الشارع المغاربي -قسم الاخبار: حذر الاتحاد الإفريقي اليوم الأحد 2 ماي 2021 من انتشار سريع لفيروس كورونا في القارة متوقعا تعرض بلدان افريقية لسيناريو مماثل لانتشار تشكلات الكوفيد-19 سريعة الفتك مثلما هو الشأن حاليا في الهند.
ودعا الاتحاد وزراء الصحة الأفارقة لاجتماع طارئ يوم السبت المقبل للبدء في تنسيق تعبئة شاملة تضع القارة في مأمن من السيناريو الهندي .
وأكد الدكتور جون انكزكازونغ مدير المركز الإفريقي للوقاية من الأوبئة ومراقبتها “أن الاتحاد الإفريقي يتابع برعب كبير ما يحدث في الهند، وهو أمر قد يتكرر في أي مكان آخر، ويجب علينا اعداد العدة وعدم التراخي في مقاومة الفيروس”.
وتابع “السرعة التي فقدت الحكومة الهندية بسببها خلال أسابيع السيطرة على الوضع الصحي، تفرض علينا مضاعفة الإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات الكبرى بما فيها التجمعات الدينية” مضيفا “إننا نعاني على مستوى القارة من نقص حاد في عمال الصحة كما أنه لا تتوفر لدينا الكميات الضرورية من الأوكسجين، ويجب أن نستمر في الوقاية خاصة أن الكثيرين تخلوا عن التباعد وعن حمل الكمامات”.
والمعلوم ان الوضع الوبائي في الهند انعكس بصورة شديدة السلبية، على حملات التطعيم بلقاح استرازينيكا على مستوى إفريقيا، على خلفية ايقاف معهد سيروم الهندي الذي يتولى صناعة اللقاح، منذ أسابيع، عمليات تصديره لصالح مبادرة التضامن الدولي “كوفاكس”.
وتعول غالبية بلدان القارة الإفريقية تقريبا على مبادرة “كوفاكس” في تحصين وتلقيح سكانها بلقاح أسترازينيكا. أما لقاحات سينوفرام وسبوتنيك، وجونسون آند جونسون، فلم يستعمل منها في عموم القارة سوى 17 مليون حقنة (بينها 8,9 ملايين حقنة في المغرب)؛ اذ اضطرت جمهورية الكونغو الديمقراطية لتسليم هذه الكمية لمبادرة كوفاكس التضامنية حتى لا تفقدها.
وتمثل هذه الكمية 75% من الحقن التي استلمتها مبادرة كوفاكس يوم الثالث مارس والمخصصة لتأمين تلقيح 20% من سكان 92 دولة إفريقية مداخيلها هشة أو متوسطة خلال 2021.
ومما يزيد الوضع خطورة أن حملات التلقيح التي كان من المفترض إطلاقها منتصف شهر مارس الماضي في إفريقيا، لم تبدأ إلا قبل أسبوع.
فقد فضلت بلدان القارة الإفريقية انتظار نتائج الدراسات التي تعدها الوكالات الصحية الغربية، حول تأثيرات لقاح أسترازينيكا، بعد أن أوقفت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية استخدام هذا اللقاح لتسببه في الجلطات الدموية.
وسيعاد توزيع الكميات التي تم الحصول عليها، من هذا اللقاح إذا ثبتت سلامة استعماله، على دول التوغو وغانا وإفريقيا الوسطى والسنغال.
وأعلن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون عن منح 105000 حقنة من لقاح أسترازينيكا لمبادرة كوفاكس، واعدا بزيادة هذه المنحة إلى 500 ألف حقنة من هنا إلى نهاية العام.
وكانت موريتانيا في مقدمة الدول المستفيدة من المنحة الفرنسية حيث استلمت 31200 حقنة من لقاح أسترازينيكا.
ودعت فرنسا في مارس الماضي دول مجموعة السبع إلى زيادة دعم مجهود التطعيم الإفريقي بتقاسم وارداتها من التلاقيح مع بلدان القارة الإفريقية بما يحقق هدف إرسال 13 مليون لقاح إلى إفريقيا خلال العام الجاري لتلقيح العاملين في قطاع الصحة .
يذكر أن حجم تضرر القارة الإفريقية من وباء كورونا ما زال مجهولا على وجه الدقة، فبعد عام من الإعلان عن أول حالة إصابة بالوباء، تؤكد الإحصاءات أن حصيلة الوفيات في عموم إفريقيا بلغت 100 ألف وفاة فقط وهو ما يمثل نسبة 3.7 ملايين من الأشخاص المصابين.
لكن في غياب عمليات فحص موسعة يتم التشكيك في هذه الأرقام.