الشارع المغاربي: أصدرت الجمعية التونسية لقدماء السفراء والقناصل العامين بيانا حول إعفاء سفير تونس بالأمم المتحدة المنصف البعتي من مهامه ضمّنته موقفها من قرار اعفائه والطريقة التي تمّ بها، معبرة عن معاني تضامنها معه وحاثّة بقية أعضاء السلك الديبلوماسي التونسي بالخارج على “مزيد البذل والعطاء لما فيه خير تونس وتحقيق مصالحها على الساحة الدولية في كنف الثقة بالنفس وعدم الوهن”.
وجاء في البيان الذي نشره موقع “Le Diplomate Tunisien ” : “ما انفك قرار إعفاء السيّد الزَّميل المنصف البعتي، السفير المندوب القار لتونس لدى المنتظم الأممي بنيويورك، منذ حصوله في مطلع شهر فيفري الجاري، محلَّ استقراءات وتعاليق شتّى على السواء في وسائل الإعلام التونسي أو بالخارج وفي الأوساط الدبلوماسيّة، وذلك بحكم الظرفيّة التي اتُّخذ فيها هذا القرار .
وبديهي أنّ للدولة التونسيّة وللسيّد رئيس الجمهورية، باعتباره رُبّان السياسة الخارجيّة، صلاحيّاتُ اتّخاذ القرار في التكليف أو الإعفاء لمن يمثل تونس، سواءً لدى الدول أو الهيئات والمنظمات الإقليميّة أو الدّوليّة. وحسب الأصول والقواعد المتعارف عليها في الحقل الدبلوماسي، سواء بالنسبة للتسميات والاعتماد أو بالنسبة للإعفاء لمن قلّد مهام سفير لتونس، لا تُصدر وزارة الشؤون الخارجية – ومن باب أولى و أحرى رئاسةُ الجمهورية – بيانات إعلاميّة تعرض شروحا لأسباب التكليف أو الإعفاء من المهام، وكذلك الشأن بالنسبة للدول التي تمسك عن قبول اعتماد مرشح مُقترحَ عليها لتمثيل تونس لديها.
وتأسيسا على ما تقدّم، ما كان على رئاسة الجمهوريّة، ولا على وزارة الخارجيّة أن يُبرِّرَا أو يشرَحَا قرارًا سياديا، حيث يملكان كامل الصلاحيات في تقييم حسن الأداء من عدمِهِ. ومساءلة رؤساء البعثات الدبلوماسيّة في هذا الخصوص تتمّ طبيعيا عبر الآليات المؤسسية وذلك حفظا لناموس المهنة الدبلوماسيّة التي لا تختلف في طابعها وقواعدها وأصولها عن الخدمة ضمن مؤسسة الجيش والأمن الوطنيين، وما تقتضي من ضرورات الحفاظ على الحميّة الوطنية وعلى نخوة من هم في خدمة الوطن ومقامِهم.
وحيث أن موضوع إعفاء السفير منصف البعتي من مهامه أضحى في حيّز علم الرأي العام واهتمامه بتونس، وأنّ المعني بالأمر التزاما منه بواجب التحفظ والانضباط المهني لم يدل في الخارج بأيّ تصريح الى حد التاريخ الحاضر حول إعفائه، فإنّ قواعد الإنصاف والحق بمقتضى القانون تكفل لأي موظف عمومي الدفاع عن نفسه وضمان حقه في وطنه للقيام بالسعي لحفظ كرامته وشرفه وإبراء ذمته إزاء أية مساءلة مهنيّة، لاسيما أن السفير منصف البعتي منتسب عريق وليس مستجدا في السلك الدبلوماسي التونسي ومسيرته المهنيّة ممتدّة لقرابة أربعة عقود كان القسم الأكبر منها في مجال الدبلوماسيّة المتعددة الأطراف .
والجمعية التونسيّة لقدماء السفراء والقناصل العامين التي تشهد للسفير المنصف البعتي بالكفاءة وبحسن الخبرة والتميّز في كل الوظائف السامية التي شغلها سواء صلب وزارة الشؤون الخارجية أو بالخارج ترى لزاما عليها في هذا المقام التعبير له عن معاني تضامنها وتحث في ذات الآن السلك الدبلوماسي التونسي النشيط كافة على الاستمرار في البذل والعطاء لما فيه خير تونس وتحقيق مصالحها على الساحة الدولية في كنف الثقة بالنفس وعدم الوهن إزاء أي ّ حالات تشكيك أو انتقاد لا تخلو منها مسيرة أي موظف عمومي حيث لا بشر معصوم من الخطأ سوى من لا يجتهد بتاتا “.