وأضاف واصفا المصور الصحفي “كان يدخّن سيجارة، يصمت احيانا يأخذ نفسا وينظر حوله ويتلقّى تحيينا وتلقينا يأتيه من شخص أو أشخاص يرافقونه..” كما وصف رفاق الراحل بـ”فريق العمل والتصوير” الذي قال انهم تحوّلوا معه الى ساحة الشهداء بالقصرين بأنهم فوجئوا باشتعال النيران في جسد عبد الرزاق الرزقي وكأن حدثا ما وقع خارج السياق المتوقع.
وأبرز في هذا السياق “تشتعل النيران.. ولكن في ظهر عبد الرزاق، عادة ما يشتعل المنتحر حرقا من الامام وتكون حركاته مختلفة عما شاهدناه، حركات متخبطة، عمودية، في نفس المكان في اتجاه الخلف او الأجناب مع ما يوحي بأنه يحاول غريزيا إطفاء النار التي تلتهم صدره ووجهه.. على عكس ذلك، يجري الشاب هربا من النار التي تلتهم جسده بسرعة، سرعة يبدو انها فاجأت فريق العمل والتصوير والمرافقة، الى درجة أن الصدمة والذهول غلبت حركات وصرخات رفاقه”.
واتهم بن فرج في نفس التدوينة من أسماهم برفاق عبد الرزاق الرزقي بعدم محاولة انقاذه مبينا في هذا الصدد “شرارة واحدة ولحظات قليلة كانت كافية لتُزهقَ روح عبد الرزاق ولم تترك أملا لرفاقه الذين لم يحاولوا إطفاء النار الا بعد اشتعالها، وقد كانوا معه طيلة اكثر من ساعة: منذ ما قبل التصوير، وخلال التصوير، وبعد التصوير حتى لحظة الاشتعال.. لا أحد منهم تدخّل او نبّه أو نصح أو منع أو بلّغ… فقط اكتفوا بمتابعة العمل والتصوير والمرافقة الى النهاية
ماذا وقع بالضبط؟”.
يذكر ان المصور الصحفي عبد الرزاق الرزقي لقي حتفه بعد وصوله الى المستشفى الجهوي بالقصرين متأثرا بحروقه بعد ان اقدم على إضرام النار في جسده في ساحة الشهداء بالقصرين ونشر قبل الحادث فيديو تحدّث فيه عن الظروف الصعبة التي تعيش على وقعها المنطقة وواقعها المرير داعيا أبناء جهته الى الثورة.