الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: تؤكد العديد من الدراسات الطبية التي وقع إنجازها خصوصا خلال السنوات الخمس الماضية أن مرض السكري يعتبر من أكثر الأمراض انتشارا في تونس حيث من المتوقع أن يصاب به أكثر من ربع السكان في أفق سنة 2024.
ووفق آخر الأرقام، فإن نسبة انتشار مرض السكري في تونس تبلغ 19% إضافة الى وجود عدد مهم من المرضى الذين لا يعلمون بإصابتهم وبالتالي لم تتح لهم الفرصة بعد لتلقي العلاج الذي يمكن أن يقيهم المضاعفات الخطيرة المرتبطة به.
و ينتشر المرض لدى الفئات العمرية التي تتراوح بين 40 و 60 بنسبة 35%، علما أن تونس تصنف الدولة الثانية من حيث انتشار مرض السكري مقارنة بالدول العربية.

هذا و يبين الأطباء أن العلاج الأساسي للظاهرة المرضية ينطلق من النظام الغذائي والثقافة الغذائية و ممارسة الرياضة منذ الطفولة.

وغيبت السلط الصحية هذا العام مظاهر إحياء اليوم العالمي لمرضى السكري، الموافق ليوم 14 نوفمبر من كل سنة، رغم اهمية المناسبة لتكثيف الحملات الإعلامية بشكل خاص للتثقيف العلاجي لمرضى السكري وعائلاتهم، فضلا عن أهميتها في تأكيد دور التفاعل الإيجابي بين مرضى السكري ومهنيي الصحة المكلفين بالإشراف على علاجهم ومتابعتهم، وإبراز أهمية دور العائلة في انجاح الرعاية والعلاج وضمان التعايش مع المرض والتوقي من مضاعفاته الخطيرة.

ويعتبر التثقيف العلاجي مقاربة رعائية اساسية ترتكز على عدة تدخلات لها علاقة بإكساب مرضى السكري وعائلاتهم المعلومات والمهارات الاساسية للتعامل الايجابي مع المرض، وذلك بالإرشاد والتوجيه والتثقيف حول المرض والعلاج والمتابعة ليتمكن من التوقي من المضاعفات والتمتع بالحياة بصفة طبيعية، حسب ادارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة.

وتتمحور تدخلات التثقيف العلاجي لمرضى السكري وعائلاتهم حول التعرف على عوامل اختطار المرض وسبل التوقي منه، وتقبل المرض عند اكتشاف الإصابة به وعدم اللامبالاة به، وأهمية الالتزام باعتماد نمط عيش سليم (التغذية السليمة والمتوازنة المراعية للمرض والنشاط البدني المنتظم ومكافحة عوامل الاختطار كالتدخين).