الشارع المغاربي-منى المساكني: لا يمكن توصيف تغييب رئاسة الجمهورية اليوم الاثنين 28 اكتوبر 2019 وزير الخارجية خميس الجهيناوي عن اللقاء الدي جمع الرئيس قيس سعيد بوزير خارجية ألمانيا ، الا باهانة غير مسبوقة تعكس موقفا واضحا من الرئاسة تجاه الجهيناوي .
ويتساءل العديدون مع صدور صورة اللقاء ، وتبين مشاركة شخصيتين على الاقل لا صفة رسمية حتى اليوم لهما في الرئاسة ، هما عبد الرؤوف بالطبيب المرشح لمنصب مدير ديوان الرئيس وطارق بالطيب المرشح لمنصب مستشار مكلف بالملف الدبلوماسي ، ان كان وزير الحارجية خارج تونس ، بما قد يخفف من حدة الخطأ الفادح، والانحراف الخطير عن الاعراف الدبلوماسية والبروتوكولية ، امام ضيف من العيار الثقيل .
الاجابة تأتي في برنامج زيارة وزير خارجية ألمانيا ، الذي نشرته وزارة خارجية تونس في شكل بلاغ ، واكدت ان الوزيرين سيعقدان ندوة صحفية مشتركة ، يبدو أنه تم الغاؤها ، وان لقاء ثنائيا سيجمعهما في مقر الوزارة قبل الندوة ، بما يؤكد ان الرئاسة غيبت الوزير التونسي الذي يعد بالنسبة للمقربين من الرئيس الجديد “احد رموز التطبيع” باعتباره كُلف خلال عهد بن علي بالاشراف على التمثيلية التونسية بـ”تل أبيب”.
ونقلت الاعلامية مريم بلقاضي في برنامج “تونس اليوم” عن وزير الخارجية خميس الجهيناوي تأكيده على انه لم يكن على علم أصلا باللقاء الذي انتظم بقصر قرطاج ، وانه تابعه عبر وسائل الاعلام . نفي يبدو ان الوزير اراد من خلاله “المحافظة على ما تبقى له من من ماء الوجه” بعد الاهانة .
هل سيقبل الوزير مثل هذه الاهانة ؟ البعض يتوقع تقديمه استقالته بعد الاهانة التي تعلن ضمنيا قطيعة بينه وبين الرئيس، ولا يبدو ان الجهيناوي لا ينتظر بعد ما حصل البقاء او تعيين في اي منصب مرتقب بعد هذا الموقف ، الذي لا يستهدف شخصه فقط ، بل صورة تونس والدبلوماسية التونسية ولا تُبشر بخير في علاقة بتعاطي المسؤولين الجدد مع شؤون الدولة.