الشارع المغاربي: اعتبر فتحي جراي رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب اليوم الاربعاء 23 جوان 2021 ان حادثة تجريد شاب قاصر من ثيابه وسحله في سيدي حسين “حادثة صادمة وتجاوزت كل التوقعات ووصمة عار في جبين بلاد شعارها الكرامة وثورتها ثورة الكرامة ” مذكرا بأن البلاد في مرحلة انتقال ديمقراطي وتطرح نفسها بان تكون نموذجا في مستوى احترام الحقوق والحريات”.
واكد جراي خلال مداخلة له على “الاذاعة الوطنية” ان الحادثة سريالية وغير معقولة وان “ما هو غير معقول اكثر في ما بعد هو طريقة التعاطي معها حتى مع القضاء مؤكدا امتناع جهات امنية عن مد القضاء بقائمة المتورطين في الحادثة مبرزا انه كان هناك تلكىء وحماية وتشجيع على الافلات من العقاب في الحادثة.
واضاف انه “صحيح ان التعذيب لم يعد سياسة دولة ولا يوجد مسؤول يتجرأ على الامر بالتعذيب لكن في مستوى الممارسة مازال هناك سكوت عن التعذيب وافلات من العقاب وحماية بطريقة ما لمرتكبي التعذيب او غيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية واللانسانية والمهينة .
وذكر بان الهيئة كانت قد فتحت تحقيقا بصفة تلقائية في الحادثة وبان الابحاث مازالت مستمرة مشددا على ان ما حصل لا يمكن تبريره باي حال من الاحول خاصة لما يتعلق الامر بعون تطبيق القانون الذي قال انه مطالب على العكس من ذلك بتعريف المواطن بحقوقه.
وحول الوضع الصحي في السجون في ظل جائحة كورونا ذكر جراي بانه كان قد تم اقرار بروتكول صحي منذ شهر مارس 2020 وبانه تم تطبيقه الى حد ما بنجاح الى حدود 17 جوان 2020 مع اول حالة لكورو نا.
واضاف ان الاصابات تفاقمت اثر ذلك مع الموجة الثانية لافتا الى انه تم في وقت من الاوقات تخصيص 6 سجون حسب الاقاليم لاستقبال المودعين الجدد مبرزا أن الفكرة تتمثل في ان يقضي السجين 14 يوما في الحجر مؤكدا ان سجن المرناقية نجح في تطبيق الفكرة باعتبار ان به 14 غرفة.
واكد ان الوضعية في بقية السجون غير ذلك باعتبار انه لا يتوفر بها عدد كاف من الغرف مع حالات الاكتظاظ في السجون مشيرا الى ان سجن المسعدين يشهد وضعية حرجة والى ان نصف السجناء مصابين بكورونا حسب المعلومات التي بلغت الهيئة لافتا الى ان الهيئة تلقت اشعارا في هذا الخصوص والى انها لم تتاكد بعد من المعلومات.
واشار الى ان عدد المساجين في تونس يبلغ 23 الف سجينا موزعين على 30 سجنا قال ان من بينهم 13 الف موقوف اي في طور التقاضي معتبرا الوضع غير طبيعي مبرزا ان اغلب السجون التونسية باستثناء الجديدة منها غير مطابقة للمواصفات الهندسية العالمية باعتبار ان اغلبها كان ثكنات عسكرية .