الشارع المغاربي- منى الدندان : بعد سلسلة من المشاورات اجراها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مع الفاعلين الاقتصاديين بالخصوص ، من المنتظر أن يدلي نهاية هذا الاسبوع أو بداية الاسبوع القادم على اقصى تقدير بحوار تلفزي قد يكون الأول الذي يجريه الرئيس على المباشر.
وعلم “الشارع المغاربي” ان الحوار المرتقب الذي يعد له الرئيس قائد السبسي منذ فترة سيحسم بشكل نهائي في الازمة السياسية المتواصلة منذ اشهر والتي افضت إلى اعلانه يوم 28 ماي 2018 تعليق مشاورات قرطاج 2 من جهة ورفض الاتحاد العام التونسي للشغل منذ ايام استئنافها من جهة اخرى.
وأكد مصدر من الاوساط الاقتصادية كان من بين من استشارهم الرئيس واستمع ” طويلا” لتقييمه للوضع وللحلول الممكنة أن الباجي قائد السبسي قرر الحسم وانه سيتوجه للبرلمان وسيُفعّل الحل الدستوري المتمثل في الفصل 99 من الدستور .
ومنذ فترة ـ اعدت الدوائر الاستشارية للرئيس قائد السبسي قراءة للفصل 99 ، وما اذا كان يفرض حتمية حضور الرئيس في المجلس يوم الجلسة العامة ، وقد يكون تم توسيع الاستشارة لتشمل خبراء آخرين.
وكان الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي قد دعا صراحة للحسم في الازمة بمجلس نواب الشعب ، واعتبر بشكل يوحي بأنه على اطلاع بخطوات الرئيس القادمة في هذا الاتجاه أن البرلمان هو المخول لحسم الأزمة.
ويقول الفصل 99 “لرئيس الجمهورية أن يطلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقة في مواصلة الحكومة لنشاطها، مرتين على الأكثر خلال كامل المدة الرئاسية، ويتم التصويت بالأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس نواب الشعب، فإن لم يجدد المجلس الثقة في الحكومة اعتبرت مستقيلة، وعندئذ يكلف رئيس الجمهورية الشخصية الأقدر لتكوين حكومة في أجل أقصاه ثلاثون يوما طبقا للفقرات الأولى والخامسة والسادسة من الفصل 89. عند تجاوز الأجل المحدد دون تكوين الحكومة، أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب، لرئيس الجمهورية الحق في حل مجلس نواب الشعب والدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في أجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما”.
الجدير بالذكر أن الرئيس كان قد رفض اقتراحا قدمه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خلال احدى جلسات مشاورات وثيقة قرطاج 2 يقضي بتفعيل الفصل 99 وعلّق على هذا الطلب بالقول وقتها “دبّر على روحك”.
والسؤال المطروح في صورة قرر الرئيس فعلا تفعيل هذا الفصل ، هو قطعا موقف حركة النهضة ، ونذكر هنا أن مكتبيها السياسي والتنفيذي المنعقدين خلال هذا الاسبوع رفضا اي حل لانهاء الازمة لا يمر عبر الآليات الدستورية ، وان يكون المُبادر بتفعيلها الرئيس قائد السبسي عبر الفصل 99 او نداء تونس من خلال الفصل 95.
فهل ستصطف النهضة مع الشاهد وتمنحه اصوات نوابها ؟ ام انها ستُبقي على التحالف مع الرئيس قائد السبسي وتتخلى عن رئيس الحكومة مثلما فعلت ذات يوم مع الحبيب الصيد ؟ وهل ستكون الكتلة الجديدة “الائتلاف الوطني” فاعلة في الصراع القادم في البرلمان ؟ .. موضوع للمتابعة .