الشارع المغاربي – عشية انعقاد قمّتها: الفرنكفونية تعاني بسبب العربدة الفرنسية وتمدّد الأنقليزية

عشية انعقاد قمّتها: الفرنكفونية تعاني بسبب العربدة الفرنسية وتمدّد الأنقليزية

10 أكتوبر، 2018

الشارع المغاربي: إبراهيم بوغانمي: تحتضن “إيريفان” عاصمة أرمينيا غدا وبعد غد القمة السابعة عشرة للمنظمة الدولية للفرنكفونية في ظل تحديات كبرى تواجهها اللغة الفرنسية ومصاعب جمّة يصارعها الفرنكفونيون.

وتؤكد الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2065 سيبلغ عدد الذين يتكلمون الفرنسية مليار شخص أي خمسة أضعاف عدد الفرنكفونيين عام 1960 مما يجعل اللغة الفرنسية ثاني لغة دولية بعد اللغة الانقليزية.

وهنا يكمن التحدي الأصعب الذي تواجهه الفرنكفونية ألا وهو تمدد اللغة الانقليزية التي أصبح يميل إليها ملايين الشباب والمراهقين في العالم -حتى من أبناء الفرنكفونيين أنفسهم- خاصة أنها باتت اللغة رقم واحد في عالم التكنولوجيا والإنترنت والتطبيقات الإلكترونية. فضلا عن أن الكثير من الباحثين الجامعيين أصبحوا يُقبلون أكثر مما مضى على المراجع والبحوث المكتوبة باللغة الانقليزية .

إلى جانب تمدد اللغة الإنقليزية على حساب اللغة الفرنسية تواحه الفرنكفونية اليوم تحديا آخر يتجلى بصفة خاصة في القارة الإفريقية. ذلك أن شبح الماضي الاستعماري الفرنسي الجاثم منذ عقود على صدور سكان المستعمرات الفرنسية السابقة في القارة الإفريقية بشكل خاص عاد ليفرض نفسه من جديد بعد التدخل الفرنسي عسكريا شمال مالي عام 2013.

وأيّا كانت ذرائع باريس وتبريراتها بشأن تدخلها عسكريا في مالي فإن الحدث أعاد زرع صورة “الدولة الاستعمارية الغاشمة التي نهبت ثروات إفريقيا طيلة عقود” خاصة أن عديد الأطراف اتهمت فرنسا إبان تدخلها في مالي بأنها تقتّل أبناء مالي من أجل الأورانيوم والذهب.

لذلك نعتقد أن عهد المقاربة الهرمية العمودية تجاه اللغة الفرنسية من أعلى إلى أسفل التي محورها باريس بشكل يجعل من فرنسا الوصيّ على الفرنكفونية أو عرّابها انتهى وأنه على الفرنكفونيين اليوم استحداث عالم أفقي يتحدث الفرنسية ويتغنّى بها ويفتح بها قلبه لجميع الشعوب.

الفرنسية ليست لغة فحسب وإنما هي ثقافة وحضارة ورسالة محبة وسلام على الفرنكفونيين تعميمها من خلال قمة إيريفان الأرمينية, وهي مهمة تبدو أصعب على الفرنسيين قبل غيرهم لأن “العربدة” الفرنسية في العالم سواء بتدخلها في ليبيا أو في العراق أو في سوريا فضلا عن مالي أساءت كثيرا لصورة لغة الحب والأدب والشعر التي تغنّى بها “لافونتان”و”فولتير” و”فيكتور هوغو” وغيرهم.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING