الشارع المغاربي – حاوره العربي الوسلاتي : هو من بين الأسماء التي نشطت كثيرا في الساحة الرياضية منذ الثورة وكانت تحرّكاته بغطاء سياسي بحكم انتمائه لحركة النهضة…كان رئيسا سابقا للنادي الرياضي لحمام الأنف ثمّ عضوا بمكتب الرابطة المحترفة لكرة القدم فضلا عن دوره الريادي صلب حركة النهضة كونه المستشار السياسي للشيخ راشد الغنوشي ومدير تشريفاته. عادل الدعداع الرجّل الفاعل في المشهد الرياضي ببهارات سياسية توارى عن الأنظار في الفترة الأخيرة منذ خلافه الشهير مع رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء يعود اليوم الى الواجهة من بوّابة الانتخابات البلدية حيث ترشّح على رأس قائمة النهضة في حمام الأنف. عن كرة القدم التونسية والجريء ووزارة شؤون الشباب والرياضة وثنائية السياسة والرياضة حدّثنا الدعداع في الحوار التالي.
عرفك الجمهور الرياضي عند تقلّدك منصب رئيس جمعية حمام الأنف ثمّ سرعان ما تورايت عن الأنظار؟
صحيح فضلّت الابتعاد عن الساحة الرياضية لأنّني غريب عن هذه المنظومة التي لا تعترف بنظافة اليد وبالنصيحة وبمصلحة الرياضة التونسية. في تونس إمّا أن تكون تابعا لهذه المنظومة أو يلفكّ النسيان ويطالك التجميد.
المنظومة هذه الكلمة يتداولها الجميع الآن في الشارع الرياضي ولم نعرف بعد ما هي عناوينها الرئيسية بمعنى أننا نسمع عنها ولا نراها فمن هي ومن يقف وراءها؟
المنظومة هي مجموعة الأشخاص التي تمسك بدواليب كرة القدم التونسية والتي تتحكّم في كلّ كبيرة وصغيرة فيها ورئيسها هو وديع الجريء الذي يعتبر الرجل الاقوى في الكرة التونسية ويفعل ما يحلو له ومن يخرج عن طوعه “يتحطّم“.
شاهد ماذا يحدث في قطاع التحكيم وستفهم حجم الخور الذي ينهش جسد الكرة التونسية.
ومن أين استمدّ الجريء كلّ هذه القوّة؟
وديع الجريء تغوّل… هو استفاد من تشابك مصالح الأندية الكبيرة واستفاد من دعم بعض الأشخاص واحتمى بغطاء الفيفا وبعد أن ثبّت أقدامه أًصبح يمارس جبروته على الكلّ دون مبالاة بدليل خلافاته المتعدّدة مع الأندية وحتى مع الجهات.
ولكن البعض يحملّك ويحمّل حركة النهضة مسؤولية ثباته الى حدّ اللحظة باعتبار أنّ عديد الروايات تفيد بأنّ رئيس الحركة هو الذي حال دون الاطاحة به من المكتب الجامعي؟
غير صحيح… النهضة لم تحم وديع الجريء وكلّما في الامر أنّي كنت وراء عقد لقاء جمع رئيس الجامعة بالشيخ وكان الغرض وقتها مصلحة الكرة التونسية والشيخ كان يبحث عن تغليب المصلحة الوطنية دون المساس بمصداقية كرة القدم التونسية ولكن الجريء بعد أن نجا من حكم المحكمة الادارية أدار ظهره للجميع ولم يحترم أحدا لا الشيخ ولا الحركة و“عضّ اليد التي تمدتلو“. الحركة كانت تبحث عن الاستقرار في كل المجالات بما في ذلك المجال الرياضي والحركة ضدّ تسييس الرياضة ولكن رئيس الجامعة استعمل هذه الورقة لإنقاذ رأسه فقط.
وكما قلت الجريء استفاد من دعم بعض الأشخاص وليس الاحزاب كما يروّج له.
ولماذا تحميل الجريء المسؤولية كاملة في ما يسمّى بمنظومة الفساد؟
لأنّ الجريء تغوّل واستقوى بهذه المنظومة…عندما كنّا في مكتب الرابطة كان الجريء “يحكم بأحكامو“… مكتب الرابطة تحت قبضته وتعيينات الحكام كذلك… الجميع يعرف أن محمّد الدبابي “فاسد كبير” لكن الجريء أعاد تعيينه لأنّه اليد التي يضرب بها الأندية ويهددها بشبح النزول في صورة عدم التصويت له في انتخابات الجامعة. حتى الأمن تضرّر من هذه المنظومة الفاسدة لأنّ حقوقهم غير محفوظة والجامعة لا تبالي بذلك وكلّ ما يهمها هو خدمة مصالحها وجعل الاندية تحت سيطرتها وتحت لوائها. الجريء رجل معارك بامتياز ولا يعير أيّ اعتبار لخصومه ونتذكّر جميعا معركته مع النجم التي حولّها الى معركة جهويات بين الساحل والجنوب. نتذكّر جميعا خطاب “الملية والميني” ونلاحظ كيف تغيّرت الخارطة الرياضية في تونس بإقصاء فرق الشمال على حساب فرق الجنوب التي نكن لها كلّ الاحترام والتقدير ولكن وديع الجريء أوقد النعرات الجهوية لخدمة أجندته الشخصية.
أنت رجل فاعل في حركة النهضة الحزب الحاكم في البلاد وتتكلّم بلغة العاجز فأين مؤسسات الدولة للتصدّي لهذه المنظومة إذا كانت ادعاءاتك صحيحة؟
الدولة منشغلة بما هو أهمّ من كرة القدم التونسية والجريء يلعب على هذه الورقة ويستخدم فزّاعة الفيفا والحركة لا تنجو من الانتقادات والتهم إن تدخلّنا في شأن مماثل… للأسف في تونس هناك شيطنة غير مبرّرة للحركة ولكلّ ما تقوم به…حركة النهضة كابوس يؤرق البعض ويستخدمه معارضونا لتخويف التونسيين والحال أنّنا جميعا شركاء في بناء الدولة الحديثة وبإخراج تونس من هذا المأزق الذي يحاصرنا من كل الواجهات.
نحن دائما في الحركة نبحث عن مصلحة تونس واستقرارها ونرفض تسييس الرياضة ولكن للأسف الجميع منشغل بالمصالح الشخصية الضيقة دون مراعاة للمصلحة العامة.
البعض وصف معارضتك لوديع الجريء بالخلاف الشخصي؟
خلافي مع الجريء بسبب سياساته وممارساته كما أنّه تنكّر لي ولم يعر بالا للنواميس والأخلاق ولم يضع في حسبانه أنّه تهجمّ على مستشار رئيس الحركة الذي وقف الى جانبه في يوم من الأيّام. قد يكون الجريء منتشيا الآن بهاجس القوة الذي يتملّكه ولكن عليه ألاّ ينسى أنّ دوام الحال من المحال… هو الآن بسط نفوذه على كرة القدم التونسية وحتى عائلته دخلت في اللعبة… فقط أٌقول للجريء بأنّ “بن علي طيحتو عايلتو والفاهم يفهم“.
وماذا عن سلطة الاشراف وكيف تقيّمون عمل الوزيرة ماجدولين الشارني؟
في الحقيقة في تونس قمنا بثورة شملت كلّ الاختصاصات ولكنها استثنت المجال الرياضي. وزارة شؤون الشباب والرياضة نائمة في العسل ولا تبالي بكلّ الخلافات والخصومات وتهم الفساد التي تلاحق كرة القدم التونسية. في السابق كانت الكرة تجمعنا أمّا اليوم فقد أصبحت تفرّقنا والوزيرة أمام كلّ هذا لا حياة لمن تنادي.
البعض كان ينتقد طارق ذياب عندما كان وزيرا ولكن الحقيقة هي أنّ الرجل رغم بعض النقائص اجتهد وفتح عديد الملفات خاصة المتعلّقة بالبنية التحتية. هو يبقى شئنا أم أبينا “ولد دومان” ويفهم ولكن السيدة الوزيرة تم تكريمها بتنصيبها في وزارة واختصاص لا تفهم منه شيئا… هي كانت في منصب كاتبة الدولة المكلّفة بملفّ شهداء وجرحى الثورة ثم وضعوها في مكان لا يناسبها… إذا كانوا يصرّون على “توزيرها” فقد كان الأجدر إعطاؤها وزارة المرأة أو شيئا من هذا القبيل ولكن وزارة الرياضة لا تصلح لها… ليست لي تحفظات شخصية عليها ولكن شاهد الوضع وما يحصل حول الوزارة وعاين المنشآت والبنى التحتية في تونس وستفهم أنّها ليست في المكان المناسب.