الشارع المغاربي – من 2011 حتى اليوم: أكثر من مليون تونسي مصابون بأمراض عقلية ونفسية

من 2011 حتى اليوم: أكثر من مليون تونسي مصابون بأمراض عقلية ونفسية

قسم الأخبار

13 ديسمبر، 2019

الشارع المغاربي -كريمة السعداوي: تعتبر الاحصائيات حول تفشي الامراض العقلية والنفسية بين التونسيين شحيحة وضعيفة الوثوقية، ورغم ذلك فان العديد من الهيئات الطبية والهياكل المعنية بالشأن الاجتماعي والصحي تنشر من حين الى اخر بعض المعطيات، في هذا الخصوص، مبرزة فداحة معاناة المواطنين سيما الاطفال والشباب والفئات الهشة من هذه الامراض، علما ان المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ما فتئ يفصح منذ اعوام عن ارقام مفزعة تتعلق بهذه الآفات معتبرا اياها احد ابرز اسباب الانتحار والتهميش وادمان الكحول والمخدرات.

ووفق اخر الاحصائيات المحينة لوزارة الصحة العمومية، فان الصحة العقلية والنفسية تمثل حوالي 19.6% من الكلفة الجملية لمختلف الحالات المرضية في تونس، كما يتضح من خلال تحليل هذه الاحصائيات ان معدل الأمراض النفسية والعصبية عرف ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة بسبب الأحداث المتتالية التي عاشت على وقعها البلاد منذ 2011. و يرجع العديد من الاكاديمين والمتخصصين الامر الى فوضى تسيير دواليب البلاد وترديها في سياق عدمية وتدهور المقدرة الاستهلاكية بنسب قياسية (80%) وتدني جودة العيش والحياة، بشكل عام، وما رافق الامر من احتجاجات متواصلة وارتفاع نسق العمليات الإرهابية التي خلفت آثارا سلبية وعمقت خوف التونسيين بما يؤثر على حالتهم النفسية.

وارتفع عدد العيادات الخاصة وفي المستشفيات سيما مستشفى الرازي الذي يؤمن سنويا عيادات طبية لنحو 150 ألف مريض ويؤوي 16 ألف آخرين في حين يعاني زهاء 5% من التونسيين من اضطراب في المزاج أي حوالي 500 ألف تونسي فيما يحتل الاكتئاب المرتبة الأولى في الأمراض النفسية بنسبة 8.8% من مجموع التونسيين يتردد 35% منهم على العيادات بمراكز الرعاية الصحية الأساسية.

واجمالا، فقد احتلت تونس المركز الثاني في إفريقيا من حیث عدد المصابین بالاكتئاب وذلك حسب نتائج دراسة قام بها موقع “بیزنیس إنسايدر”. ووفقا للموقع فإن 518 الف تونسي يعانون من الإضطربات النفسیة الناتجة عن هذا المرض. كما تشیر الدراسة إلى أن ھناك 322 ملیون حالة تعاني من اضطرابات الاكتئاب في جمیع أنحاء العالم منھا 19.29 ملیون حالة في افريقيا.

وحسب دراسات للجمعية التونسية للأطباء النفسانيين ومعطيات مستشفى الرازي يحتل الاكتئاب صدارة الأمراض النفسية التي تصيب التونسيين. وتعتبر النساء الأكثر عرضة لأعراض الاكتئاب، وترتبط الأمراض النفسية بحالات مثل القلق واضطرابات المزاج والاضطرابات الذهنية والضغط النفسي. كما يعاني بعض العاملين في عدد من الاسلاك المهنية الحساسة من امراض عقلية ونفسية عديدة وهم يمثلون حوالي 40% ممن يتلقون العلاج في مستشفى الرازي وسائر الاقسام المتخصصة بالمستشفيات في البلاد. وتبين الجمعية ان استهلاك الأدوية المهدئة للأعصاب والمضادة للقلق ارتفع بالتوازي مع ارتفاع عدد التونسيين الذين يلجؤون إلى عيادات الأطباء النفسيين سواء في القطاع العام أو الخاص.

وتشير، بعض الدراسات إلى أن التونسيين من أقل الشعوب في العالم سعادة وأن ذلك يجعلهم معرضين أكثر للاكتئاب ولتدهور صحتهم العقلية سيما في غياب أية استراتيجية وطنية صحية للتخفيف من وقع هذه الامراض، من جهة وفي ظل مزيد تعكر اوضاع المواطنين الذين هم بصدد التأكد يوما بعد يوم ان تونس تتجه نحو المجهول والعبث وانعدام الكفاءة من جهة اخرى.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING