الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: نظمت يوم أمس الأربعاء 13 جانفي 2021 وزارة الشؤون الثقافية بالتزامن مع الاحتفاء بعيد الثورة، يوما ترويجيا بمناسبة تسجيل اكلة الكسكسي وطرق الصيد بالشرفية بجزر قرقنة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونيسكو، وحضر التظاهرة عدد مهم من الوزراء والمسؤولين والضيوف.
وأشار وزير الشؤون الثقافية بالنيابة الحبيب عمار إلى أن الامر يتعلق بالاحتفال بثقافةٍ كاملة تشتَرِكُ فيها دول شقيقة بما يجذر جملة من القيم والمبادئ الإنسانية.
وفي سياق متصل أعرب عن أمله في أن تحظى الهريسة بالتسجيل في قائمات التراث الانساني اللامادي المنتظر تقويمها في نهاية سنة 2021.
ودون ادنى شك في خصوص اهمية تثمين التراث على المستوى العالمي، فانه يبدو ان الاهتمامات الغذائية للتونسيين اصبحت سمة اجتماعية طاغية. ويسعى السياسيون وكذلك رجال الاقتصاد لاستثمار هذا الاهتمام الغذائي الجديد سيما ان التونسيين اصبحوا منذ انطلاق الثورة سنة 2011 يعيشون ازمات ندرة غذائية متواصلة اذ وصل عجز الميزان الغذائي لسنة 2020 الى 859 مليون دينار. وهذه الازمات مرتبطة بالتأكيد بفقدانهم أهم عنصر من مكونات الحياة خلال العشرية الاخيرة والتي يصر كثيرون على وصفها بـ “السوداء” وهو الاقتصاد والنمو.
ولتذكير العديد من سياسيي النكبة أن نعمة الرخاء لا تعادلها في أية وضعية معضلة خراب الاقتصاد والمجتمع وتفشي اللصوصية بتعلة انتظار تحقق الانتقال الديمقراطي كاملا ومعه بشكل محقق خسارة وطن عزيز على ابنائه او بالأحرى الصادقين منهم في حبه والإيمان به.
لقد كانت وبالحجة الدامغة والبراهين نكبة العشرية الاخيرة عامة وليس ادل على ذلك من بعض المؤشرات التي نسوقها على سبيل الذكر لا الحصر:
- ارتفعت نسبة البطالة من 12 % قبل الثورة إلى 16.2 % حاليًا على الصعيد الوطني، وهي أسوأ بكثير في المناطق الداخلية الفقيرة في البلاد، حيث تتجاوز 30% في العديد من الجهات. أما الدين العام فقد ازداد بنسبة 95% بين عامي 2010 و2019.
- يعاني الاقتصاد الوطني من نقص وتباطؤ في الإنتاجية العامة وركود حاد وانخفاض مستمر في نسبة النمو التي بلغت 1.04 % سنة 2019 بعد أن كانت 3.51 % سنة 2010. كما سجل التضخم المالي نسبة مرتفعة ومهولة بلغت 7.3% سنة 2018 بعد أن كانت منخفضًة بكثير قبل الثورة وفي حدود نسبة 3.33% سنة 2010 وزاد العجز التجاري ليناهز في المعدل السنوي 20 مليار دينار كما شهدت احتياطات العملة الصعبة تقلبات عديدة.
- تحتل تونس حاليا ذيل الترتيب عربيًا (المرتبة 13) وعالميًا (المرتبة 87)، في مؤشر التنافسية العالمية . كما تتبوأ المرتبة الثاثلة عربيًا و74 عالميًّا في مؤشر الفساد العالمي لعام 2019.
- ارتفعت النفقات العامة من 24% إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2011 و2018 وازدادت كتلة أجور الوظيفة العمومية من 11% إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2010 و2018، وأقيمت حملات تشغيل وهمية كبرى من قبل الشركات المملوكة للدولة وأدى ذلك إلى استنزاف خزينتها وقلت اعتمادات الاستثمار وضعف دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي اندثر نصفها تقريبا.
- تشهد الحركات الاحتجاجية نسقا عاليا حيث سجل 8713 تحركا خلال سنة 2016 و10452 سنة 2017 و9356 سنة 2018 و9091 سنة 2019. أما سنة 2020 فقد سجلت خلال السداسية الاولى 4566 تحركا وتم تسجيل حالات انتحار كثيرة في صفوف الشباب خاصة تناهز الالاف سنويا.