الشارع المغاربي: اعتبر القيادي السابق بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي اليوم الخميس 1 أفريل 2021 أنّ شهادة كريم عبد السلام حول أحداث باب سويقة كانت دقيقة وأنّه لم يكن في المقابل دقيقا في العديد من القضايا الاخرى ، مؤكّدا أن قيادات الحركة لم يكونوا في تلك الفترة على علم بعملية باب سويقة مشددا على انها كانت عملية معزولة.
ولفت الجلاصي خلال حضوره اليوم ببرنامج “هنا شمس” على اذاعة “شمس أف أم” الى أنّه يعتبر ان مسار العدالة الانتقالية فشل في اعادة بناء الذاكرة التونسية والنظر في مناطق غامضة من تاريخ البلاد .
واضاف ” طالما لم نقم بالمصالحة الوطنية الشاملة فان معارك الايديولوجيا والتاريخ ستبقى تطاردنا ..دعوت الى هذا في اكثر من مناسبة ودعوت ايضا الى ان يكون هذا الموضوع مشتركا بين جميع الاطراف …ما فيها باس كي الواحد يقول رانا غلطنا”.
وأوضح الجلاصي رؤيته للمسألة بالقول “الموضوع الاساسي مرتبط بالمشاحنات الحزبية …يجب ابعاد القضايا الكبرى المتعلقة بالمصالحة الوطنية عن الذاتيات وتملك الحقيقة والمشاحنات الاعلامية وخاصة الحزبية والانتخابية” متابعا “تكلمت هذه المدة لأنني اعتبر أنّه لنا في السياق الحالي ما يكفي من التشنجات والاشاعات ولكن جاء كريم عبد السلام وتحدّث ولا يهمني لماذا اختار هذا الوقت ليتحدّث …تحدث وذكر اسماء منها انا وطالب من هذه الاسماء التوضيح والاعتذار ولا ارى ان هذا هو الوقت المناسب لطرح هذا الموضوع لكن عندما جاءت دعوة للاعتذار ذات طبيعة انسانية فواجب عليا الاجابة وقلت ان كريم عبد السلام في شهادته سواء في اذاعة شمس او ما كتب في المدونة القانونية او في صحيفة الشارع المغاربي فإن هناك العديد من القضايا لم تكن دقيقة وتحتاج الى بحث “.
واضاف”في ما يتعلق بالحادثة تحديدا فإن ما ذكره كان دقيقا وهو في هذه الناحية يتناسب مع الرواية الرسمية التي عبرت عنها حركة النهضة في اول بيان صادر عنها حول هذه الحادثة في شهر مارس سنة 1991.. لم تكن هناك نية قتل ابدا في اي مستوى من المستويات وقيادات الحركة لم يكونوا على علم بهذا الموضوع أبدا …يوم 18 فيفري سنة 1991 سمعت بالعملية الثامنة ليلا وكان في اجتماع برأس الجبل وبالتالي اعتذرت” مشددا على أنّ قيادات الحركة لم تخطط ولم تكن على علم بهذه العملية .
وأضاف ” اطرح المسألة الآن من زاوية اخرى والمتعلق بسياق الصراع القائم وقتها …كانت عملية معزولة ولم تكن لا بعلم ولا بتنسيق ولا بقرار من القيادة”.
وتابع “أحداث باب سويقة موضوع حقيقي ويجب ان يُطرح في سياقه ..هناك اشخاص قُتلوا وأُغتصبوا أيضا … كل هذه المواضيع حقيقية ايضا ويجب ان تُطرحُ في اطارها وبالنسبة لي فإنّ مسار العدالة الانتقالية لم يستكمل ما كان مفروضا أن يحدث … من يريد معرفة الحقيقة فعليه معرفتها في جميع الجوانب بكل التنظيمات والمراحل التاريخية “.