الشارع المغاربي – يوسف الزواوي : الجريء ليس دكتاتورا.. وجيراس لا يملك عصا سحرية

يوسف الزواوي : الجريء ليس دكتاتورا.. وجيراس لا يملك عصا سحرية

قسم الأخبار

20 ديسمبر، 2018

 

الشارع المغاربي : العربي الوسلاتي : يعتبر المدرّب يوسف الزواوي من أهمّ المراجع التونسية في عالم التدريب بحكم خبرته وتمرّسه الطويل في هذا المجال وهو ثاني أكثر المدرّبين التونسيين تتويجا بعد “الزعيم” فوزي البنزرتي. يوسف الزواوي الذي توارى عن الأنظار واحتجب عن الميادين في السنوات الأخيرة واكتفى بخطّة وظيفية صلب الادارة الفنيّة للجامعة التونسية لكرة القدم قبل أن يغادرها منذ أشهر تقريبا تحدّث لـ”الشارع المغاربي ” عن المنتخب التونسي وعن الناخب الوطني الجديد ألان جيراس كما تطرّق الى عديد النقاط المتعلّقة بكرة القدم التونسية.

– لنبدأ من حيث يقف الجميع… الجامعة التونسية لكرة القدم تعاقدت مع المدرّب الفرنسي ألان جيراس لتدريب المنتخب فكيف تقيّم هذا الاختيار من وجهة نظرك ؟

لنتّفق أوّلا على أن للرجل سيرة ذاتية محترمة جدّا وله خبرة كبيرة في عالم التدريب لكن ما يشغلنا نحن فقط في هذا الاختيار هو التوقيت باعتبار أننا كنّا سلكنا اختيار مبدأ الاستمرارية من خلال المحافظة على الدعامة الأساسية للاطار الفنّي للمنتخب (الكنزاري والعقبي) لكن يبدو أن هذا الخيار لم يعد قائما وهناك توجّه جديد.

– هل أنت من المباركين لهذا التوجّه الجديد أم لديك تحفظات عليه ؟

هذا التوجّه مفروض علينا… لنعد قليلا الى الخلف عندما تمّ اتخاذ قرار إقالة هنري كاسبرجاك لم يكن هذا القرار مبنيا على النتائج لأنّ المنتخب التونسي كان يتصدّر مجموعته والاختيار كان حينها على التعاقد مع مدرّب يعرف أجواء المنتخب ونجحنا في ذلك وترشحنا الى نهائيات كأس العالم ونفس المبدأ حافظنا عليه بالتعاقد مع فوزي البنزرتي الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب وهذا مبدأ الاستمرارية الذي تحدثت عنه لكن اليوم تغيّرت المعطيات ولم نحافظ على نفس الاستراتيجية لأسباب خارجة عن النطاق الرياضي. جيراس مدرّب محترم لكن السؤال المهمّ هو هل أنه قادر على تغيير الشيء الكثير في المنتخب في هذه الفترة الوجيزة قبل انطلاق كأس افريقيا خاصة أنه لن يكون بإمكانه التعرّف على المجموعة سوى في مناسبتين فقط.؟ الوقت غير كاف لأيّ مدرّب لترك بصمته وبلغة المنطق جيراس سيكتشف المنتخب خلال الرسميات في نهائيات الـ”كان” وهذا العامل لا يلعب لصالحنا. لهذا تمنيت لو كان المدرّب الجديد للمنتخب تونسيا.

– “سي يوسف” ألا تعتقد ان الجامعة استنفدت كلّ الخيارات التونسية المتاحة أمامها بعد التعاقد مع سامي الطربلسي ونبيل معلول وفوزي البنزرتي واختبار ماهر الكنزاري وأنه لم يعد لها أيّ خيار سوى العودة الى المدرسة الأجنبية وبالتالي غلق الباب نهائيا أمام الكفاءات التونسية ؟

هذا ما لا أتمنى وما أخشى…

– هل هناك اسم تونسي قادر على تدريب المنتخب في الوقت الحالي ؟

عندما لا تمنح الفرصة الكافية لمدرّب ما فكيف سنخلق مدرّبين كبار؟

– الجامعة منحت الفرصة للثنائي ماهر الكنزاري ومراد العقبي لكنهما فشلا في استغلالها وأعادا المنتخب سنوات الى الوراء ؟

هذا التقييم غير موضوعي وقاس جدا… الحكم بهذه الطريقة لا يستقيم… ماهر الكنزاري منحناه فرصة في شكل قنبلة موقوتة لأنّ الاختبار كان من العيار الثقيل أمام مصر والمغرب وليس النيجر وسوازيلاند. التحضير لهذين الموعدين كان صعبا جدا لأنّ المنتخب كان في نزهة ولم يكن هناك رهان جدي باستثناء البريستيج… ثمّ في مباراة مصر كنّا الاقرب للانتصار وكذلك في مباراة المغرب لذلك الحكم على ماهر الكنزاري كان صعبا وقاسيا.

– تعتبر أن ماهر الكنزاري مظلوم ؟

في ظلّ هذه المعطيات نعم… الكنزاري تسلّم المشعل في وقت مبكّر وبعض العوامل لم تلعب لصالحه خاصة أن مغادرة البنزرتي كانت مفاجئة لذلك بكلّ صراحة  الحكم على الكنزاري بالفشل قاس. البعض يتحدّث عن انتصارات فوزي البنزرتي في ثلاث مباريات لكن السؤال المهمّ هو انتصر على من ؟ هل يجوز اعتبار النيجر وسوازيلاند اختبارين حقيقيين ؟ لهذا المقارنة لا تجوز والحديث عن النجاح والفشل لا يجوز في هذه الحالة.

– سؤال لا بدّ من طرحه بعد هذا التشخيص… هل مازلت ثابتا في موقعك كمدير فنّي للجامعة التونسية لكرة القدم ؟

لا… علاقتي بالجامعة انتهت رسميا منذ ثلاثة أشهر…

– لماذا لم يقع إشهار هذه القطيعة رغم أن البعض تحدثّ عنها ولو باستحياء ؟

هكذا كان الاتفاق بيني وبين “سي وديع”… الادارة الفنّية حافظت على  مبدأ الاستمرارية والمشعل تسلّمه الصغير زويتة… هذا كلّ ما في الأمر انسحبت وانتهى الأمر.

– هل تعتبر نفسك راضيا عمّا قدمت على رأس الادارة الفنّية ؟

الحكم على نجاحي من عدمه سابق لأوانه… التقييم يكون في المستقبل وعلى مدى بعيد وعلى الأقلّ بعد 4 سنوات… البذرة التي تركناها ستؤتي ثمارها في المستقبل وحينها سيكون الحكم منطقيا وموضوعيا. خلال عملنا قمنا بعديد الأشياء والاصلاحات وركزنا على النخبة وعلى العمل القاعدي من خلال العناية بمراكز التكوين وبعثنا الحياة من جديد للمنتخب الجهوي…

– البعض يعتبر أنّ مهام الادارة الفنيّة للجامعة تقتصر فقط على المنتخبات والأصناف الشابة وأن لا علاقة لكم بالمنتخب الأوّل خاصة في اختيار الناخب الوطني؟

اختيار مدرّب المنتخب يتمّ بصفة تشاورية مع سي وديع… لهذا تحدثت عن الاستمرارية والجريء كان يطلب رأيي وكنت دائما على تواصل معه.

– يعني أن ما يروج حول دكتاتورية الجريء وتفرّده بالرأي ليس صحيحا ؟

من منطلق معرفتي بوديع الجريء منذ 2012 وبحكم تعاملي معه أقول إن الرجل ليس دكتاتورا ولا يتفرّد بالرأي… وفي كلّ المسائل الجوهرية الخاصة بالمنتخب كان الجريء يستشيرني ويأخذ رأيي…

– وهل كان يعمل بهذا الرأي؟

بالفعل وبدليل التعاقد مع نبيل معلول وما حصل وقتها مع خالد بن يحيى.

– البعض وصف الأمر حينها بالمسرحية وهو ما جاء على لسان بن يحيى نفسه؟

غير صحيح… وخالد بن يحيى يعرف ذلك جيّدا وأنا دربته ويعرف أخلاقي ومعدني… ثمّ ما لا يعرف البعض هو أننا كنا نريد التعاقد مع معلول وبن يحيى سوية وكانت هناك نيّة لتنصيب بن يحيى على رأس المنتخب الأولمبي لكن هذا لم يحصل. ثمّ طُلب منّي اختيار الاسم المناسب لتدريب المنتخب وجلسنا مع مجموعة من الكفاءات لتحديد الاسم و”البروفيل” المناسب. بالنسبة لجورج ليكنز لم أكن أعرفه وبعد أن عملت معه  نصحت الجريء بالتخلّي عنه وهو ما كان فعلا… ونفس الأمر بالنسبة لكاسبرجاك والجريء عمل بنصيحتي وهو ما حصل بعدها أيضا مع نبيل معلول الذي كان في تنافس مع سامي الطرابلسي.

– وما الذي رجّح كفّة معلول على حساب الطرابلسي ؟

نبيل معلول رجل اتصال بامتياز وهذه من نقاط قوّته ولو أنّه “كثّرلها شويّة” في المونديال الأخير رغم أن المنتخب التونسي حقّق قفزة نوعية في عهده.

– بحكم درايتك الفنيّة وقربك من المنتخب ما هي أفضل نسخة للمنتخب التونسي ؟

نسخة كاسبرجاك… مباراة تونس أمام مصر التي انهزمنا فيها قدمنا خلالها مردودا كبيرا…ومشاركتنا في الـ”كان” الأخيرة لعبنا بمستوى عال ولولا بعض الأخطاء في مباراة بوركينا فاسو لكنا على الأٌقّل في النهائي… بالنسبة لي كاسبارجاك في فترة معيّنة ثمّ فترة نبيل معلول التي سبقت المونديال لأنه في الحقيقة “غلطنا في رواحنا” في كأس العالم.

وإحقاقا للحقّ مرحلة التحضيرات لم تلعب لصالحنا بحكم تزامنها مع شهر رمضان اضافة الى عامل الاصابات وأيضا قيمة المنافسين في الوديات. وبالعودة الى سؤالك الأساسي يجب التأكيد على أننا نجحنا لأننا حافظنا على مبدأ الاستمرارية.

– وهل تثق في نجاح ألان جيراس ؟

المنطق يفرض عليّ أن أقول “لا”… جيراس  ليس ساحرا ولا يملك عصا سحرية ولا يمكنه أن يترك بصمته على المنتخب في مباراتين فقط… الوقت لا يلعب لصالحه وإذا نجح المنتخب التونسي تحت قيادته فإن ذلك سيكون ضربة حظ. كان من المفروض أن يكون المدرّب الجديد قريبا جدّا من اللاعبين ويعرف عنهم كل كبيرة وكل صغيرة وهذا بإمكان المدرّب التونسي توفيره وبإمكاني توفيره…

 – هل وقع التفكير في الاستنجاد بك في وقت من الأوقات ؟

أبدا… لكني قلت هذا الكلام بحكم قربي من المنتخب وبحكم عقلية المدربين التونسيين التي تقدر على النجاح على رأس المنتخب.

– هل اعتزل يوسف الزواوي التدريب ؟

لا … لم أعتزل وإذا وصلني عرض محترم يستجيب لطموحي ولأفكاري ولمشروعي الرياضي فلن أتردّد في قبوله…

– الأكيد انك تتابع البطولة التونسية فما هو الفريق الذي نال اعجابك ؟

الاعجاب ليس بالمعنى البسيط… ليس هناك استقرار في المردود لكن الفريق الذي يستحق الاشادة هو فريقي الأم النادي البنزرتي حقّق شيئا استثنائيا وهو اللعب بلا ميدان… الفريق لا يملك ملعبا للتمارين ولا ملعبا للمباريات لكنه مع ذلك يحتل صدارة ترتيب البطولة.

– هل يملك النادي البنزرتي في الوقت الراهن مواصفات البطل ؟

البطل لا يولد بين ليلة وضحاها… وهناك شروط وصفات معيّنة يجب أن تتوفّر حتى تكون البطل في نهاية السباق.

– نتحدّث عن النادي البنزرتي ؟

بطبيعة الحال.. جماهير النادي البنزرتي من حقها أن تحلم ومن حقها أن تراهن على تتويج فريقها في آخر السباق خاصة أن الفريق لم ينهزم الى حد الآن لكن في ظل الظروف التي يمرّ بها النادي لوجيستيا وماليا سيكون الحمل ثقيلا جدّا على الفريق لأنه أًصبح يخوض مبارياته في ثوب الفريق البطل وكلّ الأندية تبحث عن الاطاحة به. في الأخير أتمنى التوفيق لفريقي الأم رغم أنّه يفقد البعض من ثوابته في كثير من الأحيان.

– على ذكر الثوابت هناك من يعتبر الإطار الفنّي الحالي للفريق بقيادة منتصر الوحيشي ليس في قيمة الجمعية ؟

بالعكس… منتصر الوحيشي مدرّب ممتاز بدليل نجاحه في قيادة الفريق خلال المرحلة الأولى من عمر السباق خاصة أن الرصيد البشري يضم عناصر جديدة عرف الوحيشي كيف يدمجها في التشكيلة الأساسية… ثمّ هناك نسبة نجاح كبيرة للوحيشي فيما تحقّق الى حدّ الآن خاصة قراءته لبعض المباريات وبعض الوضعيات التي كان فيها الفريق متخلّفا في النتيجة قبل أن يتدارك الأمر …بالمحصلة لا يعقل أن يكون هذا النجاح من محض الصدفة وبصمة الوحيشي واضحة للعيان…

– بعيدا عن النادي البنزرتي.. ما هو تقييمك لوضعية الرباعي التقليدي وخاصة النادي الافريقي والنجم الساحلي ؟

النادي الافريقي كعادته يدفع فاتورة مشاكله الداخلية وخاصة تركة الديون الثقيلة وما تحقق الموسم الفارط يعتبر نجاحا كبيرا لم يقع للأسف استثماره والبناء عليه… كما أن بعض القرارات التي تمّ اتخاذها في بداية الموسم كانت مجانبة للصواب وأثّرت على مردود الفريق ورغم التحسنّ في المردود في الفترة الأخيرة مازال الفريق لم يتسعد عافيته بعد بصفة نهائية. بالنسبة للنجم الساحلي يبدو أنّ الفريق مازال يدفع فاتورة الهزيمة القاسية والانسحاب القاري أمام الأهلي المصري في الموسم الفارط. النجم الساحلي له كلّ الامكانات البشرية والمادية للعودة الى مستواه المعهود فقط شريطة اتخاذ القرارات الصحيحة والابتعاد عن الارتجالية سواء على المستوى الفنّي أو الإداري.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING