الشارع المغاربي-منى الدندان : تسببت الأزمة بين أنقرة وواشنطن في تدني سعر صرف الليرة إلى مستويات غير مسبوقة. فمنذ بداية العام فقدت العملة التركية قرابة أربعين في المئة من قيمتها أمام الدولار الأمريكي. وفيما تقول السلطات التركية إنها تبذل قصارى جهدها لفرض استقرار سعر صرف الليرة ومنع تدهورها أكثر، وجد العديد من السياح في انخفاض العملة التركية فرصة ذهبية وجب استغلالها للتسوق خاصة.
وظهر تأثير انهيار العملة في عدة مجالات من ذلك أن تذكرة الدخول إلى المعلم الأثري آيا صوفيا الذي يُصنف ضمن الثراث الثقافي العالمي تساوي أربعين ليرة أي حوالي ستة دولارات ونصف حاليا فيما نفس التذكرة كانت تعادل العام الماضي قرابة 11 دولارا بما يعني ان سعر الدخول اصبح يساوي اليوم 16 دينارا تونسيا. فسعر صرف الدولار يقدر حاليا بحوالي ست ليرات، فيما كان يساوي الصيف الماضي زهاء 3.5 ليرات وهو ما يغري السياح على الإقبال أكثر على جميع الخدمات من مطاعم ومقاهي وأسواق تجارية وغيرها.
ورغم ان تذني الليرة التركية يُعتبر فرصة بالنسبة للسياح وللتجار أيضا الذين يتوجهون بشكل كبير لتركيا التي تعد احد اهم مصادر الملابس الجاهزة التي يتم بيعها في عدد من المحلات التونسية الفاخرة منها أو العادية ، فإن الارتفاع المجنون في أسعار الرحلات الجوية قلل من أهمية انهيار قيمة العملة التركية.
وأكد جُل مُمثلي وكالات الأسفار الذين اتصل بهم “الشارع المغاربي “نفاد الأماكن بالكامل لرحالتهم المتجهة نحو اسطنبول الى حدود يوم 14 سبتمبر القادم اي قبل يوم من العودة المدرسية ، والوكالات التي كانت تضع اسعارا تتراوح بين 1100 و1300 دينار للرحلة تشمل تذكرة الطائرة والاقامة وبعض النزهات زادت في التعريفة التي اصبحت لا تقل عن 1600 دينار بالنسبة لمن قاموا بالحجز قبل منتصف شهر اوت .
واكد مصدر من الخطوط التونسية لـ”الشارع المغاربي” أن أسعار التذاكر الى تركيا وصلت الى حد 1670 دينارا رافضا التعليق على السعر لافتا الى أن أسعار التذاكر التي تتراوح في الايام العادية بين 500 و800 دينار تشهد ارتفاعا في اوقات الذروة وان ذلك يبرر ارتفاعها في ظل الزحف التونسي نحو الوجهة التركية.
من جهتها، تتوقع السلطات التركية أن يبلغ عدد السياح الأجانب عام 2018 أرقاما قياسية، وبأن يناهز 40 مليون سائح مقارنة بـ 32 مليونا العام الماضي وأن تصل عائدات السياحة إلى 32 مليار دولار مقابل 26 مليار دولار العام الماضي.
