الشارع المغاربي – سلمى المولهي: أنا امرأة " Battante ".. ودخلت الحرب بمفردي

سلمى المولهي: أنا امرأة ” Battante “.. ودخلت الحرب بمفردي

قسم الرياضة

4 أكتوبر، 2019

الشارع المغاربي: تواصل المرأة التونسية تثبيت قدميها بكلّ جدارة واستحقاق في المنابر والمحافل والهياكل الرياضية العالمية لتضرب عنوانا جديدا من عناوين التألّق والابداع وكان الإمتياز هذه المرّة من نصيب التونسية سلمى المولهي رئيسة الجامعة التونسية للتنس والتي نالت بكلّ تميّز واقتدار عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتنس كأوّل سيّدة عربية وافريقية تحظى بهذا الشرف بعد أن حلّت في المركز الثامن من جملة 29 مترشحا من كلّ الاتحادات العالمية العريقة في هذا الاختصاص.
وحقّقت المولهي إنجازات مهمة في عالم الكرة الصفراء وقدمت برامج لتطوير اللعبة، كما قدّمت دراسات من أجل مستقبل أفضل للتنس النسائي في الوطن العربي… عن التحديّات والصعوبات التي واجهتها قبل الوصول الى قمّة المجد العالمي وعن انتظاراتها وانتظارات عائلة التنس من هذا التمثيل الشرفي الكبير وعن عديد النقاط الأخرى تحدّثت سلمى المولهي لـ”الشارع المغاربي”.
– في البداية نبارك لك هذا الانتصار المعنوي والشرفي الذي تحقّق باسمك بعد حصولك على عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتنس.
شكرا جزيلا لكم ولكل وسائل الاعلام التي اهتمت بهذا الحدث والتي ساهمت على الأقلّ في جعله حدثا وطنيا هاما بعد أن تجاهلته كلّ هياكل ومؤسسات الدولة… المهمّ شرفنا بلادنا واليوم تونس ممثلّة في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي وتحتك بالدول الكبرى التي لها تقاليد وتاريخ كبير في رياضة التنس على غرار امريكا وبريطانيا واستراليا واليابان… هذا فخر كبير لنا ونتيجة عمل ومجهود كبيرين منذ سنة تقريبا من خلال تحسين صورة تونس في العالم وتنظيم عديد التظاهرات الدولية… اجتهدنا كثيرا على عديد المستويات الخاصة بالهيكلة وبالعمل القاعدي في رياضة التنس ونظمنا عديد المؤتمرات الدولية وسعيت جاهدة للتواجد هذه السنة في أهم المحافل الرياضية الدولية و”ضربت على بلادي” والحمد لله النتيجة كانت في مستوى الانتظارات والتضحيات التي قدمناها.
– قبل الدخول في جوهر هذا التتويج الرمزي أوّل التعاليق تشير ولو باستحياء الى أن سلمى المولّهي استفادت من كونها امرأة للفوز بعضوية الاتحاد؟
المرأة لا يمكن لها أن تصل الى أيّ شيء أو تحقّق أيّ انجاز يذكر إن لم يكن لها كفاءة ثمّ إن مصطلح المرأة والفكر الذكوري لا وجود له في هذه المجتمعات المتطوّرة… هم لا يهتمون بجنسك أو لونك أو بلدك بل هم يركزون فقط على اجتهادك وكفاءتك… هناك 29 مترشحا خاضوا غمار الانتخابات وأنا تحصلت على المركز الثامن متقدمة على عديد الأسماء القادمة من اتحادات عملاقة لها وزنها وتاريخها على غرار بريطانيا وألمانيا… الذين صوّتوا لتونس وللمولهي لم يهتموا باسمها ولا بجنسها هم فقط ركّزوا على اضافتها وكفاءتها… ثمّ حتى تكون الصورة واضحة الأمور لم تكن سهلة أبدا وكنّا أربعة مترشحين من القارة الافريقية منهم العضو السابق الذي خسر مقعده لفائدتي… الحمد لله استفدت من ثقة الاتحادات المجاورة وكذلك من ثقة بعض الاتحادات الكبيرة التي تؤمن بالكفاءة التونسية. ولا ننسى أن علاقتي بالرياضة منذ كنت لاعبة وتعلّقي بعائلة التنس وكذلك دوري كأستاذة جامعية في هذا الاختصاص عوامل ساعدتني كثيرا على الفوز بهذه المعركة الانتخابية خاصة أنني اكتسبت الثقة في تونس منذ 2013. وحتى أعود لسؤالك في الاتحاد الدولي وفي كل الاتحادات الكبيرة لا يوجد تنصيص على وجود المرأة كشرط في المكتب التنفيذي… الشرط الوحيد هو الكفاءة سواء كنت رجلا أو سيّدة. في الأخير يحق لنا أن نفخر بما تحقّق لأنّه إذ ليس من السهل الفوز في هكذا انتخابات مماثلة تحكمها اللوبيات والتحالفات والقوى العظمى.
– انتصار كبير لرياضة التنس وخاصة للمرأة التونسية؟
انتصار كبير والحقيقة كنت متخوّفة جدا من خوض هذا الاستحقاق لأن البعض من “ولاد بلادي ما أمنوش بيّ”… ما حزّ في نفسي هو أن البعض تخلّى عنّي وقد دخلت الحرب بمفردي في وقت كنت شاهدة عيان على دعم البلدان واللجان الأولمبية ممثليهم… سفارات ووزارات في الموعد وأنا كنت آخر اهتمام لبلدي… طرقت عديد الأبواب ولكن لم أجد آذانا صاغية…
– وأين اللجنة الأولمبية التونسية من كلّ ما يحدث؟
اللجنة الأولمبية ضدّ سلمى المولهي وأنت على دراية كاملة بتفاصيل الخلاف… محرز بوصيان ليست لي خلافات شخصية معه ولكن الجميع يعرف ما الذي فعل لعرقلتي… بوصيان أقصى التنس من كل المحافل التونسية ومن كل التتويجات… أقصاني من منصبي صلب اللجنة.
– الخلاف بينكما أًصبح شخصيا؟
لا خلاف شخصي معه… كنت دائما أدعو الله أن ينصرني والحمد لله دعواتي كانت مستجابة… والانتصار الذي تحقّق اليوم سيكشف لبعض الأشخاص من هي سلمى المولهي. حتى لا أكتفي باللوم أشكر نوعا ما سي أحمد قعلول الذي حاول مساعدتي ولكن بعد فوات الأوان لأن الوزارة تأخرت في الوقوف معي وحتى السيدة الوزيرة لم تكلّف نفسها عناء السؤال عنّي في وقت كنت بحاجة كبيرة لمساعدة بلادي وهي الى اليوم لم تتّصل بي ولم تهنئني.
– ألا يحزّ في نفسك ألاّ تكون بلادك في صفّك في مواعيد تاريخية مماثلة ؟
كثيرا… لكنني قلت لنفسي لا يجب أن يكون هذا التجاهل عائقا لنجاحي أنا إمرأة Battante مقاتلة… حوّلت هذا الضعف الى نقطة قوّة وفخورة بما حققت من انتصار معنوي لكل التونسيين وحتى موجة التهاني العالية التي وصلتني من عديد الشخصيات الرياضية المؤثرة ومن عامة التونسيين أسعدتني كثيرا وأشكر بالمناسبة وديع الجريء ومراد المستيري واسكندر حشيشة … في الأخير “كلّمني الّي يحبني بالحق” واتفهم حنق البعض لأننا في تونس للأسف لنا أناس يكرهون نجاح الغير ويتمنون فشلهم… الحقيقة تقال نحن في تونس لا نساند بعضنا البعض وحملتي الدعائية قام بها فرنسي وهو الذي تكفّل بإيصال صوتي وتلميع صورتي ونادى بالصوت العالي “VOTEZ LA TUNISIE VOTEZ LA TUNISIENNE: في وقت تجاهلني أولاد بلدي … كنت في لحظات ضعف بيني وبين نفسي أبكي لأني كنت واثقة من نفسي ولكن شعرت بالخذلان… كنت أتمنى أن يقف أولاد بلدي في صفّي لدعمي ومؤازرتي… بهذه المناسبة أشكر كثيرا رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء الذي اتصل بي وحاول مساعدتي رغم اختلاف الاختصاص وطلب منّي مدّه بأسماء الدول التي يمكن أن تمنحنا أًصواتها… الجريء اتصل ببعض الاتحادات وعلى رأسها السعودية وقطر وقد كان بالفعل سندا لي… أما ممتنة كثيرا للجريء وكذلك لأحمد قعلول في وقت رفضت السيدة الوزيرة حتى الردّ على مكالماتي منذ أكثر من 6 أشهر. كما أودّ بهذه المناسبة شكر رئيس الاتحاد الفرنسي الذي وقف الى جانبي وساندني كثيرا وكان عاملا مؤثرا في نجاحي لأنه يحب تونس كثيرا…
– ما الذي سيتغيّر بوصول سلمى المولهي الى المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للتنس؟
بطبيعة الحال ستفتح لنا آفاق جديدة وسيكون بوسعنا خدمة بلادنا على نطاق أوسع على مستوى التكوين والبرامج والتمويل… سنصبح أقرب الى صناع القرار والى قادة الركب والذين يفوقوننا على جميع المستويات رياضيا وهيكليا وماديا… سيكون بوسعنا جلب بعض التظاهرات الكبيرة والحصول على دعم مالي أكبر وهذا من شأنه أن يعود بالنفع على التنس التونسي وحتى على التحكيم التونسي الذي سنحاول جعل تمثيله في المحافل العالمية أكبر ممّا هو متاح الآن. سأحاول الاستفادة قدر الامكان ثمّ لا ننسى أن في عالم التنس 220 اتحادا فيها فقط 6 نساء على رأس اتحادات بلدانهن وهذا قليل جدا ويؤكّد صعوبة ما وصلت له… أنا اليوم أمثل افريقيا بكاملها وهذا في حدّ ذاته فخر لي… هذه اللحظات تجعلني أنسى كلّ الظلم الذي تعرّضت له… عندما علموا برغبتي في الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي حرّضوا عليّ الأندية لسحب الثقة منّي… حاربوني وسعوا لعرقلتي ولكن الحمد لله انتصرت في معركتي وكل الشكر لعائلتي وخاصة لزوجي الذي وقف الى جانبي وساندني… المرأة لكي تنجح يجب أن يكون لها سند عائلي قوي يقف الى جانبها ويدعمها… أنا في الأخير خدمت بلدي ولم أخدم نفسي ولست سيدة أعمال كي أوظف الرياضة وتونس لخدمة مصالحي الشخصية… التنس قدّم لي الكثير وسأحاول ردّ الدين له.
– متى سيُنجب التنس التونسي أبطالا جددا بعد مالك الجزيري وأنس جابر؟
نحن بصدد ذلك… نحن اليوم أبطال افريقيا لأقلّ من 15 سنة… وافتككنا بطولة افريقيا لأقل من 12 سنة التي كانت دائما حكرا على المغرب… اليوم لنا ثنائي من ذهب هو اسكندر المنصوري وعزيز دوقاز اللذان سيكون لهما شأن كبير… صحيح على مستوى الفتيات نعاني من تراجع في المستوى باستثناء أنس والسبب أن الأولياء لا يمنحون أبنائهم الفرصة للتدرّب أكثر بسبب الدراسة ولكن بحول الله سنعمل على تجاوز هذه النقائص.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING