الشارع المغاربي: اعتبر هيكل المكي النائب عن الكتلة الديمقراطية ورئيس لجنة المالية اليوم الخميس 18 فيفري 2021 ان جوهر أزمة التحوير الوزاري صراع بين مؤسسة الرئاسة ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي داعيا المشيشي الى الاستقالة معتبرا انه تحول الى ناطق رسمي باسم لوبيات اقتصادية ومالية معينة .
وقال المكي خلال حضوره في برنامج” 90 دقيقة” على اذاعة “اي اف ام “:”لست ناطقا رسميا باسم رئيس الجمهورية ولكني اريد ان اؤكد ان المتسبب في الازمة السياسية الحالية هي الاحزاب التي لم تتوافق على تشكيل حكومة تنقذ البلاد وفي ظل هذه الازمة المتواصلة وبعد سقوط حكومتين (حكومة الجملي والفخفاخ) جاءت فكرة تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لترك الفرصة امام الأحزاب للتفاهم على مشروع وطني والتخفيف من حالة الاحتقان في ما بينها والتي انعكست على الشارع ومن هنا جاءت حكومة هشام المشيشي باتفاق مع رئيس الجمهورية والتي كان من المفترض ان تسير في طريق الحق والا ترتبط بأي حزب وتتوجه مباشرة لاصلاحات تنفع الناس”.
وأضاف”سعيّد أتى بالمشيشي بتوافقات معينة معه وباَمانات حمّلها اياه وأعطاه الفرصة ولكن المشيشي خان الامانة حتى قبل الوصول الى القصبة وارتمى في أحضان حزام سياسي وخاصة النهضة وقلب تونس وأصبح ناطقا رسميا باسم لوبيات مُعينة ..لوبيات اقتصادية ومالية معينة وهذا واضح بمجرد الاطلاع على قانون المالية لسنة 2021 ..قانون مالية فارغ يحتوي فقط على تخفيض في نسبة الارباح على الشركات في ظل وضع اجتماعي واقتصادي صعب “.
وتابع المكي”المشيشي مسكين ينفذ اجندة حركة النهضة والحزام السياسي الذي تقوده في مستوى المالية العمومية وفي المستوى الاقتصادي ومن يتحدث عن صراع بين المشيشي وسعيّد فقط يخطأ التوصيف …الصراع الحقيقي هو بين مؤسسة الرئاسة ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ..صراع على الوطن وعلى الشعب”.
وواصل “الغنوشي اختطف هذا الوطن واختطف مستقبل الشعب ويجب ان يكفّ عنا ..انا لا اكره الغنوشي وانما اكره أفعاله ..تونس أصبحت رهينة عنده ويجب تحريرها منه ..الغنوشي حكم خلال العشر سنوات الاخيرة في كل شيء بطريقة مباشرة او غير مباشرة في علاقاتنا الخارجية وفي تحديد حلفائنا الدوليين وحتى في اسعار المواد الاساسية “.
وختم المكي قائلا “المشيشي أصبح جزءا كبيرا من الازمة واعتقد ان استقالته يجب ان توضع اليوم وليس غدا على الطاولة ليتم الانطلاق ليس فقط في تشكيل حكومة جديدة وانما في حوار على المضامين لان الحوارات التي تمت كانت من أجل اقتسام السلطة ..بستقيل المشيشي ومن ثم تجتمع الاطراف السياسية مع رئيس الجمهورية للبحث عن حلول كفيلة بانقاذ البلاد وتنبثق عن ذلك حكومة سياسية …انا انصحه بالاستقالة والا فإن الازمة ستتواصل ..هناك أزمة تحوير وزاري ظاهريا ولكنها أعمق بكثير في باطنها ..الحل في الحوار حول المضامين” متسائلا”من أفشل مبادرة اتحاد الشغل؟” متابعا “أفشلها المشيشي بافتعال ازمة التحوير الوزاري لانه يعلم جيدا ان الحوار الذي دعا اليه اتحاد الشغل يمكن ان يكون على حسابه وعلى حساب حزامه السياسي….يجب ان تكون هناك حكومة سياسية بعد استقالة المشيشي وحركة الشعب مستعدة للمشاركة فيها شريطة ان تكون حكومة ذات بعد اجتماعي وتلتفت الى المفقرين والمهمشين وتراجع المنظومة الصحية ولا أعتقد اننا سنكون في حكومة فيها حركة النهضة “.