الشارع المغاربي – وكالات : قال الرئيس الجديد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني إنّ “الاتّحاد سيركّز في المرحلة القادمة على توسيع باب الاجتهاد في الفقه الإسلامي وإنتاج رؤى شرعية لمختلف القضايا المعاصرة باعتبارها قضايا غير مسبوقة، ولا يمكن أن نعالجها بفقه أبو الحسن الماوردي أو أبو المعالي الجويني أو حتى عبد الرحمان ابن خلدون، بل لا بدّ من الاستفادة مما مضى ونعالج ما استجد برؤانا واجتهاداتنا”.
وأضاف الريسوني، في مقابلة أجراها معه موقع “الجزيرة.نت”، أنّه “على الاتحاد توسيع باب الاجتهاد في العلوم الشرعية وضبط آلياته وإدخال عناصر جديدة عليه كالاعتماد على العلوم الحديثة والعلوم الاجتماعية وإدخال عنصر المقاصد أكثر فأكثر”.
وتابع “هذه كلّها تطلعات تعبر اليوم عن نفسها في صفوف العلماء، ونحتاج أن ندفع بها ونقعّدها، الاتحاد يضع على عاتقه مهمّة التجديد والاجتهاد وضبط مناهج الاجتهاد لدى علماء الأمّة، وليست هناك أيّة دولة تتدخّل في عمل الاتحاد أو تطلب شيئا منه أو تملي عليه شيئا أو تعترض على شيء”.
ولفت المتحدّث إلى أن “قطر دعمت الاتحاد منذ تأسيسه ولا تزال تدعمه وأن تركيا تدعمه الآن ماديا ومعنويا”، قائلا “هذا شيء لا غبار عليه ولا يجب أن نخفيه، بل نعتز به وندعو كافة الدول إلى أن تحذو حذو هاتين الدّولتين لأن هذا الاتحاد مفتوح لكافّة الدول الإسلامية.. وأقول الدول وليس الشعوب والأفراد فقط.. نحن نعمل على أن تصبح مؤسسات الاتحاد تمثّل العلماء وإرادتهم ووجهة نظرهم، ونريد أن تنتفي أكثر فأكثر صفة الشخصنة والظرفية وأن يتم استكمال بناء مؤسسات الاتحاد، وتمتين العلاقات بين أعضائه من جهة، وبينهم وبين سائر العلماء وهيئات العلماء الأخرى المحلية من جهة ثانية”.
وأعلن أنّ الاتحاد يسعى إلى إعداد وثيقة قريبا يُحدّد فيها ما يتدخل فيه وما لا يتدخل فيه وكيفية التدخّل وشروطه، مشدّدا بالقول “نريد أن يكون العلماء متفاعلين مع محيطهم ومؤثّرين فيه، ونريد لأنفسنا أن نكون كذلك، كما أننا لا نستطيع أن نغرق في يوميات الجدل السياسي لأننا سنتحوّل حينها إلى تنظيم سياسي أو حزب أو حكومة”.
وفي إجابته عن سؤال “ما المقصود بما جاء في البيان الختامي للاجتماع الأخير للجمعية العمومية للاتحاد حول أنّ من مهام الاتحاد إصلاح النظام الاجتهادي؟”، قال أحمد الريسوني “المقصود هو أننا إذا كنا ننتقد الأوضاع السياسية ونطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية، فيجب أن نلتفت إلى أنفسنا وإلى صفوف العلماء وإلى مزيد من جرعات التجديد والاجتهاد والإبداع، علينا توسيع باب الاجتهاد وليس فقط فتحه، فهو مفتوح دائما ومنذ زمان”.
وعلّق على قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي قائلا “هذه القضية هزّت الضمير العربي والإسلامي، والاهتمام العالمي الآن بها والاتجاه نحو تدويلها يُمثّل جزئية ضمن مواقف الاتحاد الداعية إلى احترام الحريات والكرامة وحرية التعبير وحقن الدماء، وكل هذا لا يخرج عن مبادئ الاتحاد”.