الشارع المغاربي – وكالات : منعت السلطات الجزائرية بث فيلم “العربي بن مهيدي” الذي يتناول سيرة واحد من أبرز شخصيات ثورة التحرير الجزائرية، بسبب اعتراضات من وزارة المجاهدين التي مولت جزءا من الشريط.
وأكدت الوزارة أن الفيلم “يتضمن إساءة إلى رموز تاريخية، وسلط الضوء كثيرا على الجانب السياسي فيما غاب الجانب العسكري” وهي مبررات رفضها جملة وتفصيلا مخرج الفيلم.
وكان الفيلم قد أشعل جدلا منذ الإعلان عن انجازه عام 2007، حول ميزانيته المخصصة من مال الدولة وبطء إتمام السيناريو وتجهيزات التصوير والإنتاج من استديوهات وديكور.
ويروي الفيلم قصة المناضل الجزائري العربي بن مهيدي، الذي كان له دور هام في الإعداد للثورة الجزائرية المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي. كما قاد معركة الجزائر عام 1956 حتى اعتقاله عام 1957، وموته تحت التعذيب بعد مرور حوالي شهر على إيقافه.
وقال مسؤول الدراسات والبحث بوزارة المجاهدين في تصريح صحفي، إن التحفظات التي أبداها المركز بخصوص الفيلم هي إجراء قانوني و عادي و مطابق للقوانين المسيرة للإنتاج السينمائي. وأكّد في رده على الاتهامات التي وجهها المخرج، بأن المركز يمنع تمويل وإنتاج أعمال تمس بالديانات أو بثورة نوفمبر ورموزها مشيرا إلى وجود ما أسماه بالكثير من المغالطات التاريخية وتحريف الحقائق.
من جهته قال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، إن العمل لن يُعرض قبل أن يمر على لجنة متخصصة في الحركة الوطنية والثورة.
وغرّد ميهوبي: ” تم تمويل الفيلم من قبل وزارتي المجاهدين والثقافة. لجنة عرض مكونة من أخصائيين في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية ستعطي رأيها قبل عرض الفيلم من أجل احترام الحقائق ومسار الشهيد العربي بن مهدي “.
وأغضب هذا القرار مخرج الفيلم، بشير درايس، الذي اعتبر أن هذه الخطوة تأتي في سياق “حملة المضايقات التي عرفها الفيلم منذ انطلاق تصويره “.
