الشارع المغاربي – قسم الثقافة: احتضن فضاء “الرّيو” ليلة أمس الثلاثاء 5 جوان 2018 عرضا فنيا بعنوان “مرقوم” لكل من نبيل بن علي ونزار السعيدي.
العمل موسيقي فرجوي بحت يضم 40 فنانا بين مغنين وعازفين مختصين في الموسيقى الفلكلورية والغربية وراقصين، اجتهدوا كلهم في تقديم مادة تراثية غنائية تونسية بتوزيع معاصر حافظ على الأصل في إيقاع وكلمات الأغاني، واستلهم عناصره الجمالية من قطعة زربية “المرقوم”.
اجتهد هؤلاء الفنانين فقدموا للجمهور الذي غصت به قاعة “الريو” الضيّقة مجموعة من اللوحات الغنائية والراقصة على أنغام الطبل و”القْصبة” والالات المعاصرة وثّقت كلّها لمراحل صناعة “المرقوم” .
انطلق العمل على الجانب التشكيلي البنيوي أولا ومحاولة تحويل رموزه وصوره إلى مفردات فرجوية حية أي إخراج “المرقوم” من طوره التراثي الحرفي كقطعة نسيج إلى طور إبداعي فني يستعان به في التصور السينوغرافي للعرض في تشكيل الفضاء وتصميم الإضاءة، كذلك ما ترويه الصور والمشاهد المنسوجة من حكايات، وفيه تسجيل للأحداث والممارسات اليومية في الجانب الميثيولوجي للاثر التراثي.
وقد شارك في هذا العرض عدد من الفنانين ذوي الأصوات القوية وذات الطابع الشعبي و”البٍدْوِي”، بجملة من الاغاني التراثية التي ألفها المتلقي لدى كبار الفنانين الشعبيين على غرار الراحل اسماعيل الحطاب ومنها “بكرة الأمراس “، “سوق وربّص”، “مصبرني على جفاك” و”ردّي عليّ” و”اركزي على الرملة” وأغان كثيرة لم تكن كلماتها واضحة لخلل في التقنيات الصوتية التي أغفلها الجمهور للاستمتاع باللوحات الفرجوية الراقصة على أنغام آلات الفن الشعبي التي أعادته إلى أجواء الكافيشانطة في رمضان زمان…
لكن أغلب اللوحات الكوريغرافية لم تواكب محتوى العرض فبدت حركات الراقصين والراقصات متثاقلة بعض الشيء ولا تتماشى مع الايقاع القوي المنبعث من بعض الالات العصرية وقد يكون ذلك بسبب ضيق ركح قاعة “الريو” أو عدم التحضير المحكم لعرض شامل جمع طبوعا موسيقية متعددة من كل الجهات التونسية تقريبا..
حاول عرض “المرقوم” نسج فسيفساء جملية تسحر الناظر بألوانها الزاهية والمتناغمة كقطعة زربية (مرقوم) الا انه كانت هناك اخلالات تقنية بدت واضحة ولكنها تبقى هفوات خارجة عن نطاق المخرج نزار السعيدي الذي اجتهد في تأمين عرض لاقى استحسان الجمهور المتعطّش لأجواء “الكافيشانطات”.