الشارع المغاربي: دعت حركة النهضة اليوم الأحد 6 جوان 2021 مراكز الحكم في قرطاج وباردو والقصبة الى “التضامن والتعالي عن المناكفات السياسية الحادّة والمزايدات التي لا طائل من ورائها” والابتعاد عن “الخطابات الشعبويّة غير المسؤولة والتي لا تراعي المصالح العليا للبلاد والجلوس الى طاولة الحوار الوطني دون إقصاء لدعم الشراكة السياسية في إدارة الشأن الوطني والتوافق حول الحلول المناسبة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تتعمق مع مرور الوقت، والتزام جميع الأطراف بدعمها وتوفير شروط نجاحها”.
واعتبرت الحركة في بيان صادر عنها اليوم بمناسبة احياء الذكرى الأربعين للإعلان عن تأسيسها أنّ “الاستقرار السياسي من أوكد شروط تحقيق التعافي الاقتصادي المنشود لأنه وحده الذي يمنح الحكومة القدرة على انفاذ الإصلاحات واستعادة الدورة العادية لإنتاج الثروة وتحقيق التنمية”.
ووجهت “تهنئتها الحارّة إلى كل مناضليها وأنصارها والمتعاطفين معها في هذه الذكرى العزيزة ذات الدلالات الرمزية البليغة” مضيفة أنّها “تشدّ على أيديهم لما بذلوا من تضحيات جسيمة طيلة هذه المسيرة الطويلة، ولما ابدوا من التفاف حول حركتهم والذود عنها أمام المؤامرات المحلية والدولية التي استهدفتها على مرّ السنين، ولم تفل في عضدهم الدعايات المغرضة القديمة والجديدة الخارجيّة والداخليّة واصرارهم على تحقيق مطامح التونسيين في الحريّة والديمقراطيّة والتنمية”.
واعربت الحركة عن تقديرها بأنّ “الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعيّة بالبلاد صعبة للغاية” مضيفة أن الأمر يتطلب “تضامنا وطنيا في مختلف المستويات وبين كل القطاعات من اجل تقاسم الأعباء والتضحيات، والتخفيف من وقع الازمة عن الشرائح الاجتماعية الضعيفة وانهاك قدرتها الشرائية”.
ودعت الى “إحكام تنزيل الإصلاحات الاقتصادية المتأكدة، وإرفاقها بالإجراءات الحمائية الضرورية، حتى تحقق أهدافها في إيقاف هدر المال العمومي ومقدرات الدولة، دون أن تضرّ بمصالح المواطنين من الضعفاء خاصة مبرزة انه ” لم يعد مقبولا بعد عشرية أولى من ثورة الحرية والكرامة أن يبقى التونسيون وخاصة في الجهات الأقل حظا من الثروة والتنمية وكذلك الشباب ينتظرون إلى الآن التقدّم أكثر في إنجاز الاستحقاق التنموي والاجتماعي الذي ساهم تأخّره في مزيد تدهور أوضاعهم المعيشية”.
وأكّدت الحركة “اعتزازها بما تميزت به مسيرتها عبر العقود الأربعة من محطات نضالية مشرّفة، دفاعا عن الهوية العربية الإسلامية لتونس ومقاومة لغطرسة الاستبداد والحكم الفردي من أجل نظام سياسي ديمقراطي” مذكرة بأنها ” دفعت ضريبة ذلك عشرات الشهداء وآلاف المشرّدين والمساجين من مناضليها وأنصارها”.
واشارت الى أنّها “اذ تشعر بكثير من الفخر بعد ان بوّأها الشعب الصدارة في المحطات الانتخابية بعد ثورة الحرية والكرامة، بما يعكس تجذر الحركة في وجدان الشعب والمصداقية العالية التي تحظى بها لدى شرائح اجتماعيّة واسعة وتلتزم بخدمة الناس وحمل هموم البلاد والاستجابة لتطلعات التونسيين نحو مستقبل أفضل، فانها تستحضر مسؤولية أكبر في الإسهام في الخروج ببلادنا من أزماتها وتحقيق تطلّعاتها”.