الشارع المغاربي – أحمد ونيّس: استقبال الصحراويين في "تيكاد" قرار تونسي مستقلّ اتخذه قيس سعيد وله حساباته

أحمد ونيّس: استقبال الصحراويين في “تيكاد” قرار تونسي مستقلّ اتخذه قيس سعيد وله حساباته

قسم الأخبار

30 أغسطس، 2022

الشارع المغاربي-حاورته : كوثر زنطور: يحذّر وزير الخارجية الأسبق احمد ونيّس من تواصل الازمة بين تونس والمغرب على خلفية استقبال زعيم جبهة البوليساريو في قمة “تيكاد” المنعقدة نهاية الاسبوع المنقضي بتونس. ونيّس يؤكد في حواره مع ” الشارع المغاربي” على ضرورة “تدارك”  تونس الموقف والتحرك في اتجاه احتواء الازمة ودعوة سفيري الدولتين لاستئناف عملهما وينفي ان تكون الجزائر وراء الدعوة التي قال ان اليابان كانت رافضة لها.

ما هي قراءتك للتطورات الحاصلة بين تونس والمغرب منذ مشاركة زعيم جبهة البوليساريو في قمة “تيكاد” واستقباله في مطار تونس قرطاج من قبل رئيس الجمهورية؟

رئيس الجمهورية تقاسم مع رئيسة الحكومة الادوار في عملية استقبال الوفود المشاركة في قمة “تيكاد” فكان استقبال الوفد الصحراوي من نصيب رئيس الجمهورية. اما من حيث جوهر القضية فاعتقد ان هناك تعثرا دبلوماسيا وقع في تونس من  خلال اقحام الازمة المغاربية وتحديدا ازمة الصحراء الغربية والتي تتحكم في حاضر ومستقبل المغرب الكبير  وفي الحقيقة لم يكن هناك أي موجب لاقحام هذه الازمة في قمة “تيكاد” التي لم تكن البتة قمة سياسية ولم يكن هناك موجب ايضا لفرض حضور الجانب الصحراوي في هذه القمة التقنية الاقتصادية .

لماذا تقول ان تونس فرضت حضور الجانب الصحراوي في حين ان الجهة الداعية، حسب رواية وزارة الخارجية، هما الاتحاد الافريقي واليابان؟

 هناك روايتان.. الرواية التونسية التي تقول ان مسؤولية الدعوة محصورة في الاتحاد الافريقي وهو امر حقيقي وهذا ما يقع فعلا لكن هل هذه هي كل الحقيقة ؟ الرواية الثانية هي رواية المملكة المغربية التي تقول ان حكومة اليابان كانت قد الغت الجانب الصحراوي من قائمة المدعوين وحكومة اليابان وزعت مذكرة دبلوماسية يوم 18 اوت أي منذ 11 يوما كانت موجهة الى الاتحاد الافريقي وتقول فيها ان قائمة المدعوين لا تضم هذا الكيان ولم تنعته بالدولة.

 يعني كان هناك تحفظ من اليابان وحتى رفض لمشاركة البوليساريو في القمة ؟

الحكومة اليابانية كانت معارضة لتشريك الصحراويين في قمة تونس… هذا موثق ووجه في مذكرة يوم 18 اوت للاتحاد الافريقي والنسخة وصلت الى السفارة التونسية في اديس ابابا بحيث أن تونس كانت واعية منذ ذلك التاريخ بان الحكومة اليابانية غير موافقة على دعوة وحضور وفد عن جبهة البوليساريو في قمة تونس وقد تكون السفارة على علم بموقف اليابان قبل حتى ورود المذكرة عليها وهذه هي الحجة التي اعتمدتها الحكومة المغربية  التي استنتجت ان هناك اصرارا على حضور الصحراويين في قمة تونس وان هذا الاصرار كان من جانب الرئيس قيس سعيد ثم هناك بيان صادر عن الحكومة اليابانية بعد اختتام القمة قالت فيه ان اليابان عارضت مسبّقا تشريك البوليساريو في قمة تونس. هذا بيان حكومة اليابان صدر الذي يوم الاختتام.

هذا يعني ان اليابان دعمت الرواية المغربية او ساندتها في موقفها ؟

نعم الحكومة اليابانية دعّمت الرواية المغربية مرحلة بمرحلة بحيث اصبحت الرواية التونسية التي حملت المسؤولية للاتحاد الافريقي وان كانت صحيحة فإنها تطرح تساؤلات من قبيل هل يمكن ان تُنزّل تونس نفسها منزلة الحكم بين الاتحاد الافريقي وحكومة اليابان؟ اليابان هي في الجوهر الجهة الداعية وتونس تحتضن جغرافيا القمة واليابان نظمت 8 قمم وهي المسؤولة والممولة لها فهل تضع تونس نفسها موضع الحكم في خصام بين الاتحاد الافريقي المصر على دعوة الصحراويين والحكومة اليابانية التي تنقض دعوة الصحراويين بعد ان شاهدت مساهمتهم في القمم السبع السابقة التي انطلق تنظيمها منذ سنة 1993 ؟.. اليابان قررت منذ قمة كينيا في تطور جديد الغاء مشاركة الصحراويين من هذه القمة بحيث لو ارادت تونس لتمكنت من تجنب اقحام النزاع الصحراوي وهو نزاع دول المغرب الكبير في قمة “تيكاد” وهي كما قلت ليست بقمة سياسية يعني لا نتصور ان يقوم الصحراويون بالتفاوض على تمويلات تخص البيئة التحتية او التصدير او التصنيع بما يعني ان اليابان استنتج العبرة من غاية “تيكاد” فهي ليست بالقمة السياسية او الافريقية وانما هي قمة تقنية غاياتها مضبوطة وفيها القطاع الحكومي وكذلك القطاع الخاص.. الحكمة التونسية في قضية قمة بمثل هذه الاهمية تتمثل في التساؤل مسبقا والتفكير ان كان من الضروري ان تقيم وزنا لحضور الصحراويين ام لا..

هل يستقيم القول ان الجزائر هي من دفعت السلطات التونسية لاستقبال الصحراويين مثلما يزعم الاعلام المغربي ؟

اتحدث كمسؤول بضميري اذ انني لا اتقلد اية مسؤولية لكن ما يمكنني قوله ان القرار التونسي هو قرار حر وسيّد نفسه اذ اختار الرئيس التونسي قيس سعيد هذا الموقف وله قطعا حساباته.

 يعني لا علاقة للجزائر بما حدث ؟

 اعتقادي ان القرار التونسي هو قرار مستقل وقرار حر والمسؤول عنه هو المسؤول عن  السياسة الخارجية وهو الرئيس قيس سعيد.

ما قد تكون حسابات رئيس الجمهورية في افتعال ازمة مع المغرب مثلما تقول رواية المملكة؟

اتمنى ان يكون هناك ادراك في تونس لأبعاد الزلة والتي  “كارنا تجنّبناها” ولم تكن ضرورية لانجاح قمة “تيكاد” ولم تكن لتضيف أي شيء خاصة ان اليابان كان قد عبر مسبقا عن معارضته هذه المشاركة بحيث اليوم بعد ان انتهينا من فعاليات القمة علينا ان نطرح مسالة اعادة السفيرين التونسي والمغربي الى عواصم العمل وتدارك الامر والمحافظة على اللحمة بين تونس والمملكة المغربية.

كيف سيتم تدارك الامر مثلما تقترح ؟

اولا علينا طرح القضية بيننا وبين انفسنا.. غضب المغرب مفهوم ويكفي العودة الى خطاب الملك محمد السادس يوم 20 أوت الماضي… الخطاب كان صريحا ووجّه  الى جميع الدول وخاصة منها القريبة في علاقة بصداقاتها التي تبنى استنادا الى توضيح الموقف بخصوص قضية الصحراء وبالنسبة للمملكة المغربية قضية الصحراء على رأس سلم اهتماماتها.. كان يمكن تجنب العملية بالصفة التي تمت بها وفي اعتقادي ان ذلك يتطلب التدارك.

كدبلوماسي مخضرم كيف يمكن ان تتم الامور في تقديرك ؟

صاحب القرار هو من يختار الطريقة وانا شخصيا لم يطلب مني النصيحة.. الاتصالات موجودة بجميع الوسائل بما في ذلك انتقال الاشخاص والموفودين والقيادات… هذا كله متوفر والاخوّة بين الشعبين التونسي المغربي اخوّة قوية وعريقة ولا تشوبها شائبة… هذا ما ذكره الاخوان المغاربة في البيان الاول الصادر عنهم بحيث ان الارضية قابلة لتدارك الامر بسرعة لانه لا يجب ان تكون هناك تراكمات تثقل علينا في علاقتنا بالمغرب الكبير وافريقيا وفي وجه الشركاء الرئيسيين لتونس.

تتحدث عن تدارك تونسي في وقت ان هناك تصعيدا وحتى حملة ممنهجة من المغرب  ؟

المغرب في حالة رد فعل.. القضية الصحراوية هي على قمة اهتمامات الدولة والشعب المغربي يعني “نجي نبعثو رسالة كيفما هذي” من دولة مثل تونس التي لا تعد فقط دولة افريقية بل هي ايضا دولة مغاربية فهذا يستوجب ان ندرك ماذا قمنا بصفتنا دولة مع الكيان الصحراوي الذي لا نعترف به “ماو لاباس” نترك المجال للاستنتاج وكأن تونس معترفة بالكيان الصحراوي؟ “ماو لاباس؟” يجب تدارك الامر بسرعة حتى لا تتعكر الامور وتتعقد وتثقل علينا لانه طال الزمن ام قصر نحن مغاربيون ودرانا المغرب الكبير.

هل مازال هناك معنى لاتحاد المغرب العربي وللمغرب الكبير ؟

هناك سابقة حدثت تتعلق بقطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ..نتمنى الا يتكرر مثل هذا الامر والا نصل اليه وان تنتهي الازمة بين الجارين.. اما عن مشروع تاسيس المغرب الكبير فهو مشروع حي وما لم ينجز اليوم سينجز غدا… مصيرنا مشترك وانا مؤمن به ايمانا قويا…

هل نحن امام سوء تقدير وخطأ رئاسي أم ازاء تغييرات  في السياسة الخارجية وخروج عن ثوابتها؟

صاحب القرار يعرف ان كان حسابه صحيحا ام خاطئا… المهم اننا في وضع صعب مع الدولة المغربية.. بيان تونس اكد اننا نلتزم تماما بالحياد الذي انطلقنا منه منذ منتصف السبعينات… “ما نراش علاش نستنتج عكس ما جاء في البيان الرسمي التونسي” .. ستكون هناك طبعا عواقب سياسية للعملية التي تمت يوم الجمعة الماضي (استقبال زعيم جبهة البوليساريو).

حسب رايك كيف يمكن ان تتطور هذه الازمة؟

بعد طي صفحة قمة اليابان وقول هذا البلد كلمته التي كانت قوية جدا وهو الذي كان معارضا اصلا لحضور الصحراويين علينا تدارك الازمة مع المغرب..  من غير المعقول ان يتواصل استبعاد السفراء ولو ان العلاقات متواصلة مع المملكة المغربية طبعا وحمد لله على ذلك.

يمكن ان يصل الامر الى حد قطع العلاقات ؟

الله لا يقدر وان شاء الله  لا.. لا يجب ان يصل الامر الى قطع العلاقات.. ان شاء الله نتدارك امرنا بكل موضوعية وبكل مسؤولية بعد ما وقع… هذا هو أملي… 

هل تقاسم الراي القائل ان الدبلوماسية التونسية تعيش احلك فتراتها ؟

عشنا تعثرات ..العهدة الرئاسية انطلقت نهاية عام 2019 بسلسلة من العقوبات المسلطة على السلك الدبلوماسي… فالسلك يعاني هذا اكيد… نقول واكرر اخواننا الدبلوماسيين مظلومين ومع ذلك يؤدون الواجب ويطبقون الاوامر .. رئيس الجمهورية مسؤول عن تحديد السياسة الخارجية والاسرة الدبلوماسية على كامل استعداد لخدمة الوطن وخدمة تونس بادارة رشيدة وحكيمة.

نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 30 اوت 2022


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING