ذنب حافظ قائد السبسي الوحيد أنه ابن رئيس الجمهورية
الكرة كالسياسة الزوز خايبين
الشارع المغاربي: العربي الوسلاتي: لم يغادر النجم الرياضي الساحلي مربّع الأزمات بعد رغم توفّقه نسبيا في الخروج من أزمة الشكّ التي لاحقته منذ الانسحاب القاري أمام الغريم الأزلي الترجي الرياضي التونسي في ربع نهائي كأس رابطة الأبطال الافريقية من خلال تحقيق العبور الى الدور الـ16 للبطولة العربية. الانسحاب القاري كانت ولازالت له رجّات عكسية أثّرت على استقرار الجمعية وجبهة المعارضة ضدّ خيارات واختيارات رئيس النادي الدكتور رضا شرف الدين بدأت رقعتها في الاتساع تدريجيا مع تتالي العثرات على الصعيد الافريقي.
رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين الذي توارى عن الأضواء في الفترة الأخيرة تحدّث لـ”الشارع المغاربي” عن خيبة رابطة الأبطال وعن حقيقة الوضع داخل النادي تسييريا وفنيّا وكشف عن عديد النقاط التي شغلت الشارع الرياضي في سوسة.
– قبل الدخول في صميم الموضوع, هل تبرّع رضا شرف الدين الى ضحايا الفيضانات التي غمرت نابل في الفترة الأخيرة؟
في الحقيقة لا أودّ الخوض في هذه المواضيع. هذه مسألة شخصية والانسان ليس مطالبا بالكشف عن مثل هذه المسائل. شخصيا لست مقتنعا بهذه السلوكات ومن يريد التبرّع فليفعل ذلك في صمت وبينه وبين خالقه ولا داعي للتشهير والاشهار.
– لكنّها كانت مجرّد هبّة وطنية لتحريك الضمائر؟
هذا من باب الواجب ولكن كما قلت أنا لا أميل الى مثل هذه التصرّفات رغم أنّي أحترم الجميع ولست بصدد اللوم ولكن قناعاتي تجبرني على التزام الصمت و”السترة” في مثل هذه المواضيع الحساسة. وهذه هي قناعاتي…
– على ذكر القناعات, يعتبرك البعض “صحيح راس” ولا تتأثّر بالانتقادات ولا وبموقف الجماهير ولا حتى بالنتائج على المستوى الرياضي؟
كلّ شيء له حقيقته…كرة القدم لها حقيقتها… هناك مسائل نستطيع التحكّم فيها ومسايرتها وهناك بعض النقاط التي تكون خارج دائرة التكهنات وخارج السيطرة. لذلك نسعى دائما للتعامل مع كلّ التطوّرات بأكثر عقلانية ورصانة دون الوقوع في فخّ الترقيع.
– رضا شرف الدين راض عن مسيرة النجم الساحلي؟
بلا أدنى شكّ لست راضيا على الفريق ولا على مسيرته… البطولة الافريقية كانت من بين الأهداف المرسومة في الفريق وكنا نمنّي النفس بالوصول الى المباراة النهائية ولم لا الفوز باللقب القاري. وكهيئة مديرة كنا نطمح الى التتويج لذلك لست راضيا عمّا تحقّق لكن تلك هي أحكام كرة القدم وعلينا العمل سريعا على تجاوز هذه الخيبة.
– هل مازلت قادرا على تحمّل الضغط الكبير الذي يمارسه الشارع الرياضي في سوسة من جمهور ومن بعض المحسوبين على الفريق؟
الحمد لله لي القوّة على تحمّل الضغوطات ولي التجربة والخبرة والعمر الكافي لتجاوز كلّ الهزات التي تعترضني. لست بصدد رسم صورة مغلوطة عنّي ولكن هذه حقيقتي وأنا على قدر المسؤولية.
– البعض يتحدّث عن تغييرات جوهرية مرتقبة ستحصل داخل الفريق سواء على المستوى الاداري أو الفنّي؟
أوّلا دعني أقول إنّ تركيزنا كان منصبّا على مباراة البطولة العربية التي يبقى لقبها من بين الأهداف المرسومة للفريق لذلك لم يكن لنا الوقت الكافي لتقييم وضع الفريق لكن هذا لا يعني أنّنا لن نجلس لتقييم الوضع والوقوف على نقاط الخلل والفشل حتى نتجاوزها سريعا ولكن بالهدوء ودون تسرّع. لكن قبل الوصول الى تلك المرحلة علينا أوّلا الاعتراف بأنها كانت مباراة كرة قدم وفيها الربح والخسارة وكنا جميعا ندرك أنّ هزيمتنا أو هزيمة الترجي كانت ستعني لنا ولهم الكارثة بحكم أهمية الرهان وحاجة الفريقين إلى تحقيق الترشح والكارثة كانت بانسحابنا نحن. النجم كان أقوى على الورق لكن لغة الورق ليس لها سلطان على قانون اللعبة. للأسف وددنا لو واجهنا الترجي في المباراة النهائية على الاقل سنضمن وقتها أن يكون اللقب تونسيا.
– هل كنت تراهن على فوز النجم في ظلّ الامكانات البشرية والفنيّة التي يملكها في الوقت الراهن؟
لو تعاد مباراة سوسة ربّما تكون النتيجة مغايرة لكن بعض الجزئيات للأسف هي التي خذلت النجم.
– هل يتحمّل الاطار الفنّي مسؤولية الهزيمة أمام الترجي ذهابا وإيّاب؟
لا تنتظر منّي أن أحمّل طرفا دون آخر مسؤولية الفشل… لست من هواة نظرية كبش الفداء. المسؤولية يتحمّلها الجميع من طاقم فنّي وإداري وطبّي ولاعبين ولكن بعد التقييم سنعرف الطرف الذي يتحمّل المسؤولية الأكبر في هذا الإخفاق.
– استنادا الى موجة الانتقادات المتصاعدة يوما بعد يوم بمحيط الفريق هل يشعر رضا شرف الدين بالعزلة؟
“علاش”…؟ هل يستحق تسيير جمعية 20 رئيسا؟ في كلّ النوادي نجد مسؤولا واحدا هو الذي يتخذ القرارات المصيرية في الفريق وهو الذي يسيّر قاطرة الجمعية. ومن المتعارف عليه أنه “كي يكثرو الربان تغرق السفينة”. ثمّ ما الذي ينقص النجم الساحلي في الوقت الحالي؟ لدينا رئيس جمعية ولنا رئيس فرع ومدير رياضي وإطار فنّي… ما الذي ينقصنا؟ والنجم الساحلي كيف كان يسيّر في السابق؟؟؟
– البعض يتّهمك بأنّك أقصيت “أولاد” النجم؟
“شكون ولادها”؟… النجم الساحلي ثابت لا يتغيّر والدنيا لا تقف على بعض الأشخاص والأسماء. هناك من تحمّلوا المسؤولية في وقت سابق وقدّموا خدمات كبيرة للفريق لكن النجم لا يتوقّف على أحد ولكل فترة رجالها والموجودون حاليا في النجم هم كذلك أولادها.
– رضا شرف الدين رجل يرتدي العديد من القبّعات بين عالم المال والأعمال والرياضة والسياسة ؟
أحاول التوفيق بين هذه المسؤوليات وكلّ ما يشغلني هو خدمة هذا الوطن.
– لذلك أصبحت تفكّر في الترشّح لرئاسة الجمهورية؟
هذا الكلام قيل في إطار معيّن والهدف منه كان معلوما لكن البعض يحاول توظيفه للتشكيك في نوايانا. الجميع يعرف أنّ رضا شرف الدين محبّ لوطنه ولا تستهويه المطامع مهما كانت طبيعتها ومن يروّج لطموحاتي السياسية هدفه التشويش فقط.
– لكن هذا الطموح يبقى مشروعا وأنت رجل تشق غمار السياسة بثبات؟
طموحي معلوم ومكشوف… أنا رجل يحبّ الخير لوطنه وما يعنيني فقط هو أن تتجاوز تونس أزمتها وتستعيد عافيتها بعيدا عن المناصب وهوس الكراسي. طموحي ليس شخصيا بقدر ما هو رغبة جماعية في النهوض بالبلاد والعباد والعودة إلى مسارنا الطبيعي في بلد يطيب فيه العيش.
– هذه النظرة المتفائلة هل تراها تنطبق على ما يحصل داخل حزبكم حركة نداء تونس من تجاذبات وانشقاقات وانقسامات؟
يجب أن تعود… علينا ترميم الصفوف مجدّدا. لنكن واقعيين تاريخ البلدان لا يقام على يوم أو اثنين ولا على حالة عرضية عابرة. الوضع الحالي للنداء لن يكون هو نفسه غدا والأمور لن تستمر على هذه الحال.
– هل تعتقد أن الحزب قادر على استعادة توازنه ومكانته؟
بطبيعة الحال لكن شريطة أن يكون هناك توافق وصدق وتسليم تام بقانون اللعبة وبمبدأ الديمقراطية… نحن مقبلون على مؤتمر سيكون مفصليا في تاريخ الحزب وبعودة بعض القيادات يمكن أن يستعيد الحزب توازنه وعافيته.
– أنت من بين القلائل الذين لم ينقلبوا على مدير المكتب التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي؟
حتى الوفاء أصبح عيبا في هذه البلاد؟ هل من العيب أن أبقى في صفّ حافظ قائد السبسي؟ هل أصبحت مساندة حافظ قائد السبسي تهمة؟
– التطورات الحاصلة داخل الحزب توحي بذلك
“علاش… حافظ مجرم ولاّ ناقص” حتى نعتبر الوقوف في صفّه جريمة ؟؟؟ بعض منتقدي حافظ والمنقلبين عليه لا يعرفون حقيقة الرجل ولا يعرفون معدنه ولا شخصه. هذه أحكام مسبقة وما يتعرّض له حافظ قائد السبسي سببه الوحيد هو أنه ابن رئيس الجمهورية وهذا ذنبه الوحيد وهو في نظري ضحيّة.
– رغم أنّك من مساندي حفاظ يرشّحك البعض لتكون خليفته المرتقب على رأس الحزب؟
هذا مجرّد كلام للتشويش لا غير. الحزب مقبل على مؤتمر انتخابي وقواعد الحزب هي التي ستحدّد ذلك عبر صناديق الانتخاب. بالنسبة لعلاقتي بحافظ لا أخفي سرّا عندما أقول إنّني من أشدّ معارضيه ولكني أوّجه نقدي له مباشرة وليس في وسائل الاعلام بحثا عن الظهور وخدمة لمصالح الشخصية. وما يحصل للرّجل عيب ولا يليق بحزب يستمد عماده وقوته من قانون اللعبة الديمقراطية.
– حتى نختم أيّهما أسوأ عالم الكرة أو عالم السياسة؟
(ضاحكا)… يكفي أن تلامس انطباع الناس في الشارع وستعرف طبيعة المناخ السياسي والرياضي الذي نعيشه… حالة الاحباط على الصعيدين تكفي مؤونة التعليق. “
الكرة مثل السياسة الزوز خايبين”.