الشارع المغاربي: اكد الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان مساء اليوم الخميس 1 اكتوبر 2020 انه ليس لاعلان البنك المركزي عن التخفيض في نسبة الفائدة المديرية بـ 50 نقطة أي تأثير ايجابي على الاقتصاد التونسي الا في جانب واحد معتبرا ان المؤشرات التي تحدث عنها محافظ البنك المركزي مروان العباسي خلال ندوة صحفية لا تبعث على التفاؤل وانه يخيل للمستمع اليه انه يتحدث عن بلد اَخر ملاحظا ان كل المؤشرات الاقتصادية تشير الى ان الاقتصاد التونسي يشهد انكماشا وصفه بـ”الكبير وغير المسبوق”.

وقال سعيدان خلال حضوره مساء اليوم في برنامج “روندي فو 9” : “اعلان البنك المركزي عن التخفيض في نسبة الفائدة المديرية بـ 50 نقطة لا حدث او ما يطلق عليه بالفرنسية “un nom evenement” لانه ليس لهذا الاجراء اي تأثير الا في جانب واحد …الاجراء يجعلني شخصيا افهم ان قراءتنا للوضع الاقتصادي في تونس مختلفة تماما عن قراءة البنك المركزي وقراءة البلاد التونسية “.

وأضاف “محافظ البنك المركزي تحدث خلال الندوة الصحفية التي عقدها عن 3 مؤشرات وكان عليه ان يتحدث عن 4 مؤشرات… العباسي قال ان مخزون البلاد التونسية من العملة الصعبة في تحسن وانه بلغ 141 يوما من التوريد.. حسابيا هذا الرقم صحيح ولكن تحليله خاطئ تماما”.

وتابع سعيدان  “المؤشر الثاني ذكر فيه العباسي ان عجز الميزان التجاري انخفض وهذا صحيح فقد انخفض العجز بـ 3 مليارات دينار” متسائلا : لكن” لماذا انخفض ؟… هل يجب علينا ان نسعد لانه انخفض في هذه الظروف؟” مضيفا” المؤشر الثالث نسبة التضخم المالي التي انخفضت من 5.7 بالمائة خلال شهر اوت الى 4.5 بالمائة خلال شهر سبتمبر.. هذه الارقام لا تبعث على الفرح والمؤشر الرابع الذي تحدث عنه العباسي يتعلق بانتعاش الدينار التونسي …لما أسمع بأشخاص يتحدثون بهذا الشكل عن هذه المؤشرات اتساءل هل نحن فعلا نتحدث عن تونس او عن بلد اخر.. تونس التي بها نسبة نمو سلبية في الثلاثي الثاني من هذا العام  ب-21.6 بالمائة وتراجع في الاقتصاد في السداسي الاول من هذه السنة ب11 بالمائة وارتفعت فيها نسبة البطالة لاكثر من 19 بالمائة وخسرت 161 الف موطن شغل في 3 أشهر فقط… هل فعلا حن نتحدث عن نفس البلد ؟

وواصل سعيدان “بالنسبة لمخزون تونس من العملة الاجنبية والذي يبلغ 141 يوما هل تعلمون ان واردات تونس انخفضت ب 21 بالمائة؟ والاهم من هذا ان هذه الأموال ليست ملك الدولة التونسية وانما اموال متأتية من القروض الاجنبية” متسائلا من جديد “هل لنا ان نفتخر بذلك؟علما ان هذه القروض تكلف الدولة التونسية قرابة 8 في المائة فوائض سنويا؟”.

وختم سعيدان  مداخلته قائلا”هناك ايضا انخفاض في توريد المعدات بـ 28 في المائة اضافة الى تراجع في توريد المواد الاولية المصنعة بنسبة 21 في المائة وفي توريد الطاقة بـ31 بالمائة كلها مؤشرات تدل على انكماش اقتصادي كبير وغير مسبوق في تاريخ تونس”.