الشارع المغاربي – إلى كلّ الذين دنّسوا قميص الافريقي: "استرجلوا...أو ترجّلوا"...

إلى كلّ الذين دنّسوا قميص الافريقي: “استرجلوا…أو ترجّلوا”…

قسم الرياضة

6 فبراير، 2019

الشارع المغاربي  – قسم الرياضة : تترسّخ من يوم الى آخر قناعة ثابتة في ذهن الجمهور التونسي باختلاف مشاربه وانتماءاته وتباين ألوانه وميولاته مفادها أنّ النادي الافريقي ذلك الصرح الكروي الكبير لم يعد شامخا ساطعا مثلما كان عليه بالأمس القريب… وأنه بات يتأرجح بين السقوط الحرّ والهبوط الاضطراري ويخشى عليه الجميع من سوء المآل وعاقبة الزوال في ظلّ تناحر أولاده الحلال وشُحّ المال وعزوف الرجال… ورغم هذا السواد القاتم الذي يحاصر تاريخ وحاضر النادي منذ سنوات وسنوات والتي تعدّت فيها التوقعات والأمنيات حاجز الترقّب والتخمينات وكذلك التطمينات لا يتحرّج البعض من التأكيد على أن فريق باب الجديد سيتعافى قريبا لأنّه ولد كبيرا وسيبقى كذلك شامخا مهابا سنينا وسنين الى حين أن يرث الله الأرض ومن عليها رغم هذا الوجع وكلّ هذا الأنين…

وما يحصل للنادي الافريقي من مهازل ومكائد وما يعترضه من صعوبات وتقلّبات يبقى شئنا أم أبينا مفهوما بحكم الأزمات الكبيرة التي عاشها النادي في السنوات الأخيرة وخاصة بعد الثورة وما عرف الافريقي من تزييف وتحريف كبير ومشين لهويّته ولعناوينه الرئيسية… وقلنا حينها إنّ الظرف الحالي سائر الى زوال وأنّ النادي الافريقي سيشفى قريبا وأنّ الحال سيتبدّل الى أحسن حال لأنّ بعض الذنب مهما عظم لا يمحي حسنات الرجال ومن له جمهور كبير بهذا الحبّ والصبر والوفاء لن ينهار ولن يركع مهما قست الظروف ومهما ساءت الأحوال… لكن هذا الكلام كان قبل رحلة لوبومباشي وتسونامي مازمبي…وما قيل قبلها كلام بلا ملام وما سيقال بعدها كلام آخر لن يحرّك سوى السواكن الحيّة ولن يزعج سوى بعض الأنذال…

كنّا نلتمس العذر للهيئة المديرة الجديدة برئاسة عبد السلام اليونسي لأنها أخذت القطار وهو يسير وجميعنا يعرف كيف كان ذلك القطار ومن أيّة وجهة انطلق… وكنّا نهمس ولو بقليل من الخجل والحياء الممزوج بالعار الساكن فينا أنّ مصير النادي عالق بين سندان الفيفا ومطرقة الديون وأنّ جماهير الافريقي الوفيّة مطالبة بالصبر لأن هذا الفريق لن يقوى على الصمود طويلا فنجومه الآفلة من ورق وشبّانه الواعدين مازالوا في مفترق طرق ومدرّبه الشجاع  يخشى النقد وينتابه سريعا العرق… ورغم تواضع النتائج والمردود وابتعاد الفريق عن مداره الطبيعي ودخوله في نفق شبه مسدود ورغم وفرة الهزائم وتعدّد الخيبات لم يرتفع سقف الأمنيات وبقت الجماهير مرابطة حول القلعة الحمراء تنتظر الفرج حتى لو تأخرت بشائره ولم تقس لا على اللاعبين ولا على الهيئة الحالية المزدحمة بأشباه المسؤولين… ورغم هذا الصبر وكلّ هذا الدعم ورغم هذا الكمّ الهائل والكبير من الفرص التي أتيحت للاعبين والمسؤولين الحاليين أصرّ هؤلاء على الاجرام في حقّ النادي الافريقي فدنّسوا بلا حياء ولا استحياء تاريخه ولطخوا عناوينه المضيئة في وحل هزيمتهم الشنيعة والنكراء. النادي الافريقي الذي شارف على الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيسه وأوّل فريق تونسي يتوّج ببطولة افريقيا يخسر أمام مازمبي بثمانية أهداف بالتمام والكمال وكأنّه فريق هاو حديث العهد بالكرة وبثنايا القارة الافريقية.

ما فعله شهاب الليلي الذي رمى المنديل على ملعب المباراة وفور عودته الى تونس ولاعبوه يوم السبت الفارط هو فضيحة بكلّ المقاييس ووصمة عار ستدنّس قميص النادي الافريقي الى يوم الدين… ومهما كانت الظروف ومهما ردّدوا على مسامعنا من تبريرات وتعلاّت لن تمحي السنوات وأيّة انجازات هذا العار الذي لحق بالإفريقي بسبب لاعبين ومسؤولين ومدربين أقزام قادتهم الصدفة الى قلعة النادي فنكّلوا بها وهدموا فيها كلّ شيء جميل… هؤلاء لا يحق لهم التواجد بعد اليوم في هذا الصرح الكروي الكبير… هم فاقدون لكلّ مبادئ اللعبة النبيلة وحتى لشرف الانتماء… ولو كان فيهم ذرّة من “الرجولة الكروية” لما حنوا ظهورهم حتى يركبها لاعبو مازمبي.

ستبقى النقمة على هذا الجيل في صدر كلّ مشجع وفيّ للإفريقي تعاديكم وستبقى تلاحقكم وتطاردكم… وستبقى سقطتكم محفورة في الأذهان طويلا…ولو علم هؤلاء حجم العار الذي لحق بالافريقي وبجماهيره لعادوا الى تونس سيرا على الأٌقدام عقابا لهم على جرمهم وعلى بيعهم الأوهام لكن على من تتلو حروفك يا هذا فهؤلاء لا يستحون ولا يخجلون… ومثلما قيل قديما لقد أسمعت إذ ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي… لقد أذكيت إذ أوقدت نارًا ولكن ضاعَ نفخُكَ في الرمادِ…

ختاما لهؤلاء الجوقة من اللاعبين والمسؤولين وكلّ الذين شاركوا في فضيحة مازمبي نقول استرجلوا أو ترجّلوا لأنّ النادي الافريقي أكبر منكم جميعا وأكبر من سقطتكم ومن حماقاتكم ومهما فعلتم لن تمحوا هذا العار الذي نال منكم قبل غيركم.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING