الشارع المغاربي-نقل منى المساكني: اعتبر الناشط في المجتمع المدني والمحامي احمد صواب اليوم الخميس 17 جوان 2021 ان خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال اللقاء الذي جمعه بعدد من رؤساء الحكومات السابقين بحضور رئيس الحكومة الحالي هو ” الاوضح والاخطر للوصول لتجسيم قولة “الشعب يريد والقيصر يعرف ماذا يريد” معتبرا ان الجديد في خطابه استهدافه الواضح مكونات المجتمع المدني وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل داعيا اياه للتحوط منه محذرا من ان خطاب سعيد “كشف نية واضحة لقلب نظام الحكم عبر تعليق الدستور او الغائه”.
واوضح صواب في تصريح لـ”الشارع المغاربي” ان جل ما جاء في خطاب قيس سعيد يوم 15 جوان هو من قبيل التكرار منذ خطاب سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2019 مذكرا بان سعيد منذ ذلك التاريخ حتى اليوم في ما اسماه بـ” قصف متواتر وترذيل متواصل للمنظومة السياسية وهي بالاساس البرلمان والاحزاب والنظام الانتخابي “.
ولفت الى ان هناك امرين مستجدين في خطاب سعيد الاول يتعلق” بنية واضحة في قلب النظام عبر تعليق الدستور او الغائه بما في ذلك ما يتطلب من دخول في فترة انتقالية جديدة “. وعن كيفية المرور لتطبيق هذه النية شدد صواب على ان ذلك ” قد يتم اما خلال تفعيل الفصل 80 من الدستور او كقائد اعلى للقوات المسلحة العسكرية والمدنية او بافكار جديدة ومبتكرة “.
وأشار صواب الى انه لم يسبق لقيس سعيد ان تحدث عن الدستور وقدم موقفا سلبيا منه بالطريقة التي تحدث بها يوم 14 جوان مؤكدا ان سعيد “اعتبر ان الدستور الحالي كله اقفال وانه يريد دستورا جديدا وفعليا وحقيقيا. وأضاف صواب مفسرا ” هذه الفكرة لم يقلها سعيد مسبقا .. اول مرة يتحدث بهذه الطريقة ولم يكن واضحا البتة مثلما كان في اخر خطاب له بصفة مباشرة وكلية “.
اما المستجد الثاني في خطاب قيس سعيد ، فيقول صواب انه يتعلق بالحوار الوطني للرباعي الراعي مشددا على ان تأكيد سعيد ان “الحوار الوطني لم يكن وطنيا” ” يستوعب حتى التخوين وهو بذلك يستهدف المجتمع المدني بعد فترة من استهداف المنظومة السياسية ..الجديد هو ضرب المجتمع المدني بمكوناته الاساسية الرابطة وهيئة المحامين او منظمة الاعراف وخاصة اتحاد الشغل.
وتابع” هذا الهجوم المباشر على المجتمع المدني يعتبر منطقيا ومفهوما بالنسبة لشخص يرى ان الحكم يقوم على احداث فراغ بينه وبين الشعب ولا تكون هناك واسطات لا تمثيلات سياسية ولا تمثيلات مدنية ..لا شيء يفصله عن الشعب اي الفراغ الكامل والمطلق “.
واعتبر صواب ان القوى الديمقراطية والاجتماعية والمجتمع المدني محاصرة اليوم من 3 تشكيلات يمينية قال انها تتمثل في النهضة والدستوري الحر وقيس سعيد مؤكدا ان كل هذه التشكيلات تمثل “قوى يمينية رجعية فاشية شعبوية” مبرزا ان “مرد صعود التجمع وقيس سعيد راجع بالاساس الى كوارث حكم النهضة لمدة 10 سنوات ومن تحالف معها والجامع بينهما هو الغنيمة من التكتل الى حزبي الشعب والتيار “.
ودعا صواب اتحاد الشغل الى ” ان يستقيط ويتحوط من قيس سعيد” متهما رئيس الجمهورية باستنزاف المنظمة الشغيلة من بداية نوفمبر 2020 مرورا بتقديم وثيقة مبادرة الحوار الوطني يوم 30 نوفمبر 2020 وصولا الى نهاية الاسبوع المقضي مؤكدا ان هذا الاستهداف والاستنزاف يهدف لضرب مصداقية اتحاد الشغل.
وتابع صواب” انا اتحدث عن معرفة بالاتحاد وانا القريب منه .. هذا الاستهداف الممنهج لاتحاد الشغل من قبل قيس سعيد يفرض على هذه المنظمة العريقة التحوط .. ماذا قال الطبوبي في اخر اجتماع مع قيس سعيد ؟ قال لمست بوادر ايجابية جدا …بعدها بيومين يقدم قيس سعيد خطاب كالصاعقة “.
واضاف” التحوط من قيس سعيد واجب بعد ان تهجم وخوّن ورذل الحوار الوطني… ما قاله عن الحوار الوطني هو قصف مباشر لاقوى واكبر هيكل اجتماعي وسياسي في تونس .. الاتحاد ضارب في التاريخ ومن يريد الحكم فعليه في تقديري تحييد الاتحاد وفي العكس سيكون الاتحاد قوة مضادة وشرسة في مواجهة اي حاكم او انحراف” .
وعرج صواب على طريقة التعاطي مع تصريحات قيس سعيد التي وصفها بالخطيرة مذكرة من اسماهم بالجامعيين والنخبة خاصة في القانون العام والعلوم السياسية بمن فيهم القضاة بانهم انتفعوا كلهم من الثورة مبرزا ان الملاحظ اليوم باسثتناء البعض ذاكر منهم عياض ابن عاشور وحمادي الرديسي وسلسبيل القليبي فإن البقية ” استكانوا” مرجحا ان يكون ذلك اما في اطار المهادنة أم انهم صاروا “في وضعية تحفظ لمناصب ما حققوا .. معلقا على ذلك بالقول” امر مؤسف ان يعود الجامعيون الى المهادنة تماما مثلما كان الحال زمن بن علي” .
وشدد على ان “دورهم مهم في تأطير النقاش السياسي والدستوري لكشف الخزعبلات الدستورية والزيف وانتحال الصفة العلمية “.
واضاف” فصل الكلام “الشعب يريد والقيصر يعرف ماذا يريد” ولا حاجة للتوضيح ان الشعب هو القيصر والقيصر هو الشعب في حضرة مجاميع غير منظمة وبعض فقهاء ما يمكن تسميتهم بضواحي البلاط”.