الشارع المغاربي : قال أمين عام حزب التيار الديمقراطي والنائب عن الكتلة الديمقراطية بمجلس نواب الشعب غازي الشواشي، مساء اليوم الأحد 25 مارس 2018، إنّه “بصدد التشاور مع مجموعة من النوّاب من مختلف الكتل لإمضاء عريضة لسحب الثقة من السيد محمد الناصر لفقدانه الشرعية والمشروعية لرئاسة مجلس نواب الشعب”، وذلك وفق ما جاء حرفيا في تدوينة نشرها على صفحته بموقع “فيسبوك”.
يأتي ذلك بعد يوم من تأجيل الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب المخصّصة للتصويت على قرار التمديد في عمل هيئة الحقيقة والكرامة بسبب ما شهدته من توتّر غير مسبوق. وقد أقدم النائب عن الكتلة الديمقراطية مبروك الحريزي، خلال الجلسة، على المطالبة بمحاكمة رئيس البرلمان محمد الناصر واتّهمه بـ”الخيانة العظمى”، وقال حرفيا: “أنا اليوم مستعد باش نوقف هذه المهزلة الانقلابيّة بكلّ الوسائل، أنا اليوم داخل هذا المجلس انتحاري باش نقصفكم”.
في المقابل، أعرب رئيس مجلس نواب الشعب عن استنكاره لتصريحات الحريزي، قائلا: “هناك من هدّد بتفجير نفسه واتهمني بأني لست في مكاني.. لا أريد أن أجيب كي لا أؤجج الأجواء.. هذا الموضوع سينظر فيه البرلمان وسيتحمّل فيه مسؤوليته”.
والجدير بالملاحظة أنّ ما ذكره النائب عن الكتلة الديمقراطية غازي الشواشي يبدو نوعًا من التصعيد لمحاولة ممارسة الضغط على رئاسة المجلس، باعتبار عدم صحّة اشتراك نواب “من مختلف الكتل” مثلما قال في التشاور حول إمضاء عريضة سحب الثقة. فمن المعلوم أنّ أكثر الكتل البرلمانية وأكبرها عدديا تتعارض كلّيا مع ذهب إليه، منها على الأقلّ كتلة نداء تونس وكتلة الحرّة التابعة لحزب مشروع تونس والكتلة الوطنيّة وكتلة آفاق تونس. وهذا دون اعتبار كتلة حركة النهضة التي قد لا تجرؤ على شنّ حرب معلنة على حزب نداء تونس في الوقت الراهن.
يُذكر أنّ الكتلة الديمقراطية التي ينتمي لها الشواشي لم تصدر أيّ اعتذار عن العبارات الخطيرة التي تلفّظ بها مبروك الحريزي، المذكورة أعلاه، بل أنّ النائب في الكتلة وأمين عام حزب الحراك عماد الدايمي ثمّن ما أتاه الحريزي، قائلا في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”: “شكرا لصديقي مبروك الحريزي ساهمت بقوّة ورجولة في التصدي للمؤامرة.. كل التضامن معك أمام كلاب المنظومة الناهضة”.