الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: تُبرز معطيات التقرير العام لوزارة المالية حول ميزانية الدولة للسنة الحالية ان ميزانية “مهمة البيئة” تراجعت من 1228.5 مليون دينار مقدرة سنة 2021 الى 350 مليون دينار سنة 2022. ويعني ذلك انه تم التخفيض في هذه الميزانية بنحو 3 اضعاف ونص الضعف.

ويذكر التقرير في هذا الاطار، انه سيتم خلال سنة 2022 ترسيم اعتمادات دفع ذات صبغة تنموية في حدود 288.9 مليون دينار، ستخصص أساسا لفائدة عدد من البرامج ابرزها البيئة والتنمية المستدامة حيث سيجري توفير اعتمادات دفع قدرها 4.9 ملايين دينار بعنوان البرامج السنوية والمشاريع المتواصلة والجديدة المتعلقة أساسا بالمساهمة في تنفيذ مشروع دعم القدرات الوطنية لتفعيل المساهمات المحددة وطنيا بموجب اتفاق باريس حول المناخ والمساهمة في إعداد البلاغ الوطني الرابع حول التغيرات المناخية ودراسة التقييم البيئي الاستراتيجي لاستكشاف المحروقات التقليدية وغير التقليدية ودراسة مسار الأجندا 21 الجهوية والمحلية.

ورغم الضعف الحاد للاعتمادات المرصودة في هذه المجالات فقد تم الإعلان عن تنظيم يوم اعلامي مفتوح بتاريخ 10 جانفي 2022 حول انطلاق مسار التخطيط التشاركي المحلي للتنمية المستدامة (برنامج الأجندا 21 المحلية) تنجزه وزارة البيئة (الادارة العامة للتنمية المستدامة) لفائدة البلديات وذلك بمدينة دقاش تحت اشراف والي توزر.

وجرى التأكيد دون تقديم تفاصيل حول التمويلات وخطط العمل على ان البرنامج يشمل في مرحلة اولى 6 بلديات (العامرة من ولاية صفاقس والمعقولة من ولاية باجة والوسلاتية من ولاية القيروان وحمام سوسة من ولاية سوسة ودقاش من ولاية توزر والخليدية من ولاية بن عروس) علما ان وزارة البيئة تفيد بأن البرنامج يهدف إلى تعزيز اللامركزية في تثبيت مقومات التنمية المستديمة والتأسيس لديمقراطية محلية تولي البعد البيئي الأهمية اللازمة في مجال التخطيط التنموي على المستوى المحلي.

يذكر ان 100 جمعية ومنظمة تونسية مختصة في مجال البيئة كانت قد دعت يوم 21 ديسمبر الماضي الحكومة لوضع سياسات خاصة بالحد من التلوث والمحافظة على البيئة وذلك خلال الملتقى الوطني للحركات البيئية الذي انتظم بمدينة العلوم بتونس العاصمة تحت عنوان “الأزمة البيئية…ماهيش استثنائية!!” لدعوة الحكومة الحالية لاتخاذ إجراءات عاجلة وفورية للمحافظة على البيئة.

ومن بين الجمعيات المشاركة “جمعية “أحييني” و”شبكة تونس الخضراء” و”مجموعة صفر نفايات” و”الجامعة التونسية للبيئة والتنمية” و”جمعية أحباء الطيور”. وبينت ألفة الشبعان العضوة بشبكة تونس الخضراء ان الأزمة البيئية في تونس بصدد التفاقم وشملت الماء والهواء والتربة واوضحت أنّ الملتقى يندرج في إطار طرح حلول لمعالجة الأزمة البيئية ووضع ورقة سياسات لها، لتفادي تفاقمها والقيام بالإصلاحات اللازمة منتقدة في ذات السياق غياب دور الدولة كطرف أساسي في الحد من الظواهر المتسببة في تلوث المياه.