الشارع المغاربي: ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام القليلة الماضية ببعض الصور المتداولة للحالة الكارثية التي بات عليها ملعب عزيز جاب الله بمنزل بورقيبة… الصور التي وقع تناقلها في عديد الصفحات تظهر حجم استهتار ولامبالاة بعض المسؤولين عن قطاع الرياضة في تونس والبنية التحتية الرياضية التي نشاهدها اليوم والتي أًضحت مصدر تندرّ لبعض الأشقاء المغاربة على غرار ما حصل في ملعب زويتن بمناسبة بطولة اتحاد شمال افريقيا مثّل فضيحة دولة بكل المقاييس. فبعد ملعب المنزه الذي أغلق أبوابه لعدم صلوحية المدارج أوّلا ثمّ حجرات الملابس ثانيا وأخيرا حالة العشب الكارثية وبعد إغلاق ملعب بنزرت منذ فترة طويلة للأسباب ذاتها تقرّر غلق ملعب زويتن بعد يوم أسبوع واحد من تدشينه من طرف كاتبة الدولة للرياضة سهام العيادي التي كانت قد طالبت في وقت سابق على هامش زيارتها إلى بعض المنشآت الرياضية بولاية بنزرت بضرورة الإسراع بعقد جلسة لتغيير صبغة الأشغال بملعب عزيز جاب الله من تعشيب بالعشب الطبيعي إلى تعشيب بالعشب الاصطناعي حتى تتمكن مختلف الأطراف المتدّخلة من إعادة تهيئة وتعشيب الميدان في أقرب الآجال.
ورغم أنّ وزير الرياضة الحالي كمال دقيش وكاتبته سهام العيادي لا يتحمّلان مسؤولية الحالة الكارثية التي باتت عليها الملاعب في تونس بحكم حداثة عهدهما بداخل الحرم الوزاري فإنّ الصور التي نشاهدها اليوم والحالة المزرية التي أصبحت عليها جلّ الملاعب التونسية تؤكّد أنّ الفساد تغلغل في أجهزة الدولة بدليل تعمّم هذه الظاهرة على أكثر من جهة وفي أكثر من ملعب…
الحديث اليوم عن إعادة تهيئة أو صيانة أو تعشيب هو بمثابة مسكّنات لتخدير الجماهير تفاديا لفتح ملفات المساءلة والمحاسبة لأن ما يحصل في السنوات الأخيرة هو فضيحة بكلّ المقاييس تتحملها الدولة بكل مؤسساتها فلو كانت البلديات وسلط الاشراف تقوم بعملها على أحسن ما يكون لما وصلت البنية التحتية الرياضية في تونس الى هذه الحالة الكارثية…
حملات التدشين الممنهجة وعقلية الصور الفوتوغرافية التي تسكن بعض المسؤولين عن قطاع الرياضة في تونس هي سبب الخراب وسبب البليّة لأنّ المسؤول الذي يحترم نفسه وعمله ومنصبه لا يقبل أن يكون مجرّد شاهد زور على عمليات تجميل مغشوشة ويقبل أن يدشّن ملعبا لا يصلح سوى للمرعى… ومن يحاول إقناعنا اليوم بأنّ الفساد بعيد عن مرأى الأعين فهو واهم وكاذب لأنّ تكرّر هذا السيناريو في أكثر من ملعب وفي أكثر من جهة دليل على أن الجميع شركاء في الجريمة وعلى أنّ الفساد تمكّن وتملّك بالجميع مهما كانت صور التدشين جميلة ومزيفّة…
نُشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” في عددها الصادر بتاريخ الثلاثاء 29 ديسمبر 2020