الشارع المغاربي – قسم الرياضة: رغم مرور قرابة أسبوعين على صدور قرار محكمة التحكيم الرياضي ببطلان قرار الجامعة التونسية لكرة القدم بتجميد نشاط فريق الهلال الرياضي الشابي بتاريخ 17 أكتوبر 2020 لم يحدث أيّ تغيير أو تطوّر جذري في مسار الخلاف بين الطرفين. صحيح أنّ الجامعة التونسية لكرة القدم بادرت طبقا لأحكام العدالة الرياضية الدولية حسب ما جاء في بلاغ للهلال بإرجاع المبالغ “غير المستحقة” التي استخلصتها من هلال الشابة موظف عليها مبالغ الخطايا وهو ما قد يفسّر على أنه اعتراف ضمني من الجامعة بالهزيمة واعتراف كذلك باستحالة مواصلة اعتماد سياسة ليّ الذراع في النزاع القانوني القائم بين الطرفين ولكن الانتظارات كانت حقيقة أكبر من مجرّد تطبيق القرار الفرعي وإهمال النصّ الأصلي الذي ينادي بعودة الهلال الى موقعه الطبيعي في بطولة الرابطة المحترفة الأولى.
هذا التمشّي فسّره البعض بأنّ الجامعة التونسية لكرة القدم مازالت تخفي بعض أوراقها وتميل الى مزيد تعقيد الأمور من خلال التلكئ في الاعلان عن موعد الجلسة العامة الذي سيتم بمقتضاها الحسم في مستقبل الهلال من خلال تصويت الأندية بعودة الهلال الى موقعه الطبيعي أو مواصلة الهروب الى الأمام. وهذا التلكئ يراه البعض محاولة جديدة من الجامعة للتمديد في آجال التقاضي حتى يضيع الموسم الرياضي مرّة أخرى على فريق الهلال ويجد نفسه خارج السباق رغم أنّ مصادر موثوقة لـ”الشارع المغاربي” كشفت أنّ الجريء ومثلما نشرنا في العدد السابق قرّر ومنذ صدور قرار الـ”تاس” الدعوة لعقد جلسة عامة يكون فيها مصير الهلال بيد الأندية. هذه الدعوة ستفعّل قريبا وسيقع تحديد موعد الجلسة في أقرب الآجال بحيث يكون أمام الهلال وقت كاف للتحضير لانطلاق سباق البطولة في صورة الفوز بثقة الأندية. المصادر ذاتها أكّدت لنا أنّ التاريخ تمّ تحديده مبدئيا وهو منتصف شهر جويلية القادم وهذا الخيار لا يفيد بالضرورة بأنّ الجريء يرحّب بعودة الهلال فالجميع يعرف أنّ كل الأندية تقريبا تأتمر بأوامره وبالتالي فإنّ الجلسة قد تفتح المعركة القانونية على واجهات جديدة وتنقل “الحرب” من الجريء والمكشر الى الشابة وبقيّة الأندية التونسية.
بالتوازي مع ذلك علم “الشارع المغاربي” أنّ فريق هلال الشابة يجهّز هو الآخر نفسه لتصعيد مماثل من خلال التوجّه مجددا لمحكمة التحكيم الرياضي في صورة عدم إسراع الجامعة بتعيين موعد الجلسة المرتقبة. وكمحاولة للضغط على قرار الجامعة المرتقب علم “الشارع المغاربي” أنّ أحباء هلال الشابة المتواجدين بالخارج يعدون العدّة للقيام بوقفة احتجاجية جديدة ستكون هذه المرّة أمام مقرّ الفيفا وستتخذ شكلا تصعيديا مغايرا من خلال القيام بإضراب جوع أمام الفيفا في سابقة بتاريخ كرة القدم العالمية.
ويدرك الجميع أنّ مثل هذه الوقفات الاحتجاجية تلقى اهتماما كبيرا في وسائل الاعلام العالمية خاصة أنّ المسؤولين بالفيفا سيكونون على علم مباشر بفحوى الوقفة الاحتجاجية وهذا من شأنه أنّ يحرّك عديد الملفات الراكدة لكرة القدم التونسية في رفوف الفيفا ويعطي كذلك للقضيّة أبعادا إضافية لأنّ المسؤولين سواء كانوا أمنيين أو مسؤولين بالفيفا لن يمارسوا فنون الهرسلة والتفرقة التي تجيدها بعض القوات الأمنية في تونس بل سيعملون على الانصات لمطالب المحتجين وتلبية رغباتهم حتى لو كان ذلك بشكل رمزي.
نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ 22 جوان 2021