الشارع المغاربي – المنجي بحر: مباراة المنزه الشهيرة ستبقى في التاريخ.. و"الكورة توفى بعد الافريقي"

المنجي بحر: مباراة المنزه الشهيرة ستبقى في التاريخ.. و”الكورة توفى بعد الافريقي”

قسم الرياضة

31 أكتوبر، 2019

الشارع المغاربي – قسم الرياضة: يعتبر المنجي بحر من أهم الوجوه التي أثّتت المشهد الرياضي طيلة سنوات عديدة وتحديدا قبل الثورة من خلال رئاسته نادي الضاحية الجنوبية وكان دائما عنوانا رئيسيا بفضل تصريحاته ومواقفه التي تجمع بين الجرأة والطرافة.

عن واقع كرة القدم التونسية والوضعية التي يعيشها فريق حمام الأنف وعن عديد المحاور الأخرى تحدّثّ المنجي بحر في حوار لـ”الشارع المغاربي”.

– كيف حال المنجي بحر وأين اختفيت طيلة هذه الفترة؟

الحمد لله بخير…أنا موجود في محيطي العائلي الضيّق وبرفقة بعض الأًصدقاء…أتابع ما يجري حولنا وأكتفي بمجرّد المعاينة وتلك سنّة الحياة و”كلّ وقت ياخو وقتو”…

– وماذا عن فريق الضاحية الجنوبية الذي يمرّ بظروف اقتصادية ورياضية صعبة للغاية؟

ان شاء الله لاباس… الأمور تسير نحو الأفضل و”الهمهاما” قدرها دائما أن تكون مع الكبار.

– لكن البعض يتهمك بالتهرّب من مساعدة النادي ويلومك على الاكتفاء بالفرجة خاصة أنك تعتبر من بين أهم الأسماء التي عرفها تاريخ النادي؟

هذا صحيح لكن الحلّ ليس بيد المنجي بحر… الكرة في زمن المنجي بحر ليست هي نفسها الآن.

– ما الذي تغيّر ؟

كلّ شيء تغيّر… لم يعد هناك دعم مالي كاف وكل الأندية تقريبا تعاني من شحّ الموارد المالية وحسب الظروف الحالية من الصعب جدّا تسيير أيّة جمعية رياضية… مصير الجمعيات المشابهة لحمام الأنف سيكون الاندثار اذا تواصل الوضع على ما هو عليه…

– الاندثار… ألا تبدو الكلمة مخيفة بعض الشيء؟

الحقيقة لا تخيف, ثمّ إن الواقع الرياضي الذي نعيشه اليوم لا يوحي بعكس ذلك, الأندية اليوم تصرف ملايين الدنانير وجرايات فلكية للاعبين ومدربين لا يستحقون هذه المبالغ الكبيرة… أنا أسمع اليوم عن مبالغ “ادوّخ”…عندما كنت رئيسا للنادي أفضل لاعب في الفريق كان يتقاضى جراية  بـ1500 دينار وأقصى منحة انتاج كانت 60 ألف دينار في حين بلغت اليوم قرابة 180 ألف دينار وأكثر. الأرقام الفلكية المتداولة اليوم لا تتوافق مع وضعية البلاد ومع وضعية الأندية وهذا أمر غريب ومريب. النادي الافريقي وما أدراك يعاني بسبب سياسة التضخيم في المنح والأجور… يعني يأتي شخص ليتحمّل المسؤولية ثمّ يورّط الفريق من بعده في تركة من الديون… اليوم هناك من أحباء الترجي من يدعو الله لبقاء حمدي المدّب أكثر وقت ممكن في رئاسة النادي لأن الذي سيأتي بعده سيتعب كثيرا مثلما حصل مع الافريقي بعد رحيل سليم الرياحي… ما يحصل حقيقة هو أمر مؤسف فعندما تتحدّث عن النادي الافريقي فإنك تتحدّث عن هرم كبير وسواء نحبه أو لا نحبه فوجودها ضروري وبعد الافريقي لا يمكن الحديث عن الرياضة…

– هل أنت مع الدعوات المطالبة بتحويل الجمعيات الى شركات رياضية؟

أنا وحسب وجهة نظري المتواضعة طالما أن السياسيين وظفوا الرياضة لخدمة مصالحهم فعلى الأٌقلّ ردّوا الجميل للأندية واجلسوا على الطاولة وقدّموا الحلول المناسبة لإخراج من هذا المأزق… يلزم ايجاد حل جذري وليس حلول ترقيعية…

– حمام الأنف مسيّسة؟

بطبيعة الحال …كل الجمعيات الرياضية في تونس مسيّسة…

– حتى المنجي بحر مارس السياسة في النادي في وقت النظام السابق؟

“بربّي كيفاش خدمت السياسة”؟ كيف حصل هذا عمليا؟ أنا انسان كنت جنديا لهذه الدولة… كنت ألبس الزيّ الرسمي وأطبّق القانون وكان ممنوعا عليّ ممارسة السياسة ولم يكن لي الحقّ في الانتخاب في ذلك الوقت… ومن يقول عكس ذلك فهو واهم وكلامه مردود عليه…

– لكنك كنت ابن النظام القوي في ذلك الوقت وكانت لك شبكة علاقات واسعة وخاصة بصهر الرئيس السابق سليم شيبوب؟

لم تكن لي علاقات سيئّة مع أيّ شخص والى اليوم أحتفظ بعلاقات وذكريات طيّبة مع الجميع… طيلة رئاستي النادي لم أخلق عداوات مع أحد ورغم أني انتصرت على الافريقي والترجي وصفاقس وغيرها من الفرق في عديد المرات لم أكن شخصا مكروها وكان الجميع يحترمني… هذه ليست سياسة انما هي علاقات مبنية على الاحترام وأنا فخور بها… والحمد لله كنت شخصا مبجلا في كل الملاعب التي زرتها. الكرة كانت جميلة في وقتنا ورغم أهمية الرهان كانت الأمور تبقى دائما في إطارها الرياضي.

– وهل ساء حال كرتنا اليوم؟

نعم ساء كثيرا… ثمّ هل يعقل أنه الى حدود الجولة السادسة لم تنقل التلفزة مباريات البطولة؟ وكأنهم يريدون دفع الناس الى كره الرياضة… حقيقة ما يحصل اليوم فضيحة وغير مقبول بالمرّة… وكأنه لم يكف هذا الشعب حزنه وآلامه حتى يحرموه كذلك من مباريات كرة القدم… للأسف الدولة لا تعتبر الرياضة من أولوياتها وهم ينتبهون لها فقط عند الانتخابات وتناسوا أن الرياضة “تريّض الناس” وهي متنفسهم الوحيد وكأنه توجد ارادة سياسية للقضاء على الرياضة… أين وزيرة الرياضة وأين المستشارون وأين الدولة ممّا يحصل…؟  و”الله يسامح الّي كان سبب”.

– هل يمكن أن نرى المنجي بحر مجددا في الهمهاما ؟

“ومنين الفلوس”؟ في عهدي سابقا وخلال ستة سنوات أكبر ميزانية بلغها النادي هي مليار و600 ألف دينار والهيئة لم يكن عليها مستحقات لأحد لا لاعبين ولا مدرّبين… أنا غادرت في 2012 وحقيقة لا أفهم كيف وصلنا الى هذه المبالغ الخيالية مقارنة بالوضع العام للكرة وبمستوى الفرق واللاعبين… اليوم مدرّب مجهول يتقاضى من 10 ألاف دينار الى ما فوق مقابل عقد بلا أهداف… هل يعقل هذا؟ سنة 2006 طلب منّي أحد المدرّبين الذي كنت أنوي التعاقد معه جراية بـ 10 الاف دينار فقلت له سأوافق شريطة أن يفوز الفريق بالبطولة أو بالكأس فاعتبر جوابي تحقيرا له…

        – هناك من يرى أن سبب ابتعادك عن النادي وجود عادل الدعداع في محيط الفريق؟

غير صحيح… أتمنى كلّ التوفيق لعادل الدعداع والرجل حقيقة يقوم بمجهودات كبيرة لإنقاذ النادي خاصة في ظلّ تراكم الديون وغياب الترشحات لرئاسة النادي… رجال يضحون بمالهم وبصحتهم وبجهدهم ثمّ يكونون عرضة للشتم والاهانات… “كل شي خياب حتى جمهور الكرة تبدّل”… في السابق لم يكن الجمهور بهذا المستوى…

– الوقت غير الوقت والجمهور الذي تتحدّث عنه كان تحت وطأة نظام قمعي؟

أنا أتحدّث عن الانضباط والنظام في المدارج في ذلك الوقت… مهما تكون التبريرات كانت المباريات تدور فوق المدارج على درجة عالية من الروح الرياضية رغم بعض الخروقات.

– لكن رغم ما تقول تبقى المباراة الأشهر في تاريخ البطولة التونسية هي تلك المتعلّقة بمواجهة الترجي وحمام الأنف ذات يوم مشهود؟

“مباراة الضو” ؟…

– لنعد قليلا الى الوراء ومن باب الدعابة من الذي قطع التيار الكهربائي؟

الدولة… النظام هو الذي أمر بقطع الضوء… جمعينا نعرف أن مفاتيح الملعب بكامله بين يدي الأمن وخاصة غرفة المحوّل الكهربائي يعني ليس المدّب أو منجي بحر… في ذلك اليوم شاهدنا أمورا تشبه الخيال وما عشته من لحظات رعب دفعني الى مطالبة الحكم باعتبارنا منهزمين بنتيجة 10 أهداف والمهمّ أن نغادر أنا وأولادي الملعب سالمين … لقد تملكنا الرعب وهناك بعض الصور العالقة في ذهني التي لن أنساها أبدا سواء في صفوف الأمنيين أو الجماهير… كان يوما مشهودا وهناك من يجهل أنه تمّ ايقاف معين الشعباني من طرف الأمن يوما واحدا بعد تلك الأحداث بسبب حمايته واحد من الجماهير التي اقتحمت الميدان… تحوّلت معه الى مركز الأمن وقد اعلمونا بأنه سيتم ايقافه ولكن أمام تمسكنا بحق ابننا تم اطلاق صراحه… سيبقى هذا اللقاء عالقا في الأذهان وما عشناه لن يمحى أبدا ومن الطبيعي أن ننهار خلال الشوط الثاني. لقد قلت بعدها في تصريحات إن الثورة انطلقت وقتها… المباراة انطلقت عشية خميس وانتهت بعد منتصف الليل والحمد لله انها انتهت…


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING