام البدائية منذ عام 2017.

واعتبارًا من نهاية عام 2020، أبلغت السودان عن مساحة قدرها 13 كيلومترًا مربعًا ملوثة بالألغام المضادة للأفراد، عبر ولايات النيل الأزرق، جنوب كردفان، غرب كردفان. بلغ مجموع التلوث الجديد 6.22 كيلومتر مربع، مع تسجيل 11 منطقة خطرة جديدة.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING