الشارع المغاربي – قسم الثقافة: الممثل فتحي الهداوي ليس ممثلا صامتا ومنزويا، الحركة والأخذ والعطاء والفهم والتفهم والتلقائية طريقه المختصر لعمل ناجح.. قال في أحد تصريحاته إن “التمثيل لحظة جنون” لأنه لا يحفظ أدواره وانما تكتب له كلماتها على لوحات ترفع في أماكن محدّدة أثناء التصوير.. هو الاقدر على التغيير واحداث الفارق مع أنبغ المخرجين وأشهرهم ومع أبسطهم واقلّهم خبرة أيضا..
نجح الهداوي في مسلسليْ “اولاد مفيدة ” و”المايسترو” اللذين يلعب دور البطولة فيهما في شدّ المشاهد ولفت انتباهه وهو امر طبيعي بالنسبة له. فالمتابع لمسيرة الرجل يعي جيّدا مدى قدرته ونجاعته في تقمّص الادوار المركّبة.. هو “الشخص” الذي يموت لتحيا “الشخصية” التي يجسدها وهو حالة متفرّدة انتفى شخص الهداوي لتظهر شخصية “الحاج” تاجر المخدّرات في مسلسل “أولاد مفيدة”.. ذلك الرجل الشعبي رغم ماله الكثير لم يغيّر طباعه “الهمجيّة وغير المتحضّرة” فنراه “مخماخ يحب الاكل ويلتهم الطعام بكلتا يديه لا يستعمل الشوكة ولا السكين رغم منزله العصريّ” و”يطلق اصواتا خلال الاكل والشرب” ونراه يغنّي أغاني ملتزمة (شيّد قصورك للفنان الشيخ امام) رغم انه لا يمتّ الالتزام بصلة.
وفي مسلسل “المايسترو” غاب شخص الهدّاوي لتحضر شخصية “رئيس الاصلاحية” الموظف التونسي بـ”الشاشية” والنظارات الواسعة وبنظرته الثاقبة وصوته الجهوري الذي يبث الرعب في نفوس الأطفال…
لعب الهداوي دور شخصيتين متناقضتين ورغم اختلافهما فقد اثبت جدارته وتفرّده فافتكّ الشاشة وسحب البساط من طاقمي العملين لأنه ببساطة حالة فنية متفردة نرى فيها الشخصية لا الشخص.