الشارع المغاربي -كريمة السعداوي: تفيد بيانات منظمة الصحة العالمية ان النسبة الدنيا للتلقيح لخلق مناعة جماعية لمجابهة جائحة كوفيد-19 في بلد ما يجب ان تشمل على الأقل 70 بالمائة من السكان. وتبرز كذلك المعطيات الإحصائية ان كلفة التلقيح تختلف من صنف الى اخر وانها تساوي 31 أورو لـ “بيونتاك” و”مودرنا” و23 أورو لـ “سينوفاك” و17 أورو لـ “سبوتنيك v ” و8 أوروات لـ “جونسن اند جونسون” و6 أوروات لـ “استرازينيكا” وانها بالتالي تناهز في المعدل قيمة التطعيم (19.3 أورو أي ما يعادل 64 دينارا.)
وباعتبار ان عدد سكان البلاد التونسية وفقا لآخر تعداد للسكان والسكنى انجزه المعهد الوطني للإحصاء بلغ أواخر ديسمبر 2020 نحو 11708370 (11.7 مليون) ساكن، فان الكلفة العامة لتطعيم السكان حسب معايير منظمة الصحة العالمية في إطار السعي لبلوغ مناعة جماعية تخفف من وطأة الجائحة الصحية هي في حدود 527.6 مليون دينار بحكم انه يتعين ان يشمل التطعيم استنادا الى المعايير المشار اليها بالنسبة الى تونس 819859 (8.1 ملايين) مواطن.
في جانب اخر وبغض النظر عن إشكاليات المالية العمومية وضعف اعتمادات وزارة الصحة حصلت تونس على قروض تم صرف اغلبها في نفقات التصرف الإداري بقيمة 4288.9 مليون دينار وذلك طيلة الأشهر الأربع الأولى من العام الحالي بناء على معطيات مذكرة وزارة المالية حول تنفيذ ميزانية الدولة الصادرة حديثا وهو ما يعني ان تخصيص 12 بالمائة من القروض – 527.6 مليون دينار – يكفي للتلقيح لخلق مناعة جماعية وحل المشكل على هذا المستوى برمته بعيدا عن التوجه نحو الهبات وطلب المساعدة الدولية.
يذكر ان البيانات الصادرة اليوم الجمعة 16 جولية 2021على موقع وزارة الصحة تفيد بانه في اليوم 125 من الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ فيروس كورونا وصل العدد الإجمالي للمسجّلين في منظومة التلقيح “ايفاكس” المخصصة للغرض 3421089 (3.4 مليون) مواطن في حين بلغ عدد التونسيّين الذين استكملوا التلقيح، حسب الوزارة، 728004 (جرعتين) و105980 (جرعة واحدة كوفيد +). كما بلغ العدد الإجمالي للتلاقيح 2269301. ويعني ذلك انه وبنفس النسق الحالي فان استكمال تلقيح التونسيين حسب القواعد الصحية الدولية سينتهي في ظرف 1282 يوم أي بعد ثلاث سنوات ونص…