الشارع المغاربي: اكد توفيق بوفايد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية اليوم الثلاثاء 11 جوان 2024 ان الشركة مرت بأزمة مالية خانقة وان مديونيتها كبيرة مبرزا ان ديونها المتأكدة تتراوح بين 900 والف مليار وان الشركة مدينة لعدد من المؤسسات على غرار الشركة الوطنية لتوزيع البترول “عجيل” والصندوق الوطني للتامين على المرض والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وقال بوفايد في مداخلة على “الاذاعة الوطنية” تعليقا على وضعية التجهيزات بالشركة والاستعدادات لاعادة تشغيل الخط الحديدي بين تونس والجزائر:” بخصوص وضعية التجهيزات الشركة تمر بفترة صعبة نتيجة تراكمات عشرات السنين جعلتها حاليا في مفترق طرق ..ولكن تبين ان للشركة كفاءات وكوادر متميزة … ومن المنتظر تنظيم سفرتين تجريبيتين اخريين بين تونس والجزائر واثر اكمال عمليات الرقابة وتجهيز محطة العبور بغار الدماء لتصبح محطة دولية سيتم اعادة تشغيل الخط لتكون اولى الرحلات الرسمية قبل اواخر شهر جويلية المقبل على ان القرار يبقى سياسيا ومرتبطا بالتنسيق الدبلوماسي بين البلدين..”
واضاف بخصوص وضعية التجهيزات ” هناك وجهان: الوجه الاول هو السكة والوجه الثاني الاسطول والتجهيزات … والسكة تبقى ملك الدولة التي سلمتها للشركة في اطار لزمة.اما تجهيزات النقل فكلها من مسؤولية الشركة سواء من حيث التعهد والاصلاح او الاقتناء والدولة تخصص سنويا ما بين 30 و40 مليون دينار لاصلاح وتعهد السكة …وبالنسبة لوسائل النقل فالشركة مرت بفترة صعبة جدا.. ففي سنة 2010 نقلت 11 مليون طن من الفسفاط وفي شهر جانفي 2011 نزل الرقم الى 1.5 مليون طن معنى ذلك ان رقم معاملات نقل الفسفاط تراجع واصبح العشر لانه ليس هناك مردودية في نقل المسافرين وهو جانب اجتماعي اكثر منه اقتصادي سواء تعلق الامر بالنقل الحضري المدعم او بالنقل بين المدن الذي ليس فيه بدوره هامش كبير من الربح …وكان رقم معاملات الشركة من نقل الفسفاط والبضائع في حدود 120 مليون دينار سنة 2010 ثم اصبح في اقصى الحالات 30 مليون دينار والحال ان الشركة مطالبة بتسديد جرايات بـ 7 مليارات في كل شهر و من سنة 2010 الى غاية 2022 تقريبا ظل انتاج الفسفاط ضعيفا ومررنا بفترة خطيرة جدا وبعد عشر او 11 سنة طلبنا استعادة نقل الفسفاط والحمد لله عاد الانتاج لكن التجهيزات لم تكن في الموعد والان هناك برنامج تاهيل كامل…”
وتابع ” من جملة 4000 عربة لنقل الفسفاط لم يكن متوفرا للاستغلال غير 140 عربة والان رفعنا العدد الى 300 عربة اما البقية فتتطلب صيانة كبيرة وامكانات لا يمكن للشركة توفيرها ..فالصيانة مرتبطة بتوفر الحد الادنى من قطع الغيار من الخارج واسعارها باهظة والشركة مرت بازمة مالية خانقة ومديونيتها كانت كبيرة وهي مدينة لعجيل ولصندوق الضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتامين على المرض (الكنام ) وتتراوح بين 900 والف مليار وكل الديون متأكدة …وان شاء الله تتحسن الامور بعد عودة انتاج الفسفاط وهناك مطالب صغيرة سنتقدم بها للدولة …”