الشارع المغاربي – منير البلطي : "الشاهد عندو مشاكل أكبر يلزم يفضّها قبل ما يخمّم يشدّ الافريقي"

منير البلطي : "الشاهد عندو مشاكل أكبر يلزم يفضّها قبل ما يخمّم يشدّ الافريقي"

قسم الرياضة

3 يونيو، 2020

الشارع المغاربي – العربي الوسلاتي: تتسارع وتيرة الأحداث داخل وخارج محيط النادي الافريقي مع دعوة شق واسع من العائلة الكلوبيستية الهيئة الحالية بقيادة عبد السلام اليونسي للرحيل بسبب تراكم الديون وتأزم الوضعية المالية والادارية للنادي وما سمّي بالصفقات المشبوهة وبالتواطئ لنهب المال العام للجمعية.
منير البلطي الوجه الرياضي المعروف في أوساط النادي الافريقي بحكم تقلّده عديد المناصب في الجمعية والنائب بالبرلمان تحدّث في حوار مع “الشارع المغاربي” عن الوضعية الحالية للنادي الى جانب مواضيع ومحاور عديدة تهمّ حاضر ومستقبل النادي.
– النادي الافريقي يسير الى أين؟
هذا السؤال لم يعد له نفع الآن… وضعية النادي الافريقي ليست جديدة والجميع يعرف أنّ الأمور كانت ستصل عاجلا أو آجلا الى ما هي عليه الآن… السؤال الأهمّ هو كيف سننقذ النادي الافريقي من هذا الخطر الداهم.؟
– وهل تملك إجابة؟
ليست لنا خيارات عديدة ولا حلّ لنا سوى بتجميع كل القوى المحيطة بالنادي للمساعدة وتوفير الدعم والسيولة اللازمين. وعلى ايّ شخص مهما كان موقعه وحجمه يدّعي حبّ النادي الافريقي الآن المساعدة فقط وتأجيل توجيه الاتهامات الى وقت آخر.
– تقصد دعوة الجمهور لتنظيم “لطخات جديدة”؟
وما المشكل في ذلك؟  النادي الافريقي ملك لجمهوره وجمهور الافريقي مطالب بالوقوف الى جانب جمعيته… ثمّ “اللطخات” على أهميتها وثقلها لا تعكس الحجم الحقيقي لجمهور الافريقي.
– جانب كبير من الجمهور يرفض المساعدة في ظلّ بقاء الهيئة الحالية؟
هذا خطأ كبير ومساومة غير مقبولة… وعلى الجمهور المساعدة دون الاصطفاف وراء الأشخاص. أنا لا أحبّ اليونسي بسبب الذي قام به على رأس النادي الافريقي ولكن حبّي للإفريقي يجعلني مطالبا بمساعدته بالجهد الذي أملك…
– ولكن هذا سيشجّع المسؤولين في الجمعية على تبنّي سياسة التواكل؟
لا يهمني المسؤولون في الوقت الراهن ومن يبحث عن مثل هذه التفاصيل والجزئيات الصغيرة لا تشغله مصلحة الافريقي ثمّ إن تحمّل المسؤولية ليس حكرا على المسؤولين فقط… ننقذ الجمعية أوّلا من الخطر الذي يتهدّدها ومن ثمّة ستأتي المحاسبة. و”الّي عطا دينار قبل يعطي دينارين” وسيأتي الفرج.
– قبل المرور للحديث عن الحلول وعن مصادر الدعم جمهور الافريقي كثّف من دعواته في الفترة الأخيرة لرحيل الهيئة الحالية؟
أنا اتفق مع هذه الدعوات تماما… هو ستغادر ولكن علينا الآن التسريع بايجاد حلول وبعدها نتحدّث عن رحيل الهيئة.
– ولكن تحرّكات عبد السلام اليونسي لا تشي بأنه يعتزم الرحيل؟
لا… قلت لك سيغادر… هو فقط ينتظر من يقدم له شيكا بمبلغ مليارين ونصف لإعادته الى نائبه حمزة الوسلاتي ويسترجع بعض الشيكات التي بحوزة اللاعبين وبعدها يغادر بأخفّ الأضرار… هو الآن  يبحث فقط عن استعادة أمواله…
– هل أنت مع نزول الجماهير الى الشارع لتحقيق مطالب الاستقالة مثلما دعا البعض؟
لا… أنا ضدّ الشارع وضدّ هذه الأساليب… هي ليست ثورة وليست فوضى والشارع ليس الحلّ… حدث ذلك في وقت سابق وها نحن الآن نجني ثمار بعض الأخطاء التي تسبّب فيها الشارع.
– منذ الثورة تقريبا يكاد الوضع يكون هو نفسه من رئيس لآخر والجميع غادر من الشباك؟
أنا غادرت من الباب الكبير وفي كنف الاحترام…
– كنت رئيس الافريقي في تلك الفترة بحكم مرض شريف باللامين رحمه الله والجمهور شتمك في الطائرة والفريق عائد من المغرب ببطولة كأس اتحاد شمال افريقيا بعد الفوز على الوداد في المغرب بالذات بثلاثية كاملة.
مهما يكن… غادرت بطريقة عادية لأنّي تقبلت الواقع ولم “أصحح راسي”… شعرت بأن وجودي لم يعد مرغوبا فيه فغادرت بهدوء.
– هناك من يقول إنك تتحرّك في الكواليس الآن للعودة الى الواجهة من جديد؟
لست من هواة الكواليس ولا أتحرّك في الخفاء. الذي يتحرّك في الكواليس ينسّق ويهاتف ويتصل فهل اتصلت بك؟ هل سمعتني يوما أخطّط لشيء ما؟ كنّا على تواصل دائم حتى من قبل الثورة وتعرف خصالي فهل سبق أن سمعت عن تحركات مشبوهة منّي؟ أنا أبحث عن مصلحة النادي الافريقي ولا أريد مقابل ذلك أيّ شيء. “نقطة وارجع للسطر”.
– النادي الافريقي قادر حاليا على خلق رئيس يستطيع تحمّل المشعل في صورة انسحاب اليونسي؟
بطبيعة الحال… الأمر ينقسم الى مرحلتين: الأولى هي تطهير المصاريف والحلّ يكمن في تدخّل الدولة… الدولة التي واجهت أزمة كورونا عليها التصدّي لأزمة ديون النادي الافريقي وغيره من الجمعيات التي تستحق المساعدة. ثمّ لماذا الظلم ؟ النادي الصفاقسي عندما واجه أزمة مالية خانقة تمّ الترخيص له ببيع قطعة من الأرض التي تسلمها من الدولة… لماذا أرض النادي الصفاقسي على ملكه كما هو الحال مع النجم الساحلي في وقت تعتبر أراضي الافريقي والترجي والمرسى وحمام الأنف والملعب التونسي على ملك الدولة؟؟ “سيّبوا الناس”… أنا مع أن تلعب الدولة دور المراقب ولكن هذا التضييق لا ينفع بل على العكس تماما.
– بهذا المنطق كلّ الأندية لها حقّ على الدولة؟
لا… النادي الافريقي ليس ككل الفرق… هو 100 سنة من العطاء… الافريقي شرّفت تونس في كثير المحافل والافريقي “عطات برشة للدولة والدولة يلزم ترجّعلها”… والافريقي ستعود مثلما كانت فقط بتوفّر المال وحسن النيّة…
– الآن أنتم لا تملكون لا المال ولا حسن النيّة؟
قلت الآن وليس غدا… و”الافريقي ديما عندو المال وعندو الرجال وسيتجاوز هذا الظرف”.
– ماهي علاقتك بسليم الرياحي؟
علاقة عادية مثل علاقاتي بكل الرؤساء القدامى…
– مازلت على اتصال به؟
هاتفني في العيد لمعايدتي… تحدّثنا عن أموره الخاصة ولم نتحدّث عن النادي الافريقي مطلقا.
– تجمعكما النادي الافريقي وتتحدثان عن كل شيء باستثناء الافريقي؟
الظرف لم يكن مناسبا ووضعية الرياحي كانت محور المكالمة.
– البعض يتّهمك بأنك رجل سليم الرياحي في تونس وتحديدا في النادي الافريقي بأنكّ نقطة عبوره أو عودته الى النادي؟
كلام فارغ… أنا لست رجل أحد ولا أمثّل سوى نفسي… عندي 25 سنة في النادي الافريقي والجميع يعرف أني مستقل بنفسي عن كل التحالفات… و”عمري ما كنت متاع فلان” والوحيد الذي اشتغلت معه وتعلمّت منه واعتبره بمثابة أخي هو المرحوم الشريف باللأمين. في هذا السنّ  “ما نجمّش نكون صانع… يا عرف يا لا…”
– سليم الرياحي ظالم أو مظلوم في النادي الافريقي؟
الاثنان معا…
– هل أنت مع عودته الى رئاسة النادي؟
إذا اعترف بالديون التي تركها وقام بتسوية القضايا العالقة ووضعيته القانونية فليس هناك حرج… سليم الرياحي لم يكن شخصا معروفا في تونس ولولا النادي الافريقي لما كان له أيّ وجود…
– منير البلطي يستطيع أن يكون رئيسا للنادي الافريقي في الوقت الراهن؟
الأمر ليس مستحيلا ولكن الرغبة غير موجودة… إذا الجمهور ورجال النادي ولا أقصد الكبارات مثلما يقولون لأنّه حتى “الكبير يخرف”… قلت إذا اتحدنا جميعا حول مصلحة الافريقي وأمكن لي ترؤّس المجموعة فلم  لا؟…
– ومن تراه الأنسب لقيادة المرحلة الحالية في صورة خروج اليونسي بطبيعة الحال؟
“ما نجمّش نجاوب”…
– مع أو ضدّ ترؤّس يوسف الشاهد للنادي الافريقي؟
بطبيعة الحال ضدّ… صحيح كان رئيس الحكومة ولكنه لم يساعد النادي الافريقي مطلقا…
– كان رئيس حكومة كلّ التونسيين وليس الافريقي فقط؟
هذا أمر لا يعنيني… عزّوز الأصرم كان وزيرا في عهد بورقيبة وما أدراك وقد قدّم للإفريقي ما لم يقدر على تقديمه أحد الى اليوم. كان بإمكان الشاهد المساعدة لكنه لم يكن منشغلا بالنادي. و”الشاهد حكاية انتهات” بعد الفشل الذريع في قيادة تونس وفشله في تحيا تونس وفي الانتخابات… أنا عضو لجنة مالية بالبرلمان ويمكنني التأكيد على أننا اليوم ندفع فاتورة أخطاء الشاهد… ثمّ للشاهد مشاكل بالجملة عليه حلّها قبل التفكير في رئاسة النادي الافريقي.
– هذا تعليق سياسي أكثر من أيّ شيء آخر؟
على العكس تماما أنا ارفض الحديث عن السياسة ولكن للشاهد وغيره أقول يكفي ركوبا على الأحداث وعلى النادي الافريقي… “يخرجو من الباب ويحبّو يرجعو من الشباك”.
– أنت أكثر شخص يعرف عبد السلام اليونسي فماذا تقول؟
هو أكبر خطأ في تاريخ النادي ولم يكن ممكنا ترؤّسه الجمعية حتى دقيقة واحدة… ولكن لأنّه الآن رئيس الافريقي فأنا مطالب باحترامه وبمساعدته وهذا ما أقوم به الآن.
– بمعنى ؟
نقوم حاليا بتشكيل كتلة برلمانية كبيرة وموسعة تضمّ مختلف الأحزاب والأطياف السياسية لإنقاذ النادي الافريقي… كتلة محترمة تضمّ مجموعة من الأسماء التي لها ثقلها في المشهد السياسي البرلماني من النهضة والتيار وغيرهما على غرار سامية عبو وحسونة الناصفي ومبروك الخشناوي ونبيل الحاجي وأسماء أخرى عديدة.
صدر بأسبوعية “الشارع المغاربي” بتاريخ 2 جوان 2020


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING