الشارع المغاربي – أين‭ ‬اختفى‭ ‬صوت‭ ‬الحقّ؟‭ ‬

أين‭ ‬اختفى‭ ‬صوت‭ ‬الحقّ؟‭ ‬

قسم الرياضة

27 أبريل، 2022

الشارع المغاربي: الحديث‭ ‬عن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬التونسية‭ ‬بات‭ ‬يختزل‭ ‬اساسا‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬القانونية‭ ‬والخلافات‭ ‬والاتهامات‭ ‬وحتى‭ ‬بعض‭ ‬الانجازات‭ ‬التي‭ ‬تتحقق‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والاخرى‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ترشح‭ ‬المنتخب‭ ‬لنهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يخفي‭ ‬رائحة‭ ‬العفن‭ ‬المتصاعد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ملعب‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬الجمهورية‭ ‬سواء‭ ‬تعلّق‭ ‬الأمر‭ ‬ببطولة‭ ‬الأَضواء‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬في‭ ‬العتمة‭. ‬اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬طيّ‭ ‬صفحة‭ ‬الخلاف‭ ‬الشهير‭ ‬بين‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬والهيئة‭ ‬المديرة‭ ‬للهلال‭ ‬الرياضي‭ ‬الشابي‭ ‬وبعد‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬المرافعات‭ ‬والذهاب‭ ‬والاياب‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وسويسرا‭ ‬للمثول‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التحكيم‭ ‬الرياضي‭ ‬يعود‭ ‬الخلاف‭ ‬الى‭ ‬الواجهة‭ ‬مجددا‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬ولكن‭ ‬بعناوين‭ ‬مغايرة‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬فريق‭ ‬الهلال‭ ‬يعتزم‭ ‬مقاضاة‭ ‬الجامعة‭ ‬لدى‭ ‬التاس‭ ‬بسبب‭ ‬مظلمة‭ ‬جديدة‭ ‬قادته‭ ‬للسقوط‭ ‬الى‭ ‬الرابطة‭ ‬الثانية‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يعتقد‭ ‬‮«‬الشوابية‮»‬‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬وجاهة‭ ‬موقف‭ ‬الهلال‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬ودون‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الاصابع‭ ‬المتورطة‭ ‬في‭ ‬إسقاط‭ ‬الهلال‭ ‬الى‭ ‬الرابطة‭ ‬الثانية‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مؤكّد‭ ‬ولا‭ ‬شكّ‭ ‬ولا‭ ‬اختلاف‭ ‬فيه‭ ‬فإنّ‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هذه‭ ‬المرّة‭ ‬هو‭ ‬صمت‭ ‬سلطة‭ ‬الاشراف‭ ‬التي‭ ‬تتابع‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكلف‭ ‬نفسها‭ ‬مغبة‭ ‬التعليق‭ ‬عن‭ ‬الأمر أو حتى التوسّط للصلح بين الطرفين‭.‬‭ ‬نقول‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬لأننا‭ ‬تعودنا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وزير‭ ‬الرياضة‭ ‬كمال‭ ‬دقيش‭ ‬خطّ‭ ‬الدفاع‭ ‬الاوّل‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الشابة‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬وديع‭ ‬الجريء‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬ضمن‭ ‬هيئة‭ ‬دفاع‭ ‬الشابة‭ ‬وشاهدا‭ ‬خلال‭ ‬القضيّة‭ ‬الحدث‭ ‬بصفته‭ ‬وزيرا‭ ‬سابقا‭.‬

كمال‭ ‬دقيش‭ ‬الذي‭ ‬خسر‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬تحوير‭ ‬وزاري‭ ‬خلال‭ ‬حكومة‭ ‬هشام‭ ‬المشيشي‭ ‬بسبب‭ ‬وقوفه‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الشابة‭ ‬التزم‭ ‬الصمت‭ ‬هذه‭ ‬المرّة‭ ‬ولم‭ ‬يحرّك‭ ‬أيّ‭ ‬ساكن‭ ‬ولم‭ ‬يحاول‭ ‬حتى‭ ‬التدخل‭ ‬لتطويق‭ ‬الخلاف‭ ‬الجديد‭ ‬بل‭ ‬الأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يقحم‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مساك‭ ‬الجريء‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توعّد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بإنهاء‭ ‬سطوته‭ ‬عندما‭ ‬صرخ‭ ‬بأعلى‭ ‬صوت‭ ‬‮«‬انتهت‭ ‬فسحة‭ ‬الجريء‮» ‬‭… ‬ويبدو‭ ‬ان‭ ‬الفسحة‭ ‬مازالت‭ ‬متواصلة‭ ‬ومستمرة‭ ‬الى‭ ‬يوم‭ ‬الدين‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعنينا ولا يخصّنا في شيء‭ ‬فلا‭ ‬ضرر‭ ‬في‭ ‬رحيل الجريء أو في بقائه على الأقلّ‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمعفيين‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬أو‭ ‬كرم‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬ولكن ‬الضرر‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬‮«‬المجيد‮»‬‭ ‬مجرّد‭ ‬شاهد‭ ‬زور‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬الزور‭ ‬في‭ ‬شهادته‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬صمته‭ ‬الحالي بعد أن كان بالأمس القريب صوت الحقّ الذي يعلو ولا يعلى عليه‭…‬

نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 26 أفريل 2022


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING