الشارع المغاربي : جرت العادة أن تكون العودة التلفزية، بعد موسم صيفي تخصّصه اغلب القنوات لاجازات طواقم العاملين بها ولإعادة بث برامج قديمة، في بداية شهر سبتمبر، لكن ما يلاحظ هذا الموسم أن أغلب القنوات لم تنطلق بعد في تحضير البرمجة الجديدة، رغم أن عديد المعطيات توحي بعودة تلفزية ساخنة على غرار ما هو منتظر في الميادين السياسية والاجتماعية والتربوية.
ويبدو أن عمليات تحضير البرمجة الجديدة معطّلة خاصة في قناة “الحوار التونسي” التي عرفت تغييرات كبيرة لاسيما بعد خسارتها طلب عروض شركة الإنتاج “كاكتوس” منتجة عدد من برامج القناة التي تحقّق نسب مشاهدة عالية مثل برامج “عندي ما نقلك” و”كلام الناس” و”لاباس” و”ما لم يقل” و”360 درجة” إلى جانب خروج الإعلامي نوفل الورتاني من القناة والتحاقه بقناة “التاسعة”.
معطيات تضع الحوار التونسي أمام ضرورة إيجاد بديل يعوّض فراغا سيخلّفه الورتاني الذي تتصدر برامجه نسب المشاهدة إلى جانب التجديد في البرمجة.
وفي هذا السياق تشير مصادر من داخل القناة إلى أنه تمّ تأجيل إنطلاق البرمجة فيها وإلى أنّه يجري التفكير في برمجة جديدة، مضيفة أنه لم يتمّ الحسم في فلسفة هذه البرمجة وأن التفكير ينحصر بين خيارين أساسيين: إما أن تكون برمجة خفيفة وترفيهية أو شاملة ومتنوعة تضم البرامج السياسية والاجتماعية والاستقصائية وغيرها.
وأكدت نفس المصادر أنّ برمجة القناة ستشهد نُقلة نوعية هذا الموسم.
من جهة أخرى تُعدّ قناة “التاسعة” نفسها للمنافسة على تصدّر المشهد البصري خلال الموسم الجديد بعد ظفرها بحقوق بث برامج شركة الإنتاج “كاكتوس” وتعاقدها مع نوفل الورتاني رغم تشكيك البعض في نزاهة المنافسة.
واللافت أنّ قناة “نسمة” تخرج للمرة الأولى عن المنافسة المباشرة مع قناة الحوار التونسي إذ لم تعلن بعد عن أية برمجة تذكر أو مسلسلات جديدة ستعرضها هذا الموسم.
أما قناة “قرطاج +” فقد كشفت عن نوايا دخول المنافسة في الموسم التلفزي بعد التعاقد مع الإعلاميين معز بن غربية وإلياس الغربي.
اللافت أنه أمام احتدام التنافس بين القنوات الخاصة في البرمجة وفي السعي إلى كسب ثقة المتفرّج بدت القناتان الوطنيتان الأولى والثانية غير معنيتين تماما بهذه المنافسة ولم تعلن اي منهما إلى حد الآن عن برمجة قد تشد المشاهدين واكتفيا باجترار مسلسلات التسعينات وبداية الألفية.